تجربة العمل فى التليفزيون مريرة.. والصحفى الذى يتقدم لخوض هذه التجربة كمسئول عن برنامج، لا يجد متعة تشبعه غير القبض شهريا على راتب دسم، «والتخديم» على مقدم أو مذيع غالبا ما يكون «رياضى» يبلغ ذروة النشوة وهو يطل من الشاشة على ملايين تشاهده.
وقد حاولت شخصيا أن أستمتع وفشلت، وحاولت أكثر أن أصل بما أقدمه إلى درجة عالية من الجودة وفشلت، لأن الصحفى عندما يكتب فى جريدته يملك كل أدواته دون أن يتأثر بالآخرين، ودون أن يواجه معوقات لا يملك سبيلا إلى القفز عليها..
أما عندما يفكر لبرنامج تليفزيونى فلا تكفيه أدواته فقط، وإذا كانت كافية لا يستطيع أن يستثمرها كلها، فهو ينتظر أن يشاركه المخرج، والمذيع، والإنتاج، وحركة الكاميرا، وما يعملون معه من مساعدين، جميعهم ينتظرون الأوامر، ولا يهتمون بفكرة المبادرة والمشاركة فى التفكير.. وحتى فى أقصى حالات إستثمار كل الأدوات، لا يجد الصحفى متعة رد الفعل.. لينتهى الأمر إلى اقتناع تام، بأنه يعمل فى الصحافة ليستمتع ويعمل فى التليفزيون ليسترزق.. ويرى منطقيا أن تميزه فى صحيفته، يجب أن يعود عليه ماليا فى التليفزيون، وبذلك تكون المتعة قد اكتملت أدبيا وماديا ونفسيا.
> وما دمنا نتحدث عن الإعلام.. فإنه من الأجدر أن نعترف بأنه «أنانى» وظالم فى أحيان كثيرة، لأنه يتصدى للقضايا الرياضية ،ويصدر أحكاما فيها، ولا يتصدى لقضيته مع نفسه.. ولو جمعنا عددا كبيرا من الصحف وقرأنا تعاملها مع قضية ما، نجدها تبعثرت على أرض واسعة من التناقض والغرائب والعجائب.. فهو يطالب بعدالة الرياضيين بين أنفسهم، ولا يفكر كثيرا فى أن يكون عادلا معهم.. ويتحدث أكثر عن أخلاقيات العمل بينما تشم من السطور رائحة انعدام الأخلاق، وسيادة لغة المجاملة أو تصفية الحسابات.. ناهيك عن الإبداع والاختراع، حتى سمعنا أن بعض الصحف التى تريد أن تطبع مبكرا تكتب مباراة تقام فى وقت متأخر بثلاثة سيناريوهات قبل أن تبدأ الفوز والهزيمة والتعادل.. وفى نفس الوقت تطالب هذه الصحف مسئولى الاتحادات والأندية بالمصداقية والنزاهة.. ثم نستغرب أن نلمح صحفيا كبيرا فى مكتبه يشرب الخمور وهو يكتب مقاله، الذى يملأه آيات قرآنية وأحاديث شريفة.. هذه هى مصداقية الإعلام، فكيف ننتظر مصداقية من الرياضة المصرية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة