الأسوار الحديدية التى تحيط بالكثير من شوارع القاهرة، محاولة يائسة من إدارة المرور لخفض نسب حوادث الطرق، حيث تستقبل شوارع القاهرة 200 ألف سيارة يومياً تمثل فرصة متجددة للموت تحت عجلاتها.
اهتدت إدارة المرور إلى الأسوار بطول الطريق حتى تحجم وتحدد أماكن عبور المشاة ، ليجد المواطن نفسه مجبراً على السير مسافة ما يقرب من 500 متر للوصول إلى أقرب نقطة عبور،وغالباً لا تتوقف فيها السيارات أيضا ولا تقل خطورة عن مثيلتها فى أى مكان آخر.
أسوار رمسيس التى تحاصر الأرصفة من أجل منع المشاة من السير فى شارع دون وجود أى لافتة تشير إلى أماكن العبور، هى أبلغ مثال على ذلك.
حتى السائحين تعلموا القفز من فوق الأسوار، حيث لم يهتدِ إلى المكان الذى يمكنه العبور منه، ففعل مثلما يفعل المصريون وقفز من فوق السور ليتمكن من الوصول إلى محطة القطار، وهذا المشهد متكرر بشكل شبه يومى.
"محمد" شاب مقعد وسيلته للتنقل كرسى متحرك يحمله حيث يريد، أكثر ما يزعجه هو عدم وجود أماكن لانتظار السيارات يضع والده السيارة فى الجهة المقابلة من الشارع، فيكون عليه أن يعبر سوراً حديدياً يصل ارتفاعه للمتر، فى حين أن أقرب نقطة يستطيع العبور منها على كرسيه المتحرك تبتعد لمسافة 300 متر، يفضل محمد أن يعبر منها بدلاً من انتهاك كرامته وتحمله الأيادى من أجل عبور السور.
يفترض أن المعابر والمنحنيات ومناطق الدوران تخطط بناءً على قواعد معينة لمراعاة سهولة وسرعة الوصول لكل منطقة والدخول والخروج منها، سواء كان المواطن مترجلاً أو يستقل أى نوع من المركبات حسب طبيعة المنطقة، وذلك مع مراعاة ذوى الاحتياجات الخاصة وكبار السن.
ولكن واقع الأمر يؤكد أن رجال المرور، هم من يقررون أماكن العبور والحواجز حسب رؤيتهم فى تنظيم المرور، مما يفرز على المدى البعيد عدداً من السلوكيات الخاطئة كالقفز من فوق الأسوار أو إحداث فتحة فيها للعبور أو حتى العبور من أماكن أكثر خطورة عند مخارج الأنفاق ومنازل الكبارى.
ميدان رمسيس يتصدر ميادين الأسوار الحديدية وسط القاهرة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة