أوباما والعرب أبرز الخاسرين بالانتخابات الإسرائيلية

الأربعاء، 18 فبراير 2009 06:46 م
أوباما والعرب أبرز الخاسرين بالانتخابات الإسرائيلية أبرز الخاسرين بالانتخابات الإسرائيلية
إعداد ريم عبد الحميد عن فاينانشيال تايمز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الأسبوع الماضى، تطرقت العديد من التحليلات المطروحة فى الصحافة الأجنبية إلى أصداء نتائج الانتخابات الإسرائيلية، وذهب أغلبها إلى أن صعود اليمين المتطرف والأحزاب الدينية فى الدولة العبرية يمثل خسارة للإسرائيليين أنفسهم. رولا خلف مراسلة صحيفة فاينانشيال تايمز لشئون الشرق الأوسط تحدثت عن خاسرين آخرين خارج حدود إسرائيل.

تقول رولا خلف، قد يستغرق الأمر أسابيع قبل أن يتجلى الفائز الحقيقى فى الانتخابات الإسرائيلية، غير أن هناك أمراً واضحاً الآن، وهو أنه سواء تشكلت حكومة إئتلافية برئاسة تسيبى ليفنى زعيمة حزب كاديما أو بنيامين نيتانياهو زعيم حزب الليكود، فإن تحول الرأى العام الإسرائيلى نحو اليمين يؤكد أن هناك خاسرين خارج حدود الدولة العبرية.

أول هؤلاء الخاسرين هو محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية المحاصر، الذى تحدث بيأس عن إحياء عملية السلام، فبعد أن أصبح اليمين يشغل أكثر من نصف مقاعد الكنيسيت الإسرائيلى، أحزاب أقصى اليمين والأحزاب الدينية، فإنه من غير المرجح أن يكون إنشاء دولة فلسطينية على رأس أولويات الحكومة القادمة. كما أن الرئيس عباس لا يستطيع أن يتحمل الجمود الطويل، فموقفه تدهور بشدة قبل الانتخابات العامة فى إسرائيل، جزئياً بسبب طريقة تعامله مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

فقد أظهر استطلاع حديث للرأى، أن الدعم الانتخابى للرئيس "العلمانى" عباس وحركة فتح قد تراجع إلى نسبة 27.9% مقابل 34% فى أبريل الماضى، مقارنة مع ارتفاع الدعم لحركة حماس، التى كانت هدف الهجوم الإسرائيلى، من 19% إلى 28%. وبينما تتحمل حماس جزءاً من مسئولية التغيير الواقع فى السياسات الإسرائيلية، فإن الحركة الإسلامية بإمكانها الإدعاء الآن بوجود مبرر لما تفعله، ألم تقل حماس من قبل أن الإسرائيليين غير مهتمين بالتوصل إلى تسوية سلمية. بل إن الحركة قد تفترض أن الضغوط المفروضة عليها للاعتراف بإسرائيل سوف تخف مع اعتبار أن الكثير من أعضاء الكنيسيت الإسرائيلى من اليمينيين سيتساءلون عن حق دولة فلسطين فى الوجود.

أما الضحية الثانية للانتخابات الإسرائيلية هو محور الاعتدال العربى، الذى اتخذ موقفاً مماثلاً لموقف الرئيس عباس من الهجوم على غزة، مما أدى إلى اندلاع الغضب الشعبى فى الدول العربية على حكوماتها الموالية للغرب بسبب فشلها فى إيقاف الحرب. ومع توقع حدوث تقدم ضئيل على جبهة السلام، فإن الحكومات العربية يمكن أن تتوقع أن يصبح الرأى العام أكثر تشدداًً. وربما لا يكون الوقت سيىء. فمع تراجع أسعار البترول، وتلاشى الازدهار الاقتصادى فى المنطقة، وعدم الرغبة فى انفتاح أنظمتهم السياسية، فإن الحكومات سوف تكافح لاحتواء حالات الإحباط التى ستحدث، وسوف يتدافعون إلى واشنطن طلباً للمساعدة.

غير أن المشكلة التى ستجدها هذه الحكومات، هى أنهم ستكتشف أن الخاسر الثالث فى الانتخابات الإسرائيلية هو باراك أوباما وسياسته الجديدة إزاء الشرق الأوسط. فعلى الرغم من المشاكل الاقتصادية الداخلية، إلا أن الرئيس الأمريكى التزم بوعده بالاهتمام بالصراع العربى الإسرائيلى مع بداية توليه مهام منصبه، ومد يد المصالحة للمسلمين وأرسل سريعاً مبعوثاً إلى الشرق الأوسط.

ولن تكون مهمة مبعوث أوباما، جورج ميتشل، سهلة على الإطلاق، فالفلسطينيون منقسمون على أنفسهم، وهناك خلافات شاسعة بين مطالبهم من أجل السلام ورغبة إسرائيل فى تحقيقها. وتبدو الآن مهمة ميتشل مستحيلة. وربما يكون أفضل شىء قادر على تحقيقه هو منع تصعيد التوتر الذى يمكن أن يؤدى إلى اندلاع العنف من جديد، سواء فى قطاع غزة، أو فى لبنان أو حتى فى إيران.

وبينما تزداد الشكوك حول إمكانية توصل سوريا وإسرائيل إلى اتفاقية سلام على أساس عودة مرتفعات الجولان المحتلة إلى سوريا فى المستقبل القريب، فإن كلا الجانبين ربما يجدان أنه من "المريح" الدخول فى مفاوضات.

على الأقل يمكن الاحتفاظ بوهم التقدم فى عملية السلام فى الشرق الأوسط، فى الوقت الذى ستقل فيه الضغوط على المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية. ورغم أنه ليس السيناريو المأمول الذى تبحث عنه المنطقة، وغير أنه سيكون وسيلة لشراء الوقت حى يلملم الفلسطينيين أنفسهم، ويعود الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة