لماذا انهزم تيار المعارضة فى الانتخابات الأخيرة لنادى القضاة، وقبلها انهزم فى انتخابات نادى قضاة الإسكندرية.. وقبل الاثنين انهزم أيضا فى انتخابات نقابة الصحفيين؟
الإجابة المتداولة لا تخرج، فى الأغلب الأعم، عن أن الحكومة استخدمت العصا والجزرة، فعاقبت معارضيها فى هذه النقابات، وقدمت إغراءات لكى ينجح مؤيدوها، أى أن الجماهير «زغللت عينيها» المكاسب العاجلة، فكما قال لى عضو مجلس فى نقابة الصحفيين «نجح بالعافية فى الانتخابات»، أن أغلبية الصحفيين «جريوا وراء رشوة 200 جنيه من الحكومة، حتى الجماهير فسدت يا صديقى».
بدون شك هذا الرأى لا يخلو من الحقيقة، ولكنه ليس كل الحقيقة، وباقى الحقيقة يمكن طرحها فى صيغة ملاحظات:
1 - هذه الجماهير هى نفسها التى أعطت أصواتها لمن هم محسوبون على المعارضة، ورفضت من قبل إغراءات الحكومة، ووقتها قيل عنها كلام عظيم من نوع أن الجماهير لا يمكن أن يضحك عليها أحد، وأن وعيها غير قابل للتزييف.. الخ.
2 - إذن من الصعب اختصار موقف الجماهير فى الإغراءات فقط.
3 - أظن أنه ليس منطقيا أن تكون الجماهير هى المخطئة طوال الوقت، أليس من الممكن أن يكون الخطأ فى المعارضين وقد حصلوا على فرصتهم فى الحكم؟
4 - ألا يستدعى ذلك ضرورة وجود نقد ذاتى حقيقى، أى ينطلق المعارضون من سؤال بسيط: ما هى أخطاؤنا، بدلا من تحميل الجماهير كل المسئولية.
5 - أظن أن أحد الأخطاء الكبرى، هو أن المعارضين، سواء فى نقابة الصحفيين أو فى نوادى القضاة، كانت أولوياتهم سياسية وليست نقابية، أى التركيز على النشاط السياسى، وهو بطبيعته مختلف عليه، بدلا من التركيز على المطالب النقابية، والتى من الصعب أن يكون هناك خلاف واسع عليها، لأنها تمس المصالح المباشرة لجمهور تجمعه مهنة، وليس أفكار سياسية.
6 - وأظن أيضا أن ما حدث فى انتخابات القضاة ومن قبلها الصحفيين ينهى أسطورة راسخة، وهى أن الجماهير حتما ولابد أن تمشى وراء المعارضين، فقط لأنهم يعارضون السلطة الحاكمة، فهذه ليست وحدها ميزة، فليس المهم أن تعارض أو تؤيد، المهم هو أن تقدم برنامجا حقيقيا لخدمة مصالح الناس.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة