يستطيع الإنسان الاستغناء عن الشراب والطعام، وعن الكثير من الاحتياجات لساعات طويلة، بل لعدة أيام ولكنه لا يستطيع أبداً الاستغناء عن الهواء ـ وتحديداً الأكسجين ـ لأكثر من دقائق معدودات، من هذه القاعدة انطلق أكثر من مركز طبى ليقدم تجربة العلاج بالأكسجين المضغوط، والذى يعمل على إعادة الحيوية لمن أصابهم الإرهاق.
التقى اليوم السابع بأحد الأطباء المعالجين بالأكسجين المضغوط لمعرفة طبيعة هذا العلاج، والتأثير الفسيولوجى لها، وما هى الأمراض التى يمكن علاجها بشكل رئيسى والأمراض التى يعالجها بشكل تكميلى.
حول مفهوم هذا العلاج أكدت الدكتورة ثريا دوفال، أنه علاج طبى يتم فيه إدخال المريض كلياً داخل غرفة تسمى غرفة الضغط العلاجية، ويتم داخل هذه الغرفة استنشاق أكسجين بنسبة 100% وتحت ضغط (2-2.5 مرة) ضغط جوى، وتكون هذه الغرفة محكمة الغلق أثناء الجلسة العلاجية التى تستمر من 60 إلى 90 دقيقة، وتكرر يومياً لمدة تتراوح ما بين 10 إلى 20 يوما أو أكثر حسب الحالة. يتم إعطاء أكسجين 100% وتحت ضغط جوى من 1500 ـ 1800 مم زئبق أى 10 إلى 15 ضعف الضغط الطبيعى للأكسجين وتحت هذا الضغط.
أثناء عملية تبادل الغازات يتم إذابة كمية كبيرة من الأكسجين فى بلازما الدم، حيث تعادل الكمية المذابة فى هذه الحالة ستة أضغاف الكمية المطلوبة لخلايا الجسم، ويتم انتقال الأكسجين تحت هذا الضغط حتى يصل إلى الشعيرات الدموية الدقيقة، ليكون ضغطه من 80 ـ 280 مم / زئبق (الطبيعى 30 مم كما يساعد على طول وسرعة تغلغل وإذابة الأكسجين فى الأنسجة).
وهناك تأثير فسيولوجى للعلاج بالأكسجين تحت الضغط يكمن فى تشبع الدم بكمية كبيرة من الأكسجين تعادل 10 إلى 15 مرة أكثر من احتياجاته للأكسجين، بالإضافة إلى انقباض بالأوعية الدموية (الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية)، وزيادة الضغط الجزئى للغازات، الأكسجين تحت ضغط عال قاتل للبكتيريا اللاهوائية.
بالإضافة إلى وجود بعض الأمراض التى تعالج بالأكسجين تحت ضغط، والتى تم الاعتراف عالمياً بنجاح علاجها باستخدام العلاج بالأكسجين تحت ضغط وأقرته الجمعية الطبية الأمريكية للعلاج بالأكسجين تحت الضغط فى اجتماعها سنة 1976 كعلاج أساسى ووحيد لها وهى: التسمم بغاز أول أكسيد الكربون، ومرض الفقاقيع الهوائية داخل الدورة الدموية والتى تحدث أثناء عمليات القلب المفتوح والمناظير الجراحية، وأمراض الغطس، وعلاج تسوس العظام.
أما الحالات التى يعتبر العلاج بالأكسجين تحت ضغط علاجاً مساعداً ومكملاً فهى الجروح والقروح المزمنة وغير الملتئمة، والقدم السكرى (قروح ـ غرغرينا ـ ضيق وتصلب الشرايين الطرفية)، والتهاب العظام النكروزى ما بعد العلاج بالإشعاع، الحروق غير الكهربائية بجميع أنواعها، وعمليات رقيع الجلد وقصور الدورة الدموية بالأطراف، وحالات الحوادث التى تؤدى إلى فقدان الدم وتهتك الأنسجة.
حديثاً وتحت الدراسة يستخدم علاج مكمل فى أمراض الشلل المخى الجزئى عند الأطفال المسمى CP نتيجة نقص الأكسجين بالدم، وأثناء الحمل أو أثناء الولادة أو ما بعد الولادة نتيجة ارتفاع الحرارة أثناء الحمى الشوكية أو ارتفاع نسبة الصفراء بالدم، وحالات التهاب المتناثر بالأعصاب MS، وفقدان السمع المفاجئ، وحالات شلل ما بعد جلطات المخ، وكعامل مساعد لبناء الخلايا وتحسين وظائف الجسم وتقليل الهدم بالنسبة للخلايا وزيادة قدرتها، والصداع النصفى وحالات الأنيميا الحادة وفقد الدم المفاجئ، وما قبل وبعد عمليات التجميل.
يذكر أن المركز يضم عدة أقسام حول العلاج بالأكسجين والتحكم فى الألم وبعض الجراحات التجميلية والاعتناء بالبشرة، وأمراض القلب، وجراحة العظام وعيادة أسنان ومعمل للتحاليل الطبية.
العلاج بالأكسجين تحت ضغط يعالج قصور نسبة الأكسجين فى الدم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة