أكتب هذه السطور بعد ساعات من الانسحاب الشجاع لرجب طيب أردوغان لمنتدى دافوس بعد أن مُنع من الرد الكامل على دفاع شيمون بيريز المستفز عن المجزرة الإسرائيلية فى غزة. وأتوقع أنه، حتى نشر هذه السطور، سيكون رئيس الوزراء التركى قد حاز فى الشارع العربى على حب وشعبية أكبر من شعبية ابن بلده «مهند» الذى لصقنا صوره على جدران المحلات وربما بعض البيوت أيضاً! وسيتمنى الكثيرون كما تمنيت لو كان مَن غادر الجلسة هو ممثل العرب السيد عمرو موسى.
ولو أننى أعتز فخراً بمواقفه السابقة الكثيرة التى رفع بها رأس مصر والعرب ولعله الآن أسير دبلوماسية «عقلانية» تنتهجها الدول العربية، خاصة التى لديها علاقات مع إسرائيل وعلى رأسها مصر. رسخت تركيا مكانتها فى قلوبنا جميعاً بالرومانسية والدبلوماسية، ولو أجريت حواراً الآن مع أردوغان لسألته (وفى ذهنى بعض الوقائع فى الخلفية):
1 -هل يلغى انسحابك اعتراف تركيا بالدولة العبرية الذى أعلنته أنقرة عام 1949؟! (لاحظ التاريخ؛ سبقت فى ذلك دول كثيرة فى العالم)
2 - هل تنفى بانسحابك تصريحات وزير الخارجية على باباجان قبل يوم واحد بأن «العلاقات التركية الإسرائيلية بمستوى استراتيجى»؟!
3 - هل ستنقطع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب؟! (من مصلحة إسرائيل القصوى الإبقاء على تلك العلاقات).
4 - ألم تخش وأنت تغادر القاعة على العلاقات التجارية التركية الإسرائيلية؟! (حجم التبادل يقرب من 4 مليارات دولار العام الماضى مع فارق ضئيل بين الاستيراد والتصدير؛ أى تعادل فى الأهمية لدى الدولتين إن لم تكن أكبر لدى إسرائيل!)
5 - ألم ترتعش من إنذارات وتحذيرات الصحافة الإسرائيلية بانخفاض عدد السائحين الإسرائيليين إلى تركيا بنسبة 70% على خلفية تصريحاتك «المتشددة» ضد المجزرة الإسرائيلية على غزة؟ (500 ألف سائح إسرائيلى فقط من أكثر من 26 مليون سائح لتركيا!)
6 -تركيا هى أكبر مستورد للصناعات العسكرية الإسرائيلية، ماذا سيكون مصير هذه العلاقة بعد تصريحاتك اللاذعة التى ينتقدها الإسرائيليون؟ (كان لأردوغان تصريحات لاذعة مماثلة اتهم فيها إسرائيل بممارسة إرهاب الدولة فى 2004 بعد اغتيال الزعيم الروحى لحماس الشيخ أحمد ياسين وزعيم الحركة د. عبد العزيز الرنتيسى وتوترت على إثرها العلاقات بين تل أبيب وأنقرة. بعدها بشهور أرسل أردوغان وزير خارجيته عبد الله غول إلى إسرائيل. هدأت الأجواء واستؤنفت الاتفاقيات العسكرية كأن شيئاً لم يكن!)
7 -أتغامر بعلاقتك مع واشنطن من أجل أن تكسب شعبك والشعوب العربية بخطاب وتصرفات تُرضى الشعور بالعزة والنخوة والكرامة!؟ (من مصلحة واشنطن دائماً أن تقرّب بين إسرائيل وتركيا. لاحظ إلحاح راديو سوا وقناة الحرة على تأكيد أن التوتر بين البلدين بدأ يهدأ)
8 -ماذا خسرَت أنقرة من تصرفك!؟
9 - هل أنت مجنون؟!
10- ما رأيك فى دبلوماسية «العقلانية»!؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة