من الصعب أن يكون هناك شك فى أن خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحماس، قرر هدم أهم مؤسسة فلسطينية، وهى منظمة التحرير، رغم الدماء والأرواح التى دفعها الفلسطينيون سنوات وسنوات، حتى تحظى هذه المؤسسة الجامعة لكل الفصائل باعتراف دولى، بأنها الممثل الوحيد للشعب الفلسطينى.
فلماذا يتم إهدار كل هذه التضحيات؟
السبب هو أن يكون هناك ما اسماه خالد مشعل «مرجعية وطنية بديلة»، وهى فى الحقيقة مرجعية حماس، ومن يوافق على حلمها فى دولة دينية عنصرية مثل دولة اليهود المجاورة لها.
فهل هذا الأداء يصب فى صالح الشعب الفلسطينى؟
لا أظن.
كما لا أظن أن هدم السلطة الوطنية الفلسطينية، بانقلاب حماس عليها، كان لصالح الفلسطينيين، ودعك من خطاب حماس ومؤيديها من المحيط للخليج من أنها كانت مضطرة، فهذا منطق فاسد، لأنه يمنح شرعية هدم الدولة الوليدة لمن يشاء.. وذلك بدلا من أن تتم تقويتها بالنضال السلمى الديمقراطى. صحيح أن حماس جاءت بانتخابات حرة، ولكنها لمرة واحدة، فلم تناضل من أجل إعادة الانتخابات، أى الاحتكام للشعب مرة أخرى، ولكنها انشغلت بالانفصال بإمارتها الدينية، فهذا هو الهدف الرئيسى والوحيد.
والحقيقة أن حماس ليست الوحيدة، وإن كانت المثال الأكثر فجاجة، فهى منظمة دينية ترتدى عباءة سياسية، فمثلها إلى حد كبير منظمة فتح، وتيارات سياسية وأنظمة حكم من المحيط إلى الخليج، فكلهم يتبعون ذات المنهج الفاسد.. فما هو هذا المنهج؟
إنه المنهج الذى يرى الشعوب مجرد أداة، لتحقيق مشروع سياسى دينى أو غير دينى، وهنا ليس مهما على الإطلاق التضحيات ولا عدد الشهداء، فوظيفة الشعوب الوحيدة هى التضحية بكل غال ونفيس من اجل المشروع السياسى، فلا صوت يعلو فوق صوت معركته.
ولا تتحدث هنا عن النجاحات الاقتصادية أو الحريات أو غيرها من حقوق الناس، وإلا ستكون خائنا وعميلا لإسرائيل وأمريكا.. وفى حالة حماس يضاف الكفر وجزاء كل ذالك القتل.
وهنا تذكر نظام صدام حسين، وعائلة الأسد والقذافى وغيرهم، ومعهم تيارات سياسية، وكلهم لم يحرروا أرضا.. ولكنهم استعبدوا الناس الذين خلقهم الله أحرارا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة