هدى الحسينى

إيران تستغل الفظائع فى غزة للنيل من مصر

الأحد، 08 فبراير 2009 06:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أن وقعت حرب تموز 2006، وحماس تدغدغها مشاعر أن تكون نسخة مكررة عن حزب الله فى غزة.

ما لم يدر فى خلد حماس، أن حزب الله أخذ بلداً كاملاً إلى الحرب غير عابئ بالنتائج، وهذا البلد رغم صغره إلا أنه غير قابع تحت الاحتلال الخارجى، ومناطقه مفتوحة على بعضها استقبلت الذين نزحوا من الجنوب ومن الضاحية، واختار الذين فى البقاع الذهاب إلى سوريا.

ومع ذلك قتل ما يزيد عن 1300 إنسان، وجُرح الآلاف ولايزال اقتصاده يعانى ولا تزال الأكثرية والمعارضة تتصارعان على من يقوم بالترميم، وأين أصبحت الأموال الطاهرة، وتلك غير الطاهرة، لكنها تبقى أموالاً والكل يطالب بها..

قال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية فى اليوم الأول للغارات الإسرائيلية على غزة، التى حصدت دفعة واحدة 295 قتيلاً، نحن لسنا طلاب حياة.

واندفعت كل الأحزاب الإسلامية المؤيدة لهذا التوجه إلى تأييده، لكن ألا يوجد بينهم أب، يسمع أنين وعويل وصراخ الثكالى والأيتام فى الرابع عشر من شهر كانون الأول ـ ديسمبر، قال رئيس حركة حماس خالد مشعل: بعد 19 ديسمبر ستنتهى التهدئة ولا تجديد لها، نحن سنتصرف وفق متطلبات الميدان للدفاع عن شعبنا.

والفظائع التى ترتكبها إسرائيل بحق أهالى غزة تكشف أن هذا الشعب مكشوف، لا حماية له، وأن لغة الخطابات التهديدية التى يقذفنا بها زعماء الأحزاب الإسلامية، لا يسمعها أهالى غزة المنكوبة، ولا تشكل مظلة واقية من الغارات الإسرائيلية.

منذ عدة أسابيع بدأت الحملة على مصر، رفضت حماس السماح للحجاج الغزاويين بالسفر إلى الحج على أساس أن معبر رفح مغلق. ثم رفضت المشاركة فى الدعوة التى وجهتها مصر إلى الفصائل الفلسطينية، للسبب نفسه.

اعتقدت حماس، بأنها تستطيع أن تحرج مصر وتضغط عليها، وكل ذلك جاء بتوجيه من إيران. تريد إيران أن تصبح مصر بالنسبة لـحماس، كما سوريا بالنسبة لـحزب الله فى لبنان. أى أن تكون ممراً للسلاح الإيرانى، وللصواريخ وأيضاً للنفوذ الإيرانى، فتصبح بذلك إيران قادرة على تطويق الدول العربية كلها وتهديدها عبر قوتين عسكريتين فى المنطقة، حماس وحزب الله.

مصر التى خاضت حروباً مع إسرائيل من أجل الفلسطينيين، تربطها معاهدة سلام مع إسرائيل وليست فى حاجة لرؤية غزة مركزاً للإرهاب تهدد به إسرائيل.

حماس تتطلع إلى ما يقوم به حزب الله فى لبنان وتقارن هل قادر أن يطرح شروطه قبل الانتخابات اللبنانية، والفلسطينيون على أبواب انتخابات قريبة. عندما كانت حماس فى المعارضة كانت تنتقد فتح.

لكن منذ عام 2005 بعد الانسحاب الإسرائيلى، هى المسئولة الفعلية عن غزة التى غرقت فى مستنقع من الأزمات أدى إلى بدء فقدان حماس لشعبيتها. وعجزت حماس عن أن تحقق خرقاً لصالحها فى الضفة الغربية حيث السيطرة لـفتح.

شعرت، إذا جددت اتفاقية التهدئة مع إسرائيل، وظلت مسئولة عن غزة بأوضاعها المزرية، بأنها لن تجذب الناخب الفلسطينى. وكان قرارها الإستراتيجى بأن تعود قوة مواجهة مع إسرائيل بمضاعفة إطلاق الصواريخ وإظهار أن فتح تتعاون مع الإسرائيليين.

من وجهة نظر حماس، وبسبب فشلها فى توفير أقل وأبسط مستلزمات الحياة للذين غامروا وصدقوا وانتخبوها، رأت أنه من الضرورى وقف التهدئة قبل الانتخابات الرئاسية الفلسطينية، فحتى لو ردت إسرائيل، فإن ردها، حسب حسابات حماس، لن يكسر قدرات الحركة، وسيدفع الناس للالتفاف حولها وإعادة انتخابها، وهى تطلق الصواريخ على إسرائيل، أرفقت ذلك بالادعاء بأن مصر أعطت الضوء الأخضر للجيش الإسرائيلى لعملية محدودة ضد غزة لقلب حكومة حماس،

إيران خططت للحملة على مصر التى أحبطت كل المخططات الإيرانية لتحويلها إلى ممر للأسلحة والنفوذ الإيرانيين إلى غزة. وكنا لاحظنا الشهر الماضى كيف بدأت المظاهرات ضد مصر فى طهران التى أعطت الإشارة لحلفائها فى دمشق ولبنان وغزة للقيام بمظاهرات مماثلة تندد بمصر التى لا تفتح معبر رفح، مع العلم أنه رغم الانسحاب الإسرائيلى من غزة، يبقى القطاع تحت الاحتلال وتبقى حدوده مرهونة بالأوامر الإسرائيلية والدولية، وقد رفضت حماس الاعتراف بكل الاتفاقات الدولية.

ومراجعة للتحرك الإيرانى ضد مصر، الذى اتخذ من غزة حجة لذلك، نلاحظ شراسة تلك الحملة. ففى الثلاثين من تشرين الثانى ـ نوفمبر الماضى، سارت مظاهرة أمام وزارة الخارجية الإيرانية فى طهران شارك فيها طلاب الجامعات وطالبوا من منظمة المؤتمر الإسلامى إدراج بند إعدام الخائن مبارك، فى برنامج عملها.

وفى الثامن من الشهر الماضى سارت مظاهرة أخرى أمام مكتب المصالح المصرية فى طهران، دعا فيها الطلاب الإيرانيون إلى إعدام الفرعون مبارك، ودعوا الإخوان المسلمين والطلاب فى مصر ليتحدوا ويفتحوا معبر رفح.

ثم رموا بالقنابل الحارقة على المكتب ورفعوا صوراً من عملية اغتيال السادات عليها عبارة «هذا عقاب المفاوضين» و«كلنا خالد إسلامبولى». وقال المتظاهرون إن مصر فى ظل مبارك متواطئة مع جرائم إسرائيل ورددوا هتافات «الموت لمبارك»، «العار لمبارك» «الإعدام الثورى لكل مساوم» «اعدموا حسنى مبارك» «صمت كل المسلمين خيانة للقرآن» «الحسين، الحسين شعارنا والشهادة فخرنا».

وأثنى لاحقاً جواد كريمى قدوسى عضو مجلس الأمن القومى ولجنة العلاقات الخارجية على دعوة الطلاب، وخطب فيهم حمد محمدى الناطق باسم مقر منظمة العالم الإسلامى لإحياء ذكرى الشهداء، المؤسسة التى أنتجت فيلم «اغتيال فرعون»، الذى وتر العلاقات أكثر بين مصر وإيران، قال "إن مبارك أسوأ الأشرار فى زمننا".

لمدة 27 سنة، يحكم وحش اسمه مبارك مصر. كيف يمكن تسميته مسلماً، هو يمنع المسلمين من اتباع طريق الله، إن عقوبته الموت. لو كان مبارك حاضراً الآن هنا، فإن هؤلاء المتظاهرين ما كانوا ترددوا لحظة واعدموه فوراً.

وأضاف، نرفض الشر بكل أشكاله. إن مبارك هو رأس النظام الصهيونى. والطريقة لتحرير المسلمين من النظام الصهيونى الجائر ومن خدامه، لا تكون عبر أروقة الأمم المتحدة، أو مقاعد مجلس الأمن، أو البرلمانات العربية أو المؤتمرات الخادعة، الطريقة الوحيدة لفعل ذلك تكون بشاحنات محملة بالمتفجرات يقودها أشخاص مثل شهداء حزب الله، أحمد قصير، عبد المنعم قصير، صفى الدين، صلاح غندور، والشهداء المقدسين الآخرين.

وقال صادق شهبازى رئيس حركة الطلبة التى تلاحق العدالة، نعلن أمام قائدنا على خامنئى (المرشد الأعلى للثورة الإسلامية)، ممثل الإمام المنتظر، أننا على استعداد للسير على طريق خالد إسلامبولى، لحظة ما يأمرنا.

وفى أوائل الشهر الماضى، اتهمت الصحف الإيرانية «كيهان» و«جمهورى إسلامى» النظام المصرى بالخيانة، ودعت الشعب المصرى لقلبه. رئيس تحرير «كيهان» حسين شريعتمدارى المقرب من خامنئى، كتب فى الثانى من الشهر الماضى، نشعر ونتألم لغياب الشهيد خالد إسلامبولى.

يجب أن يتمثل به كثيرون. لو ثار الشعب المصرى ضد نظامه، ما تجرأ أحد على الوقوف ضده. واستشهد شريعتمدارى باستفتاء أجرته فضائية الجزيرة، وقال كشفت الجزيرة أن 95% من المشاهدين رأوا أن رأس النظام المصرى حسنى مبارك يتحمل المسئولية الكبرى عن مأساة غزة.

وتساءل، ماذا كان يفكر الباقون؟ ثم تساءل، لا أحد يتوقع من حسنى مبارك الخاضع للصهاينة أن يفتح معبر رفح، لكن هل فقد المسلمون، لا سيما الذين فى مصر، شرفهم ومشاعرهم الإنسانية؟ إنه لأمر غير معقول. إن الشعب المصرى المتحضر، لم يرفع إصبعاً يعترض على إغلاق معبر رفح أو يحتج على الكارثة الإنسانية التى تحدث فى غزة.

لو ثار الشعب المصرى ضد نظامه، لما اعترضه أحد، عليه أن يتعلم من الشعوب فى إيران، ولبنان وفلسطين، التى وقفت وقاومت. إن غضب المسلمين سيصل آجلاً أم عاجلاً ليقطع رؤوس بعض الحكام العرب.

وفى الثانى من الشهر الماضى كتبت صحيفة «جمهورى إسلامى»، إن العالم العربى والإسلامى يكون أفضل من دون حكامه الخائنين، لو يستطيع العرب التعبير عن تمنياتهم الدفينة لأظهروا للأعداء والأصدقاء أنهم قادرون على التخلص من الخونة.

وفى السابع من الشهر نفس، وصفت الصحيفة الرئيس المصرى بـ«الديكتاتور» و«الفرعون» وقالت، «إنه لا قيمة لمبارك عند الشعب المصرى، هو فى الكرسى بدعم أمريكى، إن الحكومات الطاغية عقبة فى وجه المبادئ والقيم.

تعمل إيران بقوة لكسب «ورقة غزة» وذلك عبر حملات شرسة ومدروسة ضد الدول العربية، بعد أن دمرت أمريكا العراق، أخذت إيران على عاتقها تدمير بقية الدول العربية الأخرى من أجل نشر نفوذها ولا يكلفها ذلك إلا المزايدة والحملات الإعلامية والاعتماد على من تمولهم واشترت ولاءهم. لكن الأوراق صارت مفضوحة.

وكما تتصرف الأحزاب الدينية وكأنها أعلى من الدول، كذلك أصدر خامنئى فتوى إلى كل المسلمين فى العالم يأمرهم فيها بالدفاع عن غزة، بأى طريقة ممكنة، وقال، كل من يقتل وهو يدافع عن الفلسطينيين يعتبر شهيداً.

إن أمن مصر القومى يأتى قبل حماس وقبل هنية وقبل مشعل، هؤلاء غامروا رغم أن الثمن الكبير دفعه أبرياء غزة. التخوين لم يعد يخيف أحداً، والصراخ لن يجعل مصر ترتعب وتفتح المجال لنفوذ إيرانى شره.

نقلاً عن الشرق الأوسط






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة