يا سادة يا كرام.. يا أفاضل.. يا ناس.. يا هووه.. ما هذا الذى يحدث فى مباريات كرة القدم؟ وما هذه الحالة التى تقترب من اشتعال المواقف خاصة فى مباريات الأهلى؟!
بداية لا أدرى لماذا تحل العصا مكان القانون؟ ولماذا نظرية المؤامرة تأتى كبديل لحسن النوايا؟!
حلقة جديدة من مسلسل جلد جماهير الأهلى لأنها تعشق اللون.. ولأنها الأكثرية قدمت بنجاح ملتهب النظير باستاد القاهرة.. لكن لم لا نعى أن كل العالم به أندية بحجم الأهلى والزمالك -عافاه الله- والإسماعيلى والمصرى والاتحاد، وباقى أفراد أسرة اللعبة فى بر المحروسة.
البداية كانت مع الألتراس.. وتم تقسيمهم إلى ألتراس طيب وآخر خبيث.. وبدلاً من إعمال القانون تم إعمال الطوارئ، وأصبح الإجهاز على أى ألتراس أحمر أمرا هاما قبل أن يدلف إلى الملعب.
لكن فى وطن تتم فيه أغلب الأشياء فى الساعة «26».. واليوم «34».. والشهر «14».. من العام «المصرى الخاص»، لابد أن نصحو على مصيبة، ويجب أن يكون هناك جرحى -وربما قتلى والعياذ بالله- مدنيون أو عسكريون أو شرطيون، وبالطبع مسئولون يتحدثون عن عدم تكرار ما حدث ويأسفون.. وربما آخرون يتطوعون بالتبرع لأهالى الضحايا.. أو صرف ثمن المصرى الذى لم يتعد حتى الآن 3 آلاف جنيه!
الخطورة هى أن أجهزة الأمن استشعرت حرجاً ما من الكلام الإعلامى العارى -نصفيا- من الحقيقة، وخشيت أن تكون الحكاية بجد، فأخذت التدابير.. ووضعت المتاريس؟!
يعنى شباب وجد نفسه فى مهب الريح لا عمل ولا أمل ولا حتى عمر فاتجه بقوة نحو عقيدة كروية يؤمن بها.. أليست أفضل من عقائد و«أيديولوجيات» أخرى؟!
هؤلاء الشبان وجدوا أنفسهم مشبوهين، وبات بعضهم فى أقسام البوليس ليلة ونيف، فماذا سيفعلون فى المباريات التالية؟!
هل ستدخل الطمأنينة إلى قلوبهم.. أم سيزداد حجم مواجهاتهم للعنف، بالعنف المضاد.. وتلك هى المسألة يا سادة.
جماهير الأهلى أصبحت الآن وبكل يقين، ترى أنها تدفع ثمن ما يعانيه الزمالك.. والإسماعيلى والآخرون!
آى والله هذا ما أكده لى أكثر من «2000» مشجع سواء فى مكالمات هاتفية، أو عبر لقاء عابر بالصدفة، أو عبر البريد الإلكترونى.. لكن عندما تسألهم: لماذا هذا الشعور؟
تأتيك الإجابة صاعقة أنهم يريدون ألا يلعب الأهلى إلا أمام من «4» إلى «6» آلاف متفرج.. وإن زادت الجماهير تصل فى اللقاءات الأفريقية إلى «10» أو «15» ألفا!!
وعندما تسألهم: من الذين يريدون؟ تشعر بغصة فى حلق محدثك.. ثم يقول لك: يعنى أتكلم.. فترد فى عفوية: طبعاً.. يعنى أنا منتظر الإجابة.. يالهول الرد، عندما تسمع مواطن مصرى يقول لك يا عم كراهية الأهلى يظهر أنها من فوق؟!
وتسأل مجدداً: من فوق منين يعنى؟ فتأتيك الردود الأكثر ألماً على نفسك وهى: «هو مش حضرتكم الصحافة ما تشوفوا عمالين يقولوا الزمالك لازم الدولة تلحقه.. ويطلعوا فى المحطات ينادوا الجماهير البيضاء لتذهب إلى الملعب وراء فريقها، طيب ما احنا بنروح لفريقنا ويطردونا».
شفت حضرتك وحضرتها وحضرة سيادتهم المصيبة.. ما «الدولة كلها كلها» عايزة الأهلى يقع حتى يفيق الآخرون.. وكلام تانى عن ضرورة ترك الزمالك لجدول المسابقة، تحت مسمى أن أى ناد كبير ممكن يتقهقر، أو حتى يهبط، شفت البشر رايحة على فين.. على ولا بلاش ربنا يستر مش هانقول كارثه علشان لا نتهم بالسوداوية.. والغلاوية.. وربما الأهلاوية!
لذا لزم التنويه.. لأن المدرجات المصرية تتجه نحو حرب ضروس.. ومرحلة قد تخسر فيها وبسبها حلم التأهل لكأس العالم بكل ألوان علم مصر دون تمييز.
وللحق يجب أن نؤكد على بعض الحقائق.. ما دخل الأمن فى جماهير تحمل إعلاماً، وطبولاً؟ وكيف يتم تفتيش مواطن ذاتياً أمام الناس؟ ويمكن يكون من الناس دول أخته أو زوجته أو جارة.. ولماذا أطرد جماهير تلون شعرها بلون ناديها؟ فى وجود نفس الطقوس فى الملاعب أولاً، وثانياً فى عدة أماكن للسهر والفرفشة، مع الأخذ فى الاعتبار أن الكلام ده مش بلاغ أو «إرشاد» لوجه الله عن أماكن السهر والفرفشة.. لكنها المفارقة وقد حكمت.
أليس من الأفضل أن يتم تركيب كاميرات مراقبة وزيادة أعداد أبواب الدخول، والمؤكد أن المراقبة «الحديثة» علينا، القديمة على «التانيين» أكثر فعالية فمن تضبطه الكاميرا يضرب شمروخاً يجب أن يتم التقاطه، وأى صورة أخرى لمن يفعل أيا من الأفعال الممنوعة يتم أيضاً «توضيبه» بالقانون ومواده.. بس دى طبعاً مهمة ثقيلة، كان على الإعلام أن يتبناها، ليطمئن الأمن أننا مع القانون ومع الشرعية، ولسنا مع الخروج عليها، لكن أن تكون الأجهزة الإعلامية أو بعضها دافعاً لإخافة الأمن من استعمال القانون ودفعه فى اتجاه درء الخطر قبل وقوعه «فهذا ما لا نرضاه على الأمن المصرى الذى استطاع السيطرة على أكثر من 150 ألف متفرج ومثلهم خارج الملعب فى أغلب مباريات منتخب مصر «2006».. وهو نفسه الأمن الذى حافظ - بالقانون - على المحروسة كاملة عقب الفوز بكأس أفريقيا «2008» فى غانا.
◄ كابتن حسن حمدى.. لا تغضب من جماهير الأهلى التى نادت على صالح سليم، لأنها تحبك وترى فيك تواصلاً مع راحلهم الكبير.. وأنت على الدرب، لكن أغلب الجماهير لا تعرف أن سكوتك ربما كان لحكمة.. لكن المؤكد أن الحكمة التى نعرفها عنك تقتضى تدخلك رسمياً.. وجماهيرياً.. وعلى أعلى مستوى، قبل أن يقبل الوطن على كارثة لن تفرق بين الألوان.