المعتدلون.. ثلاثة أفسدت الحكومة علاقتهم بالناس وداعية منحته «فوربس» لقب المليونير وشيخ ترفضه النخبة بسبب قطر.. والمتطرفون اثنان يقودان الشاشة التى ستأخذنا للجنة وشيخ ميكروباصى وآخر كوميدى جدا

مشايخ التجديد والتطرف فى مصر!

الجمعة، 27 مارس 2009 12:13 ص
مشايخ التجديد والتطرف فى مصر! القرضاوى
كتب محمد الدسوقى رشدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄يعقوب نجم الكاسيت الدينى بلا جدال والحوينى إمبراطور التحريم ووجدى غنيم يفتى الناس بالنكتة
◄مشايخ السلف أهانوا القرضاوى ووصفوا عمرو خالد بالمضل الضال بسبب موقفهما من قضايا التجديد

رغم كل هذا التطور الذى خلق وسائل مختلفة، عملها الرئيسى البحث عن طرق للتأثير فى الجمهور، ورغم الدراسات والأبحاث والمراكز التى أعلنت تخصصها فى تغيير دماغ الرأى العام بنسبة 180 درجة.. يبقى المنبر ومن عليه الأكثر تأثيرا، سواء كان ذلك فى مسجد كبير أو زاوية أسفل عمارة داخل حارة، أو على فضائية - إسلامية أو كليبية- أو حتى داخل وزارة الأوقاف.

فى دولة مثل التى نعيش فيها، كل شىء بداية من الإبرة حتى الصاروخ خاضع لوجهة نظر الدين، حتى لو لم تكن علامات التدين ظاهرة أو متمكنة من الناس.. يبقى كل شىء تحت تأثيره.. رأى رجل الدين فى طريقة الدخول إلى الحمام، وطبيعة القبلة بين الزوج والزوجة، وطريقة تعاملاتنا المادية، وكيف ننام؟، وكيف نسير؟ وكيف نركب السيارة؟، وأين نضع أيدينا ونحن نصلى؟، وهل نفتح باب الشقة قبل البسملة أم بعدها؟، وماهو الشكل الصحيح للذقن الإسلامية؟ وهل يمكن للطفل المسلم أن يشاهد الكارتون؟ وهل كرة القدم حرام أم حلال؟ وهل كانت النملة التى كلمت سيدنا سليمان ذكرا أم أنثى؟ وهل يعنى ذلك أن قتل النمل حرام على اعتبار أنه تحدث مع نبى؟.. كل هذا وأكثر منه خاضع لإجابة رجل الدين، ويحدث بناء على تشجيع رجال الدين، شاهد الفضائيات، واستمع جيدا لخطب الجمعة فى مساجد مصر، لتكتشف أن الخطاب الدينى سواء كان يحمل الصفة الرسمية أو حتى الشعبية، يثير فضول الناس ويتسبب فى خروج تلك الأسئلة من على الألسنة، قم بجولة بسيطة على الإنترنت على مواقع شيوخ السلف أو المنتديات الإسلامية، لتكتشف أنه لا حركة للأمام أو للخلف تتم الآن إلا بناء على خطبة للشيخ فلانى أو فتوى للداعية العلانى.. هوس غير عادى باقتناء خطب المشايخ وقفشاتهم، واستخدامها للعراك بين مؤيدى الشيخ فلان ومناصرى الشيخ علان.. حرب هادئة تدور بين تيارين، أحدهما يحمل على كتفه راية عدم الخضوع والاستكانة للنص، وينادى بضرورة عدم فصل النص عن متغيرات العصر، والتيار الآخر يواجه ذلك بعنف، داعيا للسجود أمام النصوص القديمة والتفسيرات الفقهية التى مر عليها قرون من الزمن واتباع ما تأمر به، والابتعاد عما تنهى عنه دون تفكير فى مناقشة الأمر أو حتى السؤال عن نتائجه.

24 ساعة فى اليوم و7 أيام فى الأسبوع و30 يوما فى الشهر، لا حركة ولا فكرة ولا بيع ولا شراء ولا زواج أو طلاق يتم، إلا بناء على ماقاله الشيخ فلان الفلانى، والمجتمع مقسوم لثلاثة أقسام: الأول لا يأمن على دينه إلا إذا حصل عليه من مشايخ السلف اطمئنانا للخلفية السعودية، والثانى يرى أن الإسلام وتعاليمه لا يمكن أن تقف عند حد زمنى معين، ويسعى خلف مايعرفون بالدعاة الجدد، والتيار الثالث قرر أن يشترى دماغه من الصراع وشبهاته، ويلجأ إلى المؤسسة الرسمية معتمدا على تاريخ الأزهر العريق، ومتغاضيا عن العلاقة الحكومية التى تربط المؤسسة الدينية بالدولة، مكتفيا بالحصول من الأزهر وشيخه ورجاله على كل ما لا تربطه علاقة بالسياسة.

على نفس المنوال السابق يمكنك أن تقسم مشايخ مصر إلى دعاة مجددين لا تقف أفكارهم عند النصوص القديمة، ولا تمثل خطبهم أو فتاواهم عقبة فى طريق حياة الناس، ومشايخ تخصصوا بتعصبهم وتطرفهم فى تضييق الخناق على الناس وتحويل الحياة إلى خرم إبرة لا ينفذ منه سوى القليل من الحلال.

البحث عن المجددين والمعتدلين بين مشايخ مصر، مسألة صعبة ومجهدة ومربكة فى نفس الوقت، ربما لأن للناس على كل شيخ ملحوظة، وربما لأن ما يعجب النخبة قد لا يعجب الناس، أو لأن شبهة واحدة على رجل الدين، كافية أن تدمر صورته فى عقول الناس، لهذا كان ضرورى جدا أن نستبعد الجانب السياسى ونحن نتكلم عن الأزهر وشيخه ورجاله، فلا أحد ينكر أن لمشايخ الأزهر، مهما كانت درجة اختلافنا حول طبيعة علاقتهم بالدولة، العديد من الآراء الفقهية التى استجابت لمتغيرات العصر، ولم تتوقف عند جمود النص القديم، وبناء عليه يمكننا تحديد الشيوخ المجددين أو المعتدلين فى ثلاثة، أفسدت علاقتهم بالحكومة علاقتهم بالناس، هم شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوى، والمفتى الدكتور على جمعة، والدكتور نصر فريد واصل المفتى السابق وأكثرهم احتراما لدى الناس فى الشارع، بالإضافة إلى داعية تلقبه مجلة فوربس بالمليونير هو عمرو خالد، والشيخ الجليل الدكتور يوسف القرضاوى الذى تكمن أزمته لدى الناس ولدى النخبة فى علاقته بجماعة الإخوان.

أما المتعصبون للأفكار السلفية القديمة، يمكننا حصرهم فى شيخين يقودان التيار السلفى من على الهواء مباشرة، هما الشيخ محمد حسان والشيخ أبوإسحاق الحوينى، وشيخ ميكروباصى هو محمد حسين يعقوب وآخر كوميدى هو وجدى غنيم، ومعه من بعيد مسعد أنور.. وإرهابى يعيش بجوار بن لادن.. هؤلاء وغيرهم ممن يرتدون عمامة الأزهر أو ينتمون لجمعية أنصار السنة أو جماعات الجهاد أو قادمين من السعودية، يرفعون راية الجهاد ضد كل من ينادى بالتجديد، أو إعادة تنقية وتحقيق كتب الحديث والفقه القديمة، هؤلاء يقدسون الأفكار السلفية القديمة ويضيقون بها مساحات الحياة على الناس، على طريقة الفتوى بحرمانية التعامل مع البنوك فى عز حاجة المواطن لقرض يسد دينه، ويعالج طفله، أو أن صوت المرأة عورة، ومكانها الطبيعى مطبخ البيت، وسرير الزوج فى عز حاجة الأسرة إلى يد عاملة مساعدة، وحاجة الإسلام إلى صورة أكثر تطورا تصد هجمات الغرب، كل هذا يحدث بناء على يقين بأن ذلك هو السير على طريق السلف الصالح الذى يأخذ الناس إلى الجنة مثلما تفعل شاشة قناة الناس تماما، كل هذا يحدث فى الوقت الذى بعث الله نبيه محمد عليه الصلاة والسلام للناس هاديا ومبشرا ورحيما، يتواضع ويخبرهم بأنهم أعلم بشئون دنياهم، ويرخص لهم ما أحله الله من أمور تسهل عليهم معاناة الحياة وتذلل صعابها.

إن أردت أن تعرف مصر وتشاهد عن قرب مستوى خطابها الدينى الرائج، وتحصل على سبب حالة الارتباك الدينى التى يعيشها الناس، وترصد حيرتهم أمام فيضان الفتاوى المتناقضة، والنصائح التى تذهب بك إلى الجنة فى الصباح، وتأخذك هى نفسها إلى النار فى المساء.. إذا أردت أن تعرف من يدير عقول المصريين فلابد أن تتعرف على مشايخها.

الشيخ المعتدل
مع وضع جميع الملاحظات جانبا، يمكنك أن تضع عمرو خالد على رأس تلك القائمة، هذا رجل نقل الخطاب الدينى من مرحلة الترهيب إلى مرحلة الترغيب، وغيّر مفهوم الدين عند ملايين من الشباب اعتقدوا بسبب ما سمعوه فى خطب الجمعة، أو شرائط الميكروباص أو قرأوه فى كتب الأرصفة المستوردة من السعودية، أن الالتزام بتعاليم الدين الإسلامى يعنى وبمنتهى البساطة العيش داخل كهف، جاء عمرو خالد ونجح بأسلوبه فى تغيير هذا النمط الفكرى، ويمكنك أن تستدل على ذلك من مئات الآلاف الذين يحضرون دروسه، وعشرات الآلاف من الشباب الذين أدركوا على يديه أن هناك معانى أخرى للحياة من خلال برامجه وحملاته الذى ربط فيها الدين بالحياة مثل صناع الحياة ومحاربة الإدمان والمخدرات وغيرها من خطط عمرو خالد، التى أثبتت لقطاع عريض من الناس أن الدين لا يعنى أبدا أن نجلس فى منازلنا منتظرين الموت، خوفا من أن تؤدى أى حركة أو أى خطوة إلى الوقوع فى الحرام.

داخل نفس القائمة، يمكنك أن تضع شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوى، والدكتور على جمعة، والدكتور نصر فريد واصل مع غض النظر عن الجانب السياسى أو الحكومى فى الموضوع، ويكفى أن تعود إلى فتاوى الثلاثة المتعلقة بالدنيا، وكيفية ممارسة المسلم لحياته، وكيفية دمج الإسلام مع متغيرات العصر الحديث، لتكتشف ببساطة كيف نجح هؤلاء فى فتح آفاق الدنيا أمام المسلم، ففى الوقت الذى حرم فيه أصحاب اللحى الطويلة عملية نقل الأعضاء، واعتبروا ذلك تلاعبا فى جسد يملكه الله، أعلنت مؤسسة الأزهر بشجاعة، إباحة عمليات نقل الأعضاء شريطة أن يقر الأطباء أن التبرع بهذا العضو لا يترتب عليه ضرر بالشخص المتبرع، وفيه إفادة للمتبرع له.

ورد شيوخ الأزهر على من قالوا بعدم جواز نقل الأعضاء لأن الجسد ملك الله، بأن الكون كله ملك لله، ولكن التبرع بالأعضاء مثل التبرع بالدم يحقق منافع عظيمة، ففى الوقت الذى أدرك فيه مشايخ الأزهر مدى أهمية نقل الأعضاء، وإمكانية مساهمته فى إنقاذ حياة أطفال وكبار، كان شيوخ التطرف يستندون إلى نصوص قديمة، تحرم تلك العملية دون أن يضعوا فى اعتبارهم الفوارق الزمنية، ولا الأرواح التى تعانى آلاما وتحتاج للمساعدة كى تعيش حياتها بشكل سليم.

بنفس الطريقة تصرف عدد كبير من مشايخ الأزهر، منهم طنطاوى وجمعة حينما واجهوا الفتاوى الظلامية بتحريم التعامل مع البنوك، وتحريم الاقتراض من البنوك والتى لم تضع فى اعتبارها الظروف الصعبة التى قد تضع مسلما فى ظرف، قد يمثل له القرض البنكى طوق إنقاذ، أو حتى سبيلا لحماية أسرته أو إسعادها، وقتها أجازت فتوى الأزهر الفوائد البنكية على الأموال المودعة فى البنوك، وأن تحديد نسبة مستحقة مقدما من الأرباح على الأموال المودعة فى البنوك بغرض الاستثمار جائز لأن الواقع النقدى قد تغير.

وهو نفس ما فعله الدكتور يوسف القرضاوى حينما أجاز الحصول على قروض بنكية من أجل شراء سكن للأسرة، وتعرض بعدها إلى هجوم بشع من مشايخ السلف، وصل إلى حد أن أصدر أحدهم كتابا وصفه فيه «بالكلب العاوى يوسف القرضاوى».

الردة، وختان الإناث، وعمل المرأة، والتعامل مع الأجانب، كلها أمور نجح مشايخ مثل نصر فريد واصل، والقرضاوى، فى تقويمها دينيا وتنقيتها من شوائب الماضى لكى تلائم تطورات العصر ولكى لا يفاجأ المسلم بنفسه وببلدانه فى ذيل قطار العالم.

الشيخ المتطرف:
النماذج هنا كثيرة، ولكننا سنتوقف عند قائد السفينة، الذى إذا قال أو حتى عطس، تحولت عطسته هذه أو كلمته إلى واجب إلهى يمرره الأخوة السلفيون إلى بعضهم على الإنترنت، أو مقاطع فيديو أو عبر كتيبات صغيرة وكأنها صك الإنقاذ من الدنيا، ومفتاح أبواب الجنة.

أبوإسحاق الحوينى هو الشيخ الأكثر تأثيرا فى المجتمع السلفى المصرى، الكل يستشهد به، والكل يأخذ كلمته دون أن ترد، ولم لا وهو قد نجح فى إقناع الناس بأنه تلميذ الشيخ الألبانى، أبوإسحاق الحوينى لم يتوقف عند تقديس الأفكار السلفية القديمة، ولم ينادِ فقط بأن يتوقف العالم الإسلامى عند قرنه الرابع أو الخامس، بل هاجم بضراوة وبأسلحة التكفير، كل من طالب بإعادة تنقية وتحقيق كتب التراث الإسلامى والفقه والحديث، أو تجرأ وتكلم خارج حدود النص القديم، ويمكنك بجولة بسيطة على الإنترنت أن تجمع مئات من مقاطع الفيديو التى ينشرها رواد الشيخ تحت عنوان ردود أبوإسحاق الحوينى على الجهال والمضلين من الشيوخ، حتى أن جمهور الشيخ بدأ يستحل تكفير خصومه، فأصبح كل من يتعرض له الحوينى بالنقد فى خطبه جاهلا جهولا ومضلا ضالا وأحيانا كافرا.

حدث هذا مع الكثير من المشايخ الذين حاولوا تبسيط الأمور إلى الناس، مثل عمرو خالد، الذى وصفه الشيخ الحوينى قائلا: (رجل يقال عنه داعية مشهور، وهو فى الفضائحيات مشهور هو مفتى الفنانات، هؤلاء الملايين الذين يسمعونه على منهج ردىء وسيئ، ويطيل الطريق على دعاة الإصلاح).

أبوإسحاق الحوينى يتبع المنهج القديم فى الخطابة، ترهيب ولا شىء آخر حتى أنه قال فى إحدى الخطب: (اللى يهتدى يهتدى واللى يروح فى داهية يروح فى داهية).

وهو واحد من الذين وصفوا «تسونامى» بأنه غضب من الله، وتمنى كذا تسونامى غيره حتى يفيق الناس، وقال إن إبادة الشعب البوسنى كانت خيرا، لأنه كان يعيش طبقا للعادات الأوروبية حسب وجهة نظر الشيخ.

تحريم الحوينى لهمسات وحركات الناس، وإصراره على تضييق الحياة ومنعها عليهم، جعل من شيخ سعودى مشهور بتطرفه أن يقول رأيه التالى فى أبوإسحاق الحوينى، وهو رأى صادم إذا وضعت فى اعتبارك المنطقة القادم منها.. الشيخ هو مفتى جنوب المملكة أحمد بن يَحيى النَجمى وقال حينما سأله أحدهم عن رأيه فى أبو اسحق.. «الذى أعرفه أن أبوإسحاق الحوينى تكفيرى».

شيخ جزائرى سلفى هو عبد المالك رمضانى، قال عن أبوإسحاق الحوينى: (أما الشيخ أبو إسحاق الحوينى فأنا أخشاه على مصر كما كنت أخشى على أهل بلدنا الجزائر «على بلحاج»، يتبع نفس المنهج فى الإثارة والدغدغة بالعواطف، وكثرة التهييج السياسى).

أبوإسحاق الحوينى هو القائد الأول لمدرسة التحريم فى مصر، يأتى من بعده الشيخ محمد حسان بآراء مشابهة ترفض عمل المرأة وتؤكد عورة صوتها لدرجة أنه وأبوإسحاق، وصفا مذيعات قناة الحافظ المحجبات بـ «العو» والعفاريت ورفضا فكرة عملهن من الأساس، وتحريم التعاملات البنكية، ولعب الكرة والسينما، والمدارس المختلطة. حسان شيخ المنصورة الشهير له من الخطب التى تحرم وترعب وتهاجم كل من يأتى على لسانه تجديد الخطاب الدينى، ما يفسر القصة التى يتداولها محبوه الآن عن قشرة اللب التى نطقت الشهادتين فى يده.

الشيخ الكوميدى:
لن تجد نموذجا لهذا التصنيف أروع وأجمل من الدكتور وجدى غنيم، فالرجل لا يبخل على جمهوره بنكتة أو قفشة أو ضحكة، ولا يمل من تعويضهم عن عدم الذهاب للسينمات والمسارح التى يصفها بالرجس الذى هو من عمل الشيطان.

آراء غنيم القاسية ترفض الاقتراب من النصوص القديمة، وتدعو على كل من يطالب إلى تحقيقها بجهنم مصيرا ومقرا، تشدده الواضح فى معاملات الحياة يختفى كثيرا بين نكاته اللاذعة، ومهارته فى تغليف خطبته بجو ضاحك وقفشات لا يسلم منها القريب قبل البعيد، فهو القائل عن الشيوخ الذين حرموا التظاهر ضد النظام:( ولِمن أفتى بأن المظاهرات تُلهى عن ذِكر الله، يقعد ياكل فتة ويسكت، وهناك من هو (شيخ) ومن هو (شخشخة ركبه).. والعمم إما (قِمم) وإما (رِمم) وهم رؤوس على تيوس على هوى المتحكمين فينا).

وله نكتة تتداول بكثرة يهزأ فيها من أحد الشعراء قائلا: (إذا كانت السماء سقف بيتك، والقمر نور حجرتك، والمحيطات مسبحك، وجميع الناس أهلك، فأنت نايم فى الشارع).

ولنفس مدرسة وجدى غنيم الرافضة لعمل المرأة والمحرمة لنصف تفاصيل حياتنا، ينتمى الشيخ مسعد أنور يسعى جاهدا لتغليف خطبته بجو من الكوميديا، ولكنه يفشل كثيرا ليقع فى مطب الاستظراف، وهو صاحب الخطبة الشهيرة التى حرمت 90 % من الأمثال والكلمات التى يتداولها المصريون، مشيرا إلى أنها ستكون سبب كفر الناس ودخولهم النار وفى هذه الخطبة، يمكن أن نذكر له الكلام الآتى: (واحد يقول اسمحلى يا أستاذ فلان.. ويلتفت لزوجته يقول له: اسمحى لى بالرقصة دى, عادى ارقص مع مراتى, أنا راجل لارج.. ارقص».. ويعلق مسعد: أنت مش لارج.. أنت إكس إكس لارج).

الشيخ الميكروباصى:
داخل الميكروباص أو المنيى باص.. لا أحد ينافس الشيخ محمد حسين يعقوب، وهل يجد السائق الذى لا يريد أن يحصل على ذنوب بسبب الأغانى، أفضل من الشيخ يعقوب لتسلية الزبون،يعقوب لم ينجح فقط فى السيطرة على كاسيت الميكروباص، بل نجح بقوة فى السيطرة على عقول السائقين، وأصبح عاديا جدا أن ترى عشرات السائقين بلحية وجلباب وسواك، بعد أن كان الوسط الميكروباصى لا يعرف لجملة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته «كاملة» طريقا إلا عبر راكب مستشيخ.

يعقوب هو نجم صناعة الكاسيت الدينى، الخطبة ليست شوية كلام فقط، بل هى فيلم إذاعى قصير، بها من مؤثرات الصوت ما يرشحه لأوسكار، يعقوب ينتمى للمدرسة السلفية، ويهاجم بضراوة دعاة التجديد، وربما يكون هو أكثر من قال للناس كلمة حرام عبر سلسلة شرائطه التى تعمل بالميكروباص على مدار الأربعة والعشرين ساعة، ونظرة بسيطة لأسماء الشرائط تدرك مدى وعى الرجل، واستهدافه للطبقة الشعبية بداية «بالإسعاف والعناية المركزة، ومرورا بساعة لقلبك وساعة لربك وأهوال يوم القيامة وانتهاء بحكم الاستمناء وأسبابه وعلاجه».

سلفية يعقوب وتشدده تتوافق تماما مع كون والده أحد المؤسسين للجمعية الشرعية، ومع حياته فى السعودية ونشأته فى منطقة إمبابة فى عز انتشار الجماعات الإسلامية، ودوناً عن كثير من مشايخ السلف، يتمتع يعقوب بحضور جماهيرى لدى المواطن العادى، ربما بسبب براعته فى الخطابة أو لأنه اختار الطريق الأسهل .. الميكروباص.

لمعلوماتك...
1956 ولد أبو اسحاق الحوينى بمحافظة كفر الشيخ
2005 أول برامج عمرو خالد الرمضانية على خطى الحبيب









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة