قساوسة يحفظون القرآن ومشايخ يخشون من الدعوة لقراءة الإنجيل

الإثنين، 30 مارس 2009 11:29 ص
قساوسة يحفظون القرآن ومشايخ يخشون من الدعوة لقراءة الإنجيل دعا البابا مفتى الجمهورية لقراءة الإنجيل وفهمه جيداً
كتبت إحسان السيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما فوجئ بعض المسلمين بدعوة البابا شنودة، الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية، بأن يقرأ الإنجيل ويتفهمه جيداً قبل إصدار الفتاوى فى شأن العقيدة المسيحية، وهى المفاجأة ذاتها التى انتابت بعض المسيحيين من فتوى جمعة فى مسألة تعدد الزوجات لدى المسيحيين، ولعل دعوة البابا للمفتى لا تقتصر عليه، وإنما تشمل كل رجال الدين من المسلمين والمسيحيين.

فهل يطلع رجال الدين فى مصر من المسلمين والمسيحيين على عقيدة كلاهما الآخر، وبمعنى آخر هل يقرأ رجال الدين المسيحى القرآن، وهل يقرأ رجال الدين الإسلامى الإنجيل.

القس عبد المسيح بسيط، كاهن كنيسة السيدة العـذراء الأثرية بمسطرد يرى أنه من واجب المشايخ أن يقرأوا الإنجيل والعكس صحيح حتى يتفهم كل منهما الآخر، ويقول "أنا أقرأ القرآن، رغم أننى لا أومن به، ولكن بدافع فكرى بحت لأعرف كيف أتعامل مع المسلم"، لكن بسيط يقول إن هذا الأمر للأسف لا يحدث على الاتجاه الآخر، فالمسلمون فى نظره يعتقدون أن الإنجيل "كتاب محرف" على الرغم من أن المطلوب هو القراءة للفهم وليس للإيمان.

ويقول بسيط عن نفسه "درست القرآن عشرات المرات وأكوّن وجهات نظر أحتفظ بها لذاتى فقط"، ويفسر ذلك بأن رغبته فى فهم الآخر لا تتيح رفاهية الدخول فى خلافات عقائدية لا طائل من ورائها "علينا التغاضى عنها تماماً" على حد قوله.

وفيما يحصر بسيط المسألة فى الانفتاح الفكرى كل على الآخر دون الخوض فى أمور العقيدة نفسها، يصعد القس يؤنس كمال كاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بالجيزة من الأمر، مؤكداً أنه على كل المسلمين قراءة الإنجيل، وقال "المسلم لن يكتمل إيمانه إلا بإيمانه بالمسيح وقراءة الإنجيل" وأشار يؤنس إلى أن الفتوى التى أثير حولها جدل واسع بشأن تعدد الزوجات فى المسيحية، سببها عدم قراءة المسلمين للإنجيل، مضيفاً أن القرآن الكريم يقول "اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" وفى حالات غموض أى قضية مسيحية، فنحن أهل الذكر فيها، على حد قوله، وأضاف "قرأت القرآن أكثر من سبع مرات وتفسيره أيضاً، ولكننى لا أخوض فيها حتى لا ينحدر الحوار نحو تفاصيل شائكة".

قراءة كتب الآخر دون الانجرار نحو جدل عقائدى يؤدى بدوره إلى احتقان طائفى، أمر اتفق عليه الشيخ فوزى الزفزاف الرئيس الأسبق للجنة حوار الأديان بالأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، والذى يرى أن قراءة الإنجيل للمشايخ أوالقرآن للقساوسة ليست ملزمة لكلاهما، مشيراً إلى أن قراءة المسلم للإنجيل تأتى فى إطار الاطلاع فقط ولا تعنى أنه يؤمن به، ومن ثم عليه أن يحتفظ برأيه، وأضاف "هذا ما فعلته أنا بعد قراءة الإنجيل والعهد القديم".

إلا أن الشيخ جمال قطب الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر، له رأى آخر إذ اعترض من الأساس على طرح قضية الاطلاع على عقيدة الآخر وقراءة كتبه فى وسائل الإعلام، وقال "قد يعتقد الأطفال الصغار مثلاً والطبقة الأقل ثقافة أن الإنجيل كالقرآن وبالتالى يقرأونه"، مبدياً تخوفه من أن يؤدى ذلك إلى نتائج غير متوقعة، على حد قوله، وأضاف "إذا كان البابا شنودة يطلب من مفتى الجمهورية قراءة الإنجيل وتفهمه جيداً فهذا شأنه، ولكن لا يمكن إجبارنا كمشايخ ومسلمين على ذلك".

يذكر أن البابا شنودة كان قد أعلن فى أكثر من مناسبة أنه يحفظ القرآن.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة