«اتقوا ربنا.. وهدّوا المسائل، وخلوا الأمور هادية، وابعدوا عن الأخبار السخنة، اللى بتهيج الدنيا، وخدوها بهدوء، عشان الهدوء كويس». هذا نص (بفتح النون وليس بضمها) كلامها..
الوزيرة القديرة عائشة عبدالهادى، ومن الذى لا يعرفها؟ السيدة الفاضلة، بنظارتها الشهيرة، وإيشاربها الملون المكون من أكثر من طابق (فوق الأرضى)، تذكرك بمجرد أن تراها بالسلام، ليس مع إسرائيل، ولكن بالسلام شوبنج سنتر لملابس المحجبات، أو تذكرك بالقديرة مثلها كريمة مختار، فملامح الأمومة تشع من كل منهما، لدرجة أنك يمكن أن تبكى فورا لمجرد ذكر اسم أى منهما.
الكلام كان للصحفيين وفى نقابتهم، ورفعت الوزيرة إصبعها السبابة، وأشارت، وصالت، وجالت، دفاعا عن مصلحة البلد، التى تلسعها الأخبار «السخنة»، «الهدوء كويس»، والصحافة مش كويسة، الصحافة كخة، ترتدى الأخبار المثيرة «السخنة» عشان «تهيج الدنيا»، والفتنة نائمة (من امبارح) لعن الله من أيقظها (قبل موعد المدرسة)، «خدوها بهدوء»، بالراااااااااحة، خالص، واحدة واحدة، بشويش، من غير ماحد ياخد باله.
الوزارة شطارة، ولأن عائشة عبدالهادى شاطرة فعلا استطاعت الوصول إلى المنصب الخطير دون شهادات سوى الابتدائية (حسب ما ذكرته موسوعة ويكيبديا) أو الإعدادية (حسب ما ذكرته إحدى زميلاتنا الطيبات)، القاعدة تقول: العلم فى الراس مش فى الكُراس، و40 عاما من العمل النقابى كافية للوصول بصاحبتها إلى مرسى مطروح فضلا عن كرسى الوزارة.
إذن عائشة عبدالهادى وزيرة قديرة قديمة محجبة طيبة، وهذا يغفر لها كل أخطائها، بدءا من فضيحة تصدير المصريات للعمل خادمات فى السعودية، ومرورا بجلد الأطباء المصريين فى السعودية أيضا، وحتى تزايد أعداد الإضرابات ومنافستها لأعداد العاطلين التى لا يعلمها إلا الله.
السؤال الآن: إذا كانت وزارة القوى العاملة ليست كشك سجائر ولا عربة حمص الشام، وفى الوقت نفسه ليست وكالة الطاقة الذرية ولا جهاز تشغيل مترو الأنفاق، فمن الذى منح وزيرتنا الوقورة منصب رئيس مجلس إدارة العالم، ووشاح مبعوث السماء لهداية البشر، رغم ان اللى بيته من قزاز لازم يركب ستاير، وإذا كان شباك وزارة القوى العاملة ستايره حرير، من نسمة شوق بتطير، فلماذا لا تفكر الوزيرة فى تركيب شيش، شيش بيش، أو شيش طاووق، أو شيش إيدك من على خدك، أنا جنبك أنا جاى آخدك، بهدووووووء، «الهدوء كويس» عشان الأولاد بيتخضوا من الصوت العالى.