أخطأ حسن شحاتة - المدير الفنى لمنتخب مصر - ورجاله حينما ظنوا أن الجنرالات وحدهم قادرون على صنع الفوز والانتصار.. وتجاهل أو تناسى دور العساكر الذين هم دوماً وقود المعارك والذين ينفذون بحرفية عالية استراتيجيات ورؤية الجنرالات..
نعم كان منتخبنا الوطنى ينقصه أقدام العساكر فى الملعب.. مثل أحمد خيرى لاعب الوسط المدافع - الذى أجاد وقدم نموذجاً طيباً لهذا المركز من خلال ناديه الإسماعيلى وضمه شحاتة إلى صفوف المنتخب ولكنه لم يستطع أن يشركه نظراً للزخم الكبير فى اللاعبين الجنرالات الذين يمثلون المنتخب، وكنا فى حاجة إلى العسكرى أحمد سعيد أوكا الذى مازال يأمل بالنجومية والمال الوفير للمنتخب، وأخطأ سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة عندما تخلى عن دوره فى قيادة المنتخب كما عودنا واعتاد عليه اللاعبون والجهاز الفنى فى بطولة كأس الأمم الأفريقية 2006/2008 عندما كان مرابطاً بمعسكر الفريق ليحل الأزمات الكبرى والصغرى أولاً بأول وربنا يكفيكم شر أزمات المنتخب والجنرالات عندما يصطدمون ببعضهم..
وشغل زاهر رأسه بأزمة البث الفضائى وما سيجنيه اتحاد الكرة من ملايين وكأن دوره الرئيسى فى إدارة الاتحاد كمؤسسة مالية وليست مؤسسة خدمية تطوعية مسئوليتها إدارة لعبة كرة القدم وتطويرها وتنظيمها وتفعيلها.. وأخطأ الإعلام بشكل كبير حين قدم زامبيا أو بالأحرى مجموعة مصر بأنها الأضعف والأسهل فى التصفيات وتسابقت الفضائيات الاستهلاكية فى «رحرحة» الجماهير واللاعبين وكأن مباراتنا أمام زامبيا نزهة أو فسحة حتى أن إحدى الفضائيات أطلق أحد نجومها الأشاوس تحليلاً متخلفاً أكد فيه أننا ننتظر عدد الأهداف التى سنحرزها ولا نتحدث عن الفوز من عدمه..
ولأن الإعلام الفضائى الجديد دوماً يجهل ولا يبحث عن دراسة الآخر، فلم يعرف ولم يبحث أحد عن منتخب زامبيا لأن الجهل هو المسيطر والقائد الأعلى لهؤلاء الإعلاميين، فنجدهم دوماً متطرفين إما تفاؤلاً دون حيثيات أو إحباط دون أسباب حقيقية.. وبالطبع هؤلاء المتطرفون أهالوا التراب على المنتخب وتاريخه وتشكيل فريقه بعد التعادل الإيجابى أمام زامبيا وملأوا الدنيا سواداً بعدما كانت قبل المباراة أكثر بياضاً، أشد من أى مسحوق غسيل.
وأخطأ أيضاً شوقى غريب المدرب العام عندما صرح فى إحدى الصحف اليومية بأنه يأمل أن يتولى مسئولية المدير الفنى عقب كأس العالم بدلاً من حسن شحاتة، وأعلم أن هذا التصريح أحدث شرخاً كبيراً لدى أفراد الجهاز الفنى وظل مكتوماً فى صدر المدير الفنى وأزعم أن هذا الشرخ كان أحد أسباب التصدعات التى هزت بنيان المنتخب، وأحدث الفرقة التى أتمنى أن تزول سريعاً رغم يقينى أن شوقى غريب لم يكن سييء النية ولم يفكر فى خطف كرسى شحاتة.
وأخطأ أيضاً اللاعبون دون استثناء لأنهم استخفوا بالخصم الزامبى ورسموا أحلاماً وردية قبل المباراة حتى أن بعضهم ظل يتخيل كيف سيحتفل بالفوز والانتصار، وماذا سيفعل عندما يحرز هدفاً وآخر دار فى خياله أنه سيأخذ لقب «الهاتريك»، والكل كان مشغولاً قبل اللقاء بالاحتفالية ولذا جاء التركيز فى المباراة بعيداً والأخطاء ساذجة، ولم يجد الإعلام والذين حوله مبرراً لتلك النتيجة سوى تقديم أحمد حسام «ميدو» قربانا لهذا الأداء السيىء وهذا منافٍ تماماً للحقيقة.
عموماً هذه الصدمة الكروية والدرس القاسى كنا فى أشد الحاجة إليه لكى نفيق جميعاً ونتعلم أن التاريخ وحده لا يكفى لصناعة انتصارات الأمم فإذا كنا الأقوى، فى السنوات الأربع الماضية، فلنعلم أن هناك قوى أخرى قد صعدت إلى الساحة الكروية..
وأؤكد أن هذا التعادل المرير هو الشفاء لعلاج أمراض الجهاز الفنى واللاعبين والإعلام واتحاد الكرة، ولذا أزعم أن تلك الصدمة هى البداية الرئيسية لوصولنا إلى كأس العالم فى جنوب أفريقيا إن شاء الله.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة