أكثر من أسبوعين.. والأحداث الرياضية، الكروى منها وخلافه، تتلاحق بصورة.. تفتح باب الاجتهاد نحو سحابة سوداء ربما تصيب الرياضة ببعض الأمراض، وأتمنى من رب العباد أن يخذلنى فيما أتوقع، لكننى فى ذات الوقت أشعر بخوف غير عادى من حكاية خيبة التوقعات، لأن السماء فرضت علينا أن نعيش بمنطق العمل، ولا شىء غيره، حتى لو شاءت الصدف السعيدة رسم نوع من البسمة على شفاه المصريين الطيبين قوى قوى.
بداية الأحداث كانت قرعة مونديال الشباب فى معبد الأقصر والتى أبهرت العالم.. وجعلت «جيم براون» بتاع «القرعة» ينطق عربى، وسحرت الساحر الأمريكى خليفة ديفيد كوبر فيلد، يؤكد أن سحر المحروسة أقوى وأمتع من سحرة العالم!.
بالطبع حدث هذا لكننا فى بر مصر، لم نعتد أن يمر اليوم الحلو وبدون رشة تراب.. لهذا تذكرت قصة الكاتب فتحى أبوالفضل «ولكن شيئاً ما يبقى» تلك التى كتب لها السيناريو الزميل المبدع أحمد صالح، وقيمة تلك القصة كانت أن أى أحداث فى حقبة من الزمن، ومهما كانت للصالح أو حتى للأنانية دائماً يبقى منها شىء طيب.
سبحان الله المؤلف مصرى والرواية مصرية.. لكن فى الرياضة لا يوجد دليل.. لكن كل شىء يمر فى قصة الرياضة المأخوذة عن رائعة فتحى أبوالفضل لأن اسمها تحول إلى «ولكن شيئاً ما لن يبقى».. فأنا لم أعرف سبباً للحالة التى تسبب فيها د. زاهى حواس أحد علامات تاريخنا الفرعونى فى العصر الحديث، كما هالنى حضور طاهر أبوزيد «مارادونا النيل» القرعة كهداف لواحدة من مونديالات الشباب، وكان قبلها بعيداً.. كما لم أفهم سر غياب أحمد شوبير، اللهم إلا استكمالاً لما يطلق عليه فى الوسط الحرب الباردة بينه وبين أبوريدة والتى يغذيها من لا يستطيع أن يقول أن الرجلين يمكنهما خدمة مصر!.
وما لم أفهمه أيضاً فى القرعة، هو تلك الحركة «القرعة» - من «القراع» - بتغييب المصورين المصريين لمجرد أنهم مزعجون، وقال إيه لن يلتزموا!!.
نهاية الحركات القرعة، كانت أزمة «التقرير» بتاع اتحاد الكرة، التى يبدو أنها ستفرض نفسها بقوة على الساحة الرياضية فى الفترة المقبلة.. أو لنقل «العرض القادم» على مسرح الجبلاية!.
الحالة الثانية كانت مداخلة الحارس العملاق - من وجهة نظرى - عصام الحضرى، والطريقة التى تحدث بها فى قناة الحياة مؤكداً أنه سيحرس مرمى مصر غصب واقتدار - على رأى اللمبى - وأى حد.. شوفوا أى حد.. مش عاجبه «يحط لسانه فى بقه» طبعاً فى بقه يعنى حنك آه أقصد فم اللى مش عاجبه!.
الحالة الأغرب والأعجب والمثيرة لكل علامات الاستفهام، كانت سهرة عمرو زكى فى ملهى ليلى عشية لقاء ويجان والأرسنال فى إنجلترا.. وكيف هانت عليه نفسه وجنسيته وهويته العربية، ونسى أن ملف سيادته فى «KG 1» احتراف مهدد بسبب عدم التزامه بأداء ما عليه من واجبات.. والأخطر أن أى نقد يعنى أننا ضد زكى الذى نحاول ألا يخرج عن الطريق الصحيح، بل يتعدى كل الحدود، ويلزم من يلفت نظره بضرورة بدء حالة من الخصام والفراق!.
ونسى زكى أن هناك من يرصده، لكن ليس لمجرد دعم فكرة «المؤامرة» عليه، لكن لأن هذا هو عالم الاحتراف بكل تفاصيله، فهل هو راض عن احترافه أو عليه اتخاذ قرار بالعودة للوطن الأسهل والأطيب عيشه من حكاية الاحتراف والالتزام المزعجة دى، وأخيراً تكذيب خطير لجريدة «الديلى ميرور» يعنى المرايا اليومية واسعة الانتشار.. طيب ده كلام؟!
الحالة الأخيرة اعتبار التشيكى ميروسلاف سكوب مدرب «فارغ»، لأنه لم يعد بأن يلعب شبابنا نهائى مونديال الصغار 2009، وكيف رأته الصحف يعد العدة للهروب من المسئولية برغم أن كل هذه الصحف قالت عنه قبل ذلك: «ده مدرب يعتبر شيخ طريقة فى تدريب فرق الشباب»؟!.
المصيبة أن تلك الحالات تؤكد الواقع الأليم للرياضة المصرية.. وكيف أن كل الطرق فى هذا الشارع الرياضى، باتت مليئة بالمطبات والحفر التى تشير إلى أن أى خلاف مش فى الرأى، لكن ربما فى المشروب كمان، فلو كنت تشرب القهوة، وغيرك يفضل الشاى فدى بلوة سودة تستحق الكراهية وشن الحملات، وعقد حفلات التقطيع حتى لا يتبقى بين المصريين شيئ ما يمكن البناء عليه للإصلاح والصلاح لوجه الجماهير المصرية العظيمة.
أخيراً.. المؤكد أننا دخلنا «عش الدبابير» مع بداية «اليوم السابع».. ولأننا نحمل فى مخيلتنا صورة نود إبرازها لهذا الوطن، ففى الملحق الذى بين يديكم نعدكم بالبقاء فى عش الدبابير حتى نطردهم.. فشعارنا الدائم: «لبلدنا.. والناس والحرية».
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة