(إهداء إلى الحاج سيد الذى أرسل لى مؤخرا رسالة: كلمنى شكرا).
هناك شخص ما، فى مكان ما فى مصر اسمه: «الحاج سيد العجوز الحلاق».
من حوالى 7 سنوات اشتريت خط الموبايل الذى ما زال معى حتى الآن، أول ما اشتريته لم يكن أحد يكلمنى على الإطلاق، وفجأة بعد حوالى 4 أيام رن الموبايل، فكدت من شدة الفرح أن أتركه يرن حتى أستمتع بنغمته الشجية، فى النهاية تمالكت نفسى ورددت، جاء الصوت بعيدًا، وصاحبه يقول لى:
أيوه يا حاج.
حاج مين يا عم؟
الحاج سيد.
سيد مين؟
سيد العجوز.
العجوز مين؟
الحلاّق.
لأ والله النمرة غلط.
كنت متألما بشدة وأنا أغلق الخط، أول القصيدة نمرة غلط.. طيب.
بعد ذلك لم يكن يمر شهر تقريبا حتى يتصل واحد ويطلب «الحاج سيد»، إلا أن هناك واحدًا طلبنى 8 مرات متتالية، بمجرد ما أقفل معه يتصل مرة أخرى، فى آخر مرة سألته: انت طالب كام؟
عرفت أن نمرة «الحاج سيد العجوز» تتفق معى فى كل الأرقام إلا أن آخر رقمه 9161 وأنا آخر رقمى 6191.
المشكلة أن الحاج سيد له أصدقاء كثيرون مقربون يتصلون بى، وبمجرد أن أرد أجد شتيمة قفزت فى أذنى، أسترد هدوئى بعد الصدمة وأقول: نعم؟!
يرد على الصوت الآخر: مش انت الحاج سيد؟
وقبل أن أرد يغلق السكة فى وجهى.
مر وقت طويل جدا منذ كلمنى آخر واحد وسأل عن »الحاج سيد«، لدرجة أننى افتقدته بشدة، وصرت مهتما به بطريقة مختلفة، ولأول مرة أحاول تخيله فأتخيل محل حلاقة صغير، بداخله رجل عجوز فعلا، ضئيل الجسد يمزح طوال الوقت مع الزبائن.
تولد لدى إحساس بأن «الحاج سيد» أصابه مكروه.
ضبطت نفسى أكثر من مرة أمسك بموبايلى وأضغط رقم هاتفى عليه كأننى سأكلم نفسى، إلا أننى أعكس الأرقام الأربعة الأخيرة، وأطلب، فى اللحظة الأخيرة أغلق الخط قبل أن يعطيه أى رنة؛ لأننى لا أعرف ماذا سأقول له حين يرد، خصوصا أن هناك احتمالا قويا أن يرد على شخص آخر تماما ويقول لى:
- النمرة غلط.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة