كيف نحارب «عمالة الأطفال» فى المجتمع ونسمح بها فى الفن؟
سؤال ربما يبدو عبثياً، لأن مشاركة أطفال صغار فى أعمال فنية، لا يعتبر عملاً بالمفهوم التقليدى، بل هو ممارسة لهواية وإظهار لموهبة، لكن لو أن هذا وصل إلى مرحلة الاحتراف، فما تبعاته على الطفل نفسه وعلى غيره من الأطفال: مشاهديه وزملائه؟
الطفلة الجميلة والموهوبة «منة عرفة»، اختطفتها عدد من الأعمال الفنية - السينمائية والتليفزيونية - منذ ظهورها الأول، فهى تمتلك أداءً قد يساعدها بالفعل فى المستقبل أن تكون نجمة حقيقية، وربما أن ظهورها فى «سيت كوم» جماهيرى مثل «رجل وست ستات»، أو مسلسل تشبه بطلته فى صغرها مثل مسلسل «سعاد حسنى»، يبدو مبرراً، حتى ظهورها فى فيلم سينمائى تشارك فى بطولته يبدو كذلك؛ لكن ما جدوى أن تشارك فى تقديم فوزاير كالتى تذاع على شاشة «موجة كوميدى»؟ صحيح أن القناة تحظى بنسبة مشاهدة متزايدة، لكن هذه الفوازير التى تبدو للوهلة الأولى عملاً فنياً استعراضياً، هى مجرد مسابقة تليفزيونية كغيرها، أى أنها ليست سوى استنزاف لمواهب الطفلة، واستعراض لمهاراتها لأجل حفنة نقود وحسب، فلا مبرر آخر لذلك.
أما القيمة التى يرسلها مثل هذا التوظيف للفتاة، فهى تكريس لمفهوم النجومية التى لا طريق إليها سوى الفن، فى عقلية الصغار الذين يشاهدون طفلة مثلهم قد حصلت على نجومية سهلة، والطفلة نفسها - منة - من الطبيعى أن يجد الغرور طريقه إليها؛ بما يعنيه هذا من أذى نفسى يلحق بها فيحرمها من طفولتها وتلمس أضراره فى المستقبل، كما أنها لن ترى حاجتها لبذل الجهد فى تطوير موهبتها وصقلها، فماذا تحتاج كفنانة أو إنسانة أكثر من الشهرة والمال؟!
ليس هذا فحسب؛ بل إن المظهر التى تظهر به «الطفلة» يتعدى كونها كذلك فى أحيان كثيرة، سواء فى فوازيرها، أو فى فعاليات أخرى - كاحتفال شبكة قنوات النيل بليلة رأس السنة، مثلاً -، فهى ترتدى أثوابا لا تلائم سنها، وتظهرها كشابة، يتعارض ذلك مع طفولتها، ويتنافى مع الحفاظ على تلقائية موهبتها، فليس كل يوم نحصل على فنان موهوب فى مثل عمرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة