مادامت جماعة الإخوان المسلمين أعلنت أنها بصدد التجهيز لفيلم ومسلسل عن المرشد العام للإخوان ومؤسس الجماعة حسن البنا، ردًا على مسلسل الكاتب وحيد حامد، فلماذا إذن كل هذا الهجوم عليه من جانب المواقع الإلكترونية التى تتحدث باسم الجماعة والمدونات، فهناك سلسلة من الاتهامات والإساءات لا حصر لها، ولا أعرف هل لو كاتب آخر غير وحيد حامد هو الذى سيقوم بصياغة المسلسل كان سيتعرض لنفس الهجوم أم لأنه وحيد حامد! ولماذا التعامل بمنطق الترصد؟.
قد يكون لوحيد حامد موقفه الواضح من الجماعة وتأثيرها فى المجتمع المصرى وطوال مشواره الفنى سواء من خلال أعماله وآرائه التى يعلنها صراحة، حيث يؤكد أنه ليس مع التوجه السياسى للجماعة، ولكنه يحترمها ويقدرها كجماعة دينية، وهذا حقه.. مثلما هو حق الجماعة ومؤسسيها فى اختيار المسلك الذى يرونه صائباً.
وحيد حامد عندما اعتزم كتابة مسلسله عن جماعة الإخوان المسلمين لم يتوان فى البحث والتساؤل والتحرى ومراجعة الوقائع بدقة، وكلامه فى هذا السياق محدد وواضح، حيث ذهب إلى بعض أفراد الجماعة وجلس واستمع إليهم، أما مسألة إصرارهم على مراجعة السيناريو الذى أنهى كتابة الجزء الأول منه، فتلك مصادرة على حق المبدع والإبداع.
ويجب على جماعة الإخوان المسلمين ألا ينظروا إلى نصف الكوب الفارغ، فالذى سيكتب عملا دراميا عنهم هو واحد من أهم كتاب الدراما فى مصر والعالم العربى، ومسلسله ستتوفر له الإمكانيات والعديد من النجوم الذين سيكون لهم تأثيرهم فى ارتفاع نسبة المشاهدة لهذا العمل والذى سيروى فيه وحيد عن تاريخ الجماعة وتأسيسها -حسبما صرح وشدد على أنه اعتمد على مراجع مهمة صاغـها بعض مفكرى وأقطاب الجماعة بأنفسهم.
ولم يتعامل وحيد مع الجماعة أبدًا بمنطق النفى وهذا شىء يجب أن يحترم، لذلك أتمنى أن يتروى المهاجمون ويتأملون تصريحات «الأستاذ» عندما يقول اخترنا فى المسلسل الممثل عمر الشريف لأنه شخص له هيبته، والممثل الأردنى إياد نصار ليجسد شخصية حسن البنا لأنه ممثل شديد التأثير والذكاء ويعطى لكل شىء قدره، إذن وحيد والمخرج عادل أديب يختاران ممثلين لهم قيمتهم التى لا يختلف عليها أحد مثل صلاح السعدنى ومحمود حميدة.
ولا أعرف هل من تقاليد الجماعة محاسبة الناس على شىء لم يروه بعد، أم أن الإخوان يحاسبون الناس على أساس النوايا، كما أنهم يناقضون أنفسهم عندما يطالبون بحرية الرأى والرأى الآخر فى المعترك السياسى، فلماذا إذن لا يتفرغون لمسلسلهم المزمع كتابته للرد على مسلسل وحيد حامد بدلا من الشتيمة والهجوم عليه عمال على بطال، لأنه فى ألأساس كاتب مبدع وفلاح مصرى أصيل.
وأتذكر «الأستاذ» عندما كنت أجلس أمامه لأتعلم منه فنون الكتابة فى معهد السينما، فلم يزرع فينا الاستسهال، وكان دائما يطالبنا بالبحث والتقصى فيما يتعلق بالشخصيات العادية، حتى نتمكن من رسم ملامحها، فما بالك بعمل ضخم يتناول جزءًا مهمًا ومحوريًا فى تاريخ مصر الحديث.
فواصل
◄ كثير من الفنانين لا يأخذون حقهم وهم على قيد الحياة.. رحم الله شوقى شامخ فنان محترم يستحق منا ومن زملائه احتفاء أكبر من ذلك بكثير، وبالتأكيد سيفتقده الجزء الثانى من «المصراوية».
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة