جمال الشناوى

الزيارة دى مش لازم تتم

الخميس، 09 أبريل 2009 11:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العلاقات الإنسانية أشبه إلى حد بعيد بالعلاقات بين الدول.. فى لحظة ما تجد نفسك تحت حصار الضرورة.. وعليك تغيير اتجاهك، وتقف لتقييم مكاسب وخسائر علاقاتك.. وربما تجد الفائدة الكبرى فى تغيير خطواتك وربما اتجاهاتك وحتى صداقاتك التى كنت تعتبرها من المسلمات فى حياتك فالمؤكد أن يأتى يومٌ وتراجع فيه نفسك.. فقط تحتاج لحظة هدوء..

هكذا العلاقات الدولية.. خصوصا ملف العلاقات المصرية الأمريكية.. فهو ملف متضخم ومتورم يراه أصحاب المصلحة من المقدسات التى لا يجوز الاقتراب منها، وأننا لانستطيع العيش بدون «الدادة» أمريكا التى ظلت تعلمنا «المشى» طوال 40 عاماً، ولا نحن استطعنا أن نخطو ولا هى تريد أن تتركنا لحالنا.. 40 عامًا من خشية غضب العم سام، لكنه يهاب فقط الأقوياء.. أما من يلهث خلف جواده فإنه لا يحصد سوى الغبار الذى يعمى الأعين، خاصة بعدما أصبح هو «الكاو بوى» الوحيد، الذى يطلق الرصاص على كل من يتعلق به.

ملف العلاقات المصرية الأمريكية يحتاج إلى غرفة انعاش بأسرع ما يمكن، قبل أن يتجسد إلى واقع مرير.. أمريكا لا تحترم إلا من يخالفها، فهى أشبه بالزوجة النكدية، لن تأمن شرها إلا بطلاقها.. الكاو بوى يتراجع فقط أمام الأقوياء.. وإليك طابور طويل «يسد عين الشمس» من الدول التى تناوئ إدارة الكاو بوى.. منها دول على مرمى حجر من واشنطن.. وأخرى تمتد بطول سواحل أمريكا الجنوبية، ناهيك عن الصين وكوريا الشمالية وإيران.. وطبعا روسيا، طابور طويل لا يحرص على إرضاء إدارة الكاو بوى.. بل العكس هو الصحيح...

ولا أعرف سببا لإصرار صانعى السياسة الخارجية المصرية على إرضاء «الدادة».. المضللة لنا طوال 40 عامًا.. هل هى مصالح أهل البزنيس القريبين من مطابخ السياسة فى مصر.. أم هؤلاء التجار المستفيدون من وهم المعونة الأمريكية المذلة لنا.. هم أشخاص ربما تم الكشف عنهم يوما ما.. لكنهم يؤثرون بشدة على قرار الدولة وتوجهاتها..

كفانا بعثات طرق أبواب.. وتسول.. العالم الآن ليس ذو قطب واحد.. المتابع لما يجرى فى أفريقيا يتنبه إلى قطب ضخم.. يتسلل إلى أعماق القارة السوداء، وعلى أحد هداياها لعب الأهلى مباراته فى تنزانيا، بات بيدها عدد كبير من أوراق اللعبة السياسية فى شرق العالم وجنوبه.. أما الغرب فهو يخطب ود الصين.. الدولة التى لا تقف بباب أحد وحتى نقطة ضعفها لدى الغرب وهى تايوان، لم تعد قضية الغرب الأولى.. أرجو من صانعى السياسة فى مصر تجربة الوقوف للحظة ومراجعة النفس فهم لا يمثلون أنفسهم.. لكنهم يصنعون سياسة الدولة الأعرق فى العالم.. وليتهم ينصحون بإلغاء زيارة الرئيس إلى واشنطن ففوائد الإلغاء لا يمكن مقارنتها بفوائد إتمام الزيارة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة