مدافع الاستعمار.. أقسى ما يواجه الأقاليم المنكوبة بثرواتها الطبيعية

الخميس، 14 مايو 2009 09:43 م
مدافع الاستعمار.. أقسى ما يواجه الأقاليم المنكوبة بثرواتها الطبيعية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال تشى جيفارا إن التخلف عبارة عن قزم ذى رأس ضخمة وبطن منتفخة: لا تنسجم ساقاه الضعيفتان وذراعاه القصيرتان مع بقية جسمه. كانت هافانا تتلألأ، وتنطلق فى شوارعها الفخمة كلاكسات السيارات الكاديلاك، وفى أكبر كبارية فى العالم تتهادى، أجمل النجمات، بينما فى الريف الكوبى، كان واحدا فقط من كل عشرة عمال زراعيين يشرب اللبن، ويأكل اللحوم %4 بالكاد، وحسب ما يذكره المجلس القومى للاقتصاد، كان ثلاثة أخماس العمال الريفيين يتقاضون أجوراً تقل عن تكاليف المعيشة بثلاث أو أربع مرات.

لكن السكر لم ينتج الأقزام فقط، فقد أنتج العمالقة أيضاً، أو على الأقل، أسهم بشدة فى تطور العمالقة، فسكر خط الاستواء الأمريكى اللاتينى قدم دفعة قوية لتراكم رؤوس الأموال من أجل التطور الصناعى لإنجلترا، وفرنسا، وهولندا، وكذلك الولايات المتحدة فى نفس الوقت الذى شوه فيه اقتصاد الشمال الشرقى البرازيلى واقتصاد جزر الكاريبى وكرس الخراب التاريخى لإفريقيا. وكان العصب الرئيسى للتجارة ثلاثية الأطراف بين أوروبا، وإفريقيا، وأمريكا، هو تجارة العبيد الموجهين إلى مزارع السكر .

فى عام 1562، انتزع الكابتن جون هوكينز ثلاثمائة زنجى من غينيا البرتغالية، وغضبت الملكة إيزابل، وقالت «هذه المغامرة تستنزل انتقام السماء». لكن هوكينز أخبرها أنه فى مقابل العبيد، حصل فى الكاريبى على حمولة من السكر والجلود.

واللآلئ والزنجبيل. فعفت الملكة عن القرصان، وتحولت إلى شريكته فى التجارة. وكانت الشركة الملكية الأفريقية التى يظهر بين مساهميها الملك كارلوس الثانى، تعطى أرباحاً قيمتها ثلاثمائة فى المائة، رغم أنه من بين 70 ألف عبد شحنتهم بين عامى 1680 و1688، لم يبق حياً بعد عبور المحيط سوى 46 ألفاً.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة