ما هذا الذى يحدث فى الوسط الإعلامى الرياضى، اختلط الحابل بالنابل وغابت عن قطاع ليس صغيراً شفافية مهنة نبيلة، فأصبح استغلال المكانة الرفيعة فى الاتحادات والأندية لا حظر عليه.
ليت الأمر توقف عند أصحاب المكانة الرفيعة، لكنه تجاوزهم لصغار وكبار الموظفين فى القطاعات الرياضية الذين لا يدخرون جهداً بخلط العام بالخاص للفوز بنصر أظن أنه رخيص، غير واضعين فى اعتبارهم أن هناك من يعرق ويجهتد ليفوز - بكرامة - بخبر أو سبق صحفى، هو بالضرورة مصدر رزقه - إن صح التعبير - وياللهول أن تكون مصدراً وصحفياً وإعلامياً وموظفاً عمومياً فى الوقت نفسه، أين حمرة الخجل التى يذكرونها دائماً فى الكلام عمن لا يختشوا، وأين مرايات منازلهم، ولن أقول أين ضمائرهم؟!.
والله لم أكن أحب أن أتطرق لهذه الزاوية لولا أحداث متعاقبة ينتج عنها صراعات مهنية يفوز بها من على رأسهم ريشة الوجاهة وصداقة أصحاب القرار، بينما كنت أتمنى أن تترك الساحة لمعركة محترمة أكثر شرفاً بين فرسان نبلاء، يقفزون الحواجز ويعبرون كل الخطوط على إطلاق ألوانها الأحمر منها والأبيض إلى آخر فاتورة ألوان الطيف جمعاء، حتى تشعر بالنصر وتنظر لنفسك فى المرآة زاهياً فخوراً وأن تبتسم من قلبك، لا أن تحقق نصراً زائفاً، بينما منافسوك من فرسان الإعلام الشرفاء منهكون فى معارك الحصول على الخبر والسبق لإرضاء أصحاب المعالى القراء والمشاهدين والمستمعين ومستخدمى النت وكل فروع الإعلام.
أخشى أن تتحول المهنة إلى حلبة للصراع، على الفوز برضا مسئول، أو الاقتراب من ذى نفوذ، أو استغلال وجود فى مناطق الحكم الرياضى لبناء أمجاد إعلامية فى كل الفروع، فيصبح الغث هو الأكثر قدرة على التواجد، وتصبح أرزاق الناس فى غير حاجة للعرق والجهد ويتحول العمل فى بلاط صاحبة الجلالة إلى عبودية والكاميرا إلى سوط، والميكروفون إلى خنجر وتستعمل كلها ضد منافسين نبلاء، كل همهم أن يقدموا منتجا يحترم القارئ والمتفرج والمستمع الذى يرى الصحفيين والإعلاميين عمالقة يقفزون الموانع، ولا يخشون لمس الحقيقة القاتل لتقديم منتجهم مخلوطاً بعرقهم الذكى، وخلاصة اجتهادهم ليفوزوا بحياة كريمة، لا يقدرها أصحاب المكانة الرفيعة الذين تتضخم أرقامهم المالية عبر خلط العام بالخاص، غير مبالين بشرف المنافسة، لكنه فى كل الأحوال يشكل انتصاراً منقوصاً.. على أنقاض الحقيقة وطرق الفوز بها.
طوبى لكل هؤلاء، وأرجو أن يتفهموا أن الكيل فاض، وأن السكوت المهذب ليس من علامات الرضا، لكننا فقط كنا نريد إصلاحاً، ونتصور أن يكون لهذه الحفنة من أصحاب المكانة الرفيعة نصيب فى التحول الإصلاحى بعدما قضوا حاجتهم، وعليهم الآن أن يتطهروا، لكن يبدو أن سمة هؤلاء ستظل على وتيرة واحدة ولن تشرق عليهم شمس الفضيلة والشفافية، لأنهم هكذا تعودوا أن يفوزوا، وإنما فقط نقول لهم بئس الفوز..
وبئس ما ينتظركم إذا تحولت الساحة إلى منازلة تجبركم على العودة لأخلاق النبلاء.. بدلاً من الاضطرار لكشف كل مستور وتوضيح كيفية إزالة الجدران بين بعض المؤسسات الرياضية ونظيرتها الإعلامية.. طبعاً مفهوووووووووم!!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة