فى كثير من الأوقات، تعجز الكلمات عن وصف الأحداث والأشخاص، تبالغ فى المدح والثناء، ثم تكتشف أن كل ما قلته لم يعبر إلا عن أقل القليل، أحيانًا يعجز المدح عن المدح، ويعجز الثناء عن الثناء، إذا كان الممدوح والمُثنى عليه فوق كل ما يُقال.
ولأن الفارق بيننا وبين الكرة الأوروبية كبير، ولأنها لنظامها تبدو وكأن منافساتها تُقام فى كوكب آخر، فقد قررت مواصلة الحديث عن الفوارق الرهيبة بيننا وبينهم فى مختلف مجالات اللعبة، دون اكتراث بمن يتهمنى بالمبالغة أو التهويل، لأننى رأيت وتابعت عن قرب، وليس الخبر كالمعاينة.
النظام والدقة فى الكرة الأوروبية يتجليان فى كل جوانب اللعبة، وكل تفاصيلها.. الصغيرة والكبيرة، الدقيقة والجليلة، وبعد أيام سنرى بأعيننا حصيلة منظومة كروية مُتكاملة حين يُقام نهائى دورى أبطال أوروبا بين مانشستر يونايتد وبرشلونة على الملعب الأوليمبى بالعاصمة الإيطالية روما.
هناك، كل شىء مُحدد سلفًا، منذ بداية العام، تعرف تفاصيل كل شىء.. الملاعب التى ستُقام عليها المباريات، المكافآت التى ستتحصل عليها الأندية، وهنا فى أفريقيا وفى الدول العربية، نعيش حالة من «التوهان» والتخبط، هنا يعلن الكاف على موقعه الرسمى عن قيمة جوائز كأس الكونفيدرالية الأفريقية يوم 27 أبريل، ولا ينتبه الكثيرون إليها إلا فى منتصف مايو، بعد أن سقطت عين أحد المترجمين على الخبر، وتناقلته وسائل الإعلام.
فى نهائى دورى الأبطال، سنرى ثقافة كروية مُختلفة، مدربا يقود أحد أقوى فرق أوروبا والعالم وهو ابن 38 عامًا، والمدرب الآخر فى الـ67 من عمره، ويتولى قيادة فريق منذ 23 عامًا، وكلا النموذجين مرفوضان عندنا، فابن الـ38 عامًا نستحى أن نجعله حتى مدربًا مُساعدًا، كما أننا لن نصبر على مدير فنى يقود فريق 22 عامًا متتاليًا، ولو كان السير أليكس فيرجسون.
خارج الملعب، سنرى الدقة والنظام، وداخله سنرى المهارة والإبداع، بين 22 لاعبًا تعلموا منذ نعومة أظفارهم، كيف يلعبون كرة القدم، وكيف يمتعون أنفسهم قبل أن يمتعوا الجماهير، سنرى فى نهائى دورى أبطال أوروبا ميسى، وإيتو، وتشابى، ورونالدو، ورونى، وبرباتوف، بينما سنرى فى نهائى دورى أبطال أفريقيا لاعبين، ربما لم نسمع عنهم من قبل.
فاصل أخير
تساؤل غريب، قفز إلى ذهنى مؤخرًا بعد أزمة المادة 18، وأزمة اللجنة الأوليمبية.. ماذا لو كنا نجحنا فى استضافة كأس العالم 2010، حين تقدمنا له قبل سنوات، وماذا لو صدر قرار من الاتحاد الدولى لكرة القدم بإيقاف نشاط الكرة فى مصر، لمخالفتها للوائحه، ونحن لا يفصلنا عن المونديال إلا عام واحد، هل كنا سننظم البطولة ونحن موقوفون عن لعب كرة القدم، هل كنا سنقيم المونديال على أرضنا، ونكتفى بالمشاهدة، الحمد لله على الصفر الذى بيّض وجه الرياضة والكرة المصرية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة