جمال الشناوى

فاسد وإيه يعنى

الخميس، 21 مايو 2009 11:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة.. قمح فاسد إيه يعنى؟ المستوردون الذين يتدثرون بموظفى هيئة السلع التموينية.. يحركونهم من خلف ستار ولا يستطيعون مقاومة طلباتهم.. صفقة قمح فيها شوية شوائب.. ولو سامة إيه يعنى.. المصريين متعودون.. على ابتلاع صفقات الغذاء المستورد منذ سنوات طويلة وحسب معدلات كشف الجريمة المعمول بها.. فإن ما نعرفه يعادل 10 % فقط مما يمر إلى أسواقنا وصولا إلى بطوننا.

عاملين دوشه ليه.. كل طن من القمح المضروب فى صوامع الصعيد أو حتى فى بطون البواخر التى تمخر عباب البحر من موانى روسيا الباردة سيصل إلى بطون المصريين الملتهبة بالأمراض من كل نوع.. لن يستطيع نائب عام عن القانون أو نائب خاص عن الشعب اعتراض مسيرتها..

القانون فى بلادى بات هشا لا يصمد أمام رياح الفساد غير الموسمية التى تتسبب فى انتشار الوحل فتعيق حركته.. فيقف ذليلا أمام أصحاب النفوذ..

شوية قمح فاسد.. وإيه يعنى.. سمك ملوث ماشى، لحم غير صالح جايز.. مياة مخلوطة بمياة المجارى تدمر الكلى مايضرش، محاصيل زراعية وفواكه بالمبيدات المسرطنة.. شغال.. ألبان ممزوجة ببودرة السيراميك.. ألذ ومش مهم أطفالنا..

عاملين دوشه فى الجرايد ومجلس الشعب.. زى كل مرة.. ويخلص التحقيق.. مفيش.. هوه فيه يا ناس ممنوعات؟.

الحقيقة المرة الوحيدة أننا تحولنا إلى تناول الكلام وشرب الكلام والتسلية بالكلام.. والكلام حق للجميع.. لكن الغريب.. أن الكلام الصح داب وسط الغلط.. وبقى مالوش طعم ولا لون ولا ريحة.. زى الأغذية الفاسدة.. وزى الأيام دى ومن 60 سنة استلم جيشنا الأسلحة الفاسدة واتكلمنا كتير.. ومحصلش حاجة غير أن فلسطين راحت..

ومن سنين الانفتاح واحنا بنتكلم عن الأغذية الفاسدة، مرة طيور جارحة ومرات معلبات لحوم من مخصصات تموين قطط وكلاب أوروبا.. صفقات كتير وتحقيقات أكتر.. والناس بتنسى..
القمح الفاسد ليس صدفة.. وهنسمع كلام عن وجود شوائب وغربلة واسعة النطاق.. ومش بعيد الحكومة تأجر على حساب المستوردين عمال كل واحد يمسك غربال.. ويقفوا على أرصفة موانى سفاجا ودمياط لتنقية القمح.. وطبعا عندنا أكتر من 8 ملايين عاطل.. كل واحد منهم هيستلم غربال.. وبكده تكون الحكومة ضربت عصفورين بحجر..

المهم ربنا يدينا كلنا العمر.. وبعد أربعين سنة كمان.. هنعمل ذكرى نكبة الأغذية الفاسدة زى نكبة فلسطين والأسلحة الفاسدة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة