من العلامات الصغرى ليوم القيامة أيضًا انتشار الأمراض.. ونحن نرى الهجوم الشرس لفيروسات تختبئ وتظهر كأنها «مُسيّرة» لا «مُخيّرة» للهجوم على الجنس البشرى وتحدى التطور العلمى والطبى المُذهل.
..وفى ظل انشغالنا بالظهور المرعب لفيروس إنفلونزا الخنازير والطيور.. نسينا نحن الرياضيين الفيروسات الموجهة لتخريب مناعة كياننا الرياضى، وربما يكون الفارق بين تهديد نظام معين فى حياتنا وتهديد الحياة نفسها هو الذى جعلنا نستخف بالرموز التى ألمح أليها د.عبد المنعم عمارة واختصر بها اسم شخصيتين رياضيتين قال إنهما فيروسا خطيرًا يهدد نظامنا الرياضى..
لم يكن د.عماره جريئًا بما فيه الكفاية ليكشف عن الشخصين ربما لاعتبارات إنسانية أو أدبية أو حتى خوفًا من ملاحقته إعلاميًا وتشويه حقبته الوزارية.
أشار د.عمارة إلى الرمز (م . خ) وليس هذا اختصارًا لاسم واحد كما جرت العادة وإنما اختار الحرف الأول من اسمى قيادتين شهيرتين يقودان حركة مناهضة اللوائح الجديدة وهدم معبدنا الرياضى على كل من فيه..
وأنا معه فقط فى المعنى ولست معه فى هذا التلميح الصعب الذى لن يُفيد من يريدون أن يقولوا لمثل هؤلاء «عيب».. ويطلبوا منهم المواجهة المُباشرة وتحديد المواقف بوضوح بدلاً من القفز إلى كل الاتجاهات والتنقل بين كل الجبهات حتى أصبح الفيروس (م . خ) مثل العميل المزدوج الذى يظل خارج السيطرة، ولا نعرف إلى أى فصيلة ينتمى لنحدد له نوع العقار الذى يحاصره ويكتشفه ثم يقضى عليه..
ولست مُستعدًا لأن أنوب عن د.عبد المنعم عمارة فى الإعلان عن أصل الفيروس «م . خ» وأسرق منه براءة الاختراع وحقوق الاكتشاف الأول، وأكتفى فقط بزيادة مساحة التلميح وتقريب الرمز إلى الأصل ليصبح مفهومًا لمن تعنيهم الحرب الدائرة بين أمراء الطوائف الذين يُجهزون الرياضة المصرية لمذبحة..
ويُمكن أن أُضيف للاكتشاف شيئًا مُفيدًا بالإشارة إلى فيروس «ح . م» وهو مضاد لفيروس «م . خ».. وهما فى صراع سيطرة علينا ليتمكن أحدهما منا.. والكثيرون لا يهتمون بمدى قدرة أى منهما فى القضاء على الآخر، لكنهم مطمئنون إلى أن «ح . م» فيروس محلى ليس له علاقة دولية بفيروسات مُتحالفة، وبالتالى انتصاره لن يتسبب فى مصيبة ويمكن أن نعيش به سنوات طويلة مثل فيروس الالتهاب الكبدى «سى» الذى ربما يموت قبل أن يموت حامله، بينما فيروس «م . خ» حاد وأعمى ويصيب كل الأجهزة الحيوية ولا يميل إلى أن يحيا خاملاً.
وحتى لا أكون مُتهمًا بالرمزية شديدة الغموض التى لا طائل منها، فإن الرمز الذى أطلقته هو اختصار لاسمين بارزين، هما المهندس حسن صقر واللواء محمود أحمد على.. وأنتظر فى مناسبة قادمة ترجمة حرفية كاملة من د.عبد المنعم عمارة للرمز «م . خ».. لعلنا جميعًا بكشف كل الرموز نُساعد على الأقل فى تقوية مناعة الرياضة المصرية لتقاوم حرب الفيروسات وهى مُقاومة مشروعة ووقاية واجبة قبل أن تواجه الرياضة مصير الخنازير.
وبمناسبة الحديث عن الفيروسات.. فإننى أدعو كل خبراء ومتخصصى الأمراض المعدية لتقديم تفسير علمى أو حتى خيالى لهذا التعايش السلمى بين الكرة المصرية وفيروس «ج» وهو فيروس مستوطن فى الجبلاية منذ سنوات يهاجمنا يوميًا..
نعرفه ونعرف فصيلته وسلالته، بل ونكاد نراه بالعين المُجردة، لكننا نحب استقباله مثل استقبالنا لنزلة البرد أو نقص الهيموجلوبين أو ارتفاع ضغط الدم والسكر رغم أنها فى النهاية أمراض قد تُفضى إلى الموت..
لماذا لا نهتز لأعراضه فى أزمة البند 18 مثلما نهتز لأعراض فيروس «م . خ» و«ح . م» فى أزمة الميثاق الأوليمبى رغم أن نتائج الإصابة واحدة.. هل فيروس «ج» دمه خفيف على وسائل الإعلام الشريكة فى الحرب البيولوجية على حقوق البث.
وأخيرًا.. أسأل نفسى كل يوم: لماذا لا نعرف لغة الحوار حتى مع الأمراض.. لماذا نحب العلاج بالإبادة.. نقتل الفيروس وحامله والمقيمين معه دفعة واحدة.. لماذا لانمنح الخنازير والطيور السليمة فرصة للحياة؟!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة