منير فخرى عبدالنور: السؤال الذى يشغل كل الدوائر فى واشنطن: ماذا بعد مبارك؟

الخميس، 21 مايو 2009 11:01 م
منير فخرى عبدالنور: السؤال الذى يشغل كل الدوائر فى واشنطن: ماذا بعد مبارك؟ منير فخرى عبدالنور - تصوير : عصام الشامى
حاوره - سعيد شعيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄لا توجد صفقات بينى وبين الحكومة وتحملت كل التكاليف وقلت رأيى بحرية

منير فخرى عبدالنور سكرتير عام حزب الوفد قال بحسم أن زيارته للولايات المتحدة لم تكن بتكليف ولكنه كان اقتراحاً بشرطين، وأشار إلى أنه فوجئ هناك بالوزن الكبير لمصر فى كل الدوائر الأمريكية، رسمية وغير رسمية، فلا حل من وجهة نظرهم هناك فى كل القضايا الإقليمية إلا عبر مصر، ولكن السؤال الذى تكرر كثيراً هناك، كما أكد د.عبدالنور، هو ماذا بعد مبارك؟

وما لفت نظره أيضا، أن الإدارة الأمريكية تبدى عدم ارتياح تجاه الحكومة الإسرائيلية الحالية، كما أن كل الدوائر الأمريكية التى قابلها دكتور عبدالنور مع دكتور عبدالمنعم سعيد ودكتور حسام بدراوى لم تتحفظ على نقدهم العنيف للأداء الإسرائيلى كله.

هل فوجئت بالاختيار؟
لم يكن اختياراً بقدر ما كان اقتراحا من وزارة الخارجية، وقبلت بشرطين: الأول أن أتحمل التكاليف، وثانياً أن خطابى فى الخارج لن يتغير عن الداخل، فمواقفى معروفة.

هل تحفظوا؟
رحبوا وقبلوا، ثم إن خطابى كما تعرف ناقد وموضوعى، ونحن ذاهبون لناس يعرفون كل شىء، صحيح أن آراءهم السلبية فيها مبالغة كبيرة ومتأثرة بمن يبالغون فى النقد، وأعتقد أن وجودى بخطابى الصريح أعطى الكثير من المصداقية للرحلة، وثانيا أعتقد أن وصفى للواقع المصرى كان صادقاً.

أنت تطالب بالديمقراطية وكذلك خطاب إدارة بوش المعلن؟
جزء من هذه الانتقادات صحيح، ولكن أنا ضد التدخل فى الشأن الداخلى لأنه يضعف موقفنا.

ما الفرق بين أن تكون الضغوط من الداخل أو الخارج المهم هو تحقيق الديمقراطية؟
الضغط من الخارج سيؤدى إلى عناد الحاكم، فى حين أننا ممكن أن نصل إلى توافق معه، ثم لا يوجد حاكم فى مصر منذ محمد على إلى مبارك خضع لضغوط خارجية، فقضية الاستقلال الوطنى مزروعة فى وجدان أى سياسى مصرى مهما كان اتجاهه، هذه ثوابت، ولذلك فالرهان على الخارج خاسر.

ما هى مفاجآت الرحلة؟
كنت أتوقع هذا التغير الكبير فى خطاب إدارة أوباما، ولكن لم أتوقع كل هذا التقدير لقدرة ومكانة مصر الإقليمية.

لكن هناك كثيرين يرون أن دور مصر تراجع؟
فى كل مراكز البحوث ووزارة الخارجية والأمن القومى والكونجرس، تكتشف هذا الوزن الإقليمى، فلا حل للقضية الفلسطينية ولا الوضع الإقليمى كله بدون مصر.

هل هذا توجه؟
يمكنك أن تقول ذلك، رغم وجود تباينات، فهناك مراكز بحوث قريبة من اللوبى الصهيونى وأخرى تؤيد الحق العربى ومنظمات حقوقية متأثرة بجماعات مصرية، وكل هؤلاء يتحدثون عن مصر بتقدير عظيم، ويعترفون بأهميتها فى الوصول إلى اتفاقية سلام، وفى الخارجية قالوا نريد سلاما أكثر وعمليات أقل.. وذلك تعليقا على ما يسمى كل عدة سنوات بعملية السلام، وأشاروا إلى ضرورة حل مشكلات مثل الانفصال الفلسطينى، وإدخال سوريا وإبعادها عن المعسكر الإيرانى.

إذن كانت هناك ضغوط لدفع الإدارة المصرية لمعاداة إيران؟
لا، ولكن اللوبى الصهيونى وأنصاره يريدون حل المشكلة النووية الإيرانية أولا لأنها تهدد إسرائيل، ثم حل القضية الفلسطينية وكان الرد أن هذا كلام فارغ لأن حل القضية الفلسطينية يجرد النظام الإيرانى من أهم أسلحته فى المنطقة.

وبالنسبة لمصر ما هو السؤال الذى تكرر؟
ماذا بعد مبارك؟

حتى الرسميين؟
نعم.

هل عندهم تصور؟
وحتى لو كان عندهم «مش هيقولوه».

هل طرحوا التوريث؟
لم يكن هناك سؤال مباشر، وكانت إجاباتنا مختلفة، فالدكتور عبدالمنعم سعيد كان يؤكد أنه لم تحدث مشكلة فى انتقال السلطة بمصر منذ عهد محمد على، والدكتور حسام بدراوى كان يقول أن مصر بلد فيه دستور حدد الطريقة السلمية لانتقال السلطة.

وأنت؟
ردى أن المهم أن يكون لدينا انتخابات شفافة وحرة ويختار المصريون ما يشاءون.

ألا ترى أن إدارة أوباما لم تقدم حتى الآن سوى الكلام؟
أنت تتحدث عن رئيس تجاوز الـ 100 يوم بقليل، وعنده مشاكل داخلية ضخمة وكثيرة، ومع ذلك وجد الوقت لاستقبال مسئولين من الشرق الأوسط، وقرر أن يزور مصر وهذا له معان مهمة.

أنت متفائل؟
نعم ولكن لا يجب أن نفرط فى هذا التفاؤل.

هل سمعت انتقادات ضد إسرائيل؟
ليس نقداً مباشراً، ولكن تعبير عن عدم ارتياح، ولم يتحفظ أحد من الذين قابلناهم، رسميين وغير رسميين، على انتقاداتنا العنيفة ضد إسرائيل.

ألا ترى أنه لا يليق ببلد بوزن مصر أن يتلقى معونة أمريكية؟
لقد سألونا عن رأينا، وكان رفضنا لأن تكون مشروطة، وثانياً المعونة الاقتصادية قطرة فى محيط، نحن نريد التجارة والاستثمارات ونقل التكنولوجيا.

هل كان هناك تحريض ضد حماس وحزب الله؟
دكتور عبدالمنعم هو الذى كان يرد لأن لديه معلومات بما كان يتم تدبيره لمصر، ولكن طالب جزائرى فى إحدى الجامعات قال أن مصر كانت ترسل السلاح لجبهة التحرير.. فلماذا ترفض عبور السلاح لحزب الله؟

وكان ردى أن هناك فارقا كبيرا، أولا أن هذا كان يتم برضاء مصر، وإذا تم إرسال السلاح عبر تونس أو ليبيا فكان ذلك بموافقتهم، أما نقل السلاح إلى غزة من قبل حزب الله أو غيره، فتم دون علم السلطات، والأخطر أن بعضه يتسرب لأغراض أخرى وهذا خطر على الأمن القومى المصرى.

هل ترى فائدة من هذه الزيارات.. وهى مجرد كلام؟
أردنا أم أبينا العلاقات المصرية الأمريكية جزء من الأمن القومى، وهى القوة الأولى فى العالم والمحرك الرئيسى للسلام والقضية الفلسطينية جزء من أمننا القومى، وعندما حاولنا الخروج من القبضة الأمريكية لروسيا أو الاتحاد الأوربى لم يقدموا شيئا، وهذا لا يعنى قطع علاقتنا بهم أو بغيرهم، ولكن الأهم هو بناء علاقة مع أمريكا، وزيارتنا هى نوع من بناء الجسور، وعلينا التأثير بقدر الإمكان فى القرار الأمريكى.

إذا كنت سافرت وأنت معارض.. لماذا تنزعج السلطات المصرية من سفر معارضين آخرين؟
مثل من؟.

سعد الدين إبراهيم وجميلة إسماعيل وهشام قاسم وأيمن نور وآخرين؟
هناك اختلاف بينى وبين الدكتور سعد، أتصور أن معارضتى وطنية ترفض الاستقواء بالخارج، وهذا فارق رئيسى بينى وبين من ذكرتهم وهذا قلته منذ عشر سنوات.

ولكن أظن أن السلطة المصرية لا تقبل أن يكون هناك حوار مع الأمريكان خارج ولايتها؟
لا أعتقد أن ما تقوله حقيقى، أنا شخصياً أقابل أعضاء في الكونجرس هنا ولم أستأذن أحداً، ولا أفوت الفرصة فى أى مقابلة لأقول موقف حزب الوفد الذى أمثله فى قضايا الإصلاح السياسى، وأطلب منهم «أن يحلو عنا» لأن هذه قضيتنا.

هل تعتقد أن ترحيب الخارجية بدبلوماسية المجتمع المدنى يمكن أن تستمر؟
أظن أن التجربة لو نجحت سيكررونها، صحيح أن مصر فيها «حاجات كتير بايظة»، فساد للركب وإصلاح سياسى عبارة عن أكذوبة وغيرها وغيرها، لكن المجتمع المدنى يعيش نشاطا فوارا سيؤدى عاجلاً أو آجلاً إلى تغيير فى الثقافة والمناخ.. وأخيراً أسلوب الحكم.. وهذا سيحدث حتماً.

ألا يعتبر اختيارك لهذه الزيارة صفقة مع حزب الوفد.. أو على الأقل تعبيرا عن رضا السلطة عن الحزب؟
لا توجد أى صفقات مع الحكومة، فقد تحملت كل التكاليف المالية، وقلت ما أقوله هنا، لقد سافرت بدافع وطنى ولمصلحة البلد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة