د. سهير عبد الفتاح

موسيقى المترو

الخميس، 28 مايو 2009 08:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المعتاد لدى ركاب مترو الأنفاق فى باريس أن يصادفوا على باب المحطة التى يبدأون منها طريقهم، أو المحطات التى يقصدونها أو يمرون عليها، وفى ممراتها ودهاليزها، وداخل عربات المترو أيضًا، المعتاد أن يصادفوا مغنيًا أو عازفًا على آلة موسيقية قد تكون الجيتار أو الأكورديون أو الهارمونيكا، وأحيانًا تكون الدربكة، آلة الإيقاع العربية يعزف عليها طبال فرنسى - تصوروا! وحده، أو مع آخرين عربا وفرنسيين، وبجانبهم جراب مفتوح لآلة موسيقية من الآلات التى يعزفون عليها، ليضع فيه من يحب من الركاب رواد المترو المسرعين الداخلين والخارجين بعض النقود.

لكنك حر تستمع أو لا تستمع، تلقى نقودك أو لا تلقى، طالما كنت تسير على قدميك داخل المحطة، أما إذا ركبت المترو وسار بك فأنت مضطر للاستماع إلى العازف أو المغنى الذى يصادفك داخل العربة، أحيانًا يكون العزف مقبولا، وأحيانا يكون أى كلام!

المهم أن فن الموسيقى والغناء أصبح جزءا لا يتجزأ من حركة المترو فى العاصمة الفرنسية.. الجمهور متوقع أنه سيسمع العازف أو المغنى الذى استمع إليه بالأمس.. والعازف على باب الله طبعًا! تأتى من أنحاءالعالم البعيدة والقريبة غجر من رومنيا، وهنود من المكسيك، وأفارقة من ساحل العاج، وعرب أو بربر من المغرب أو الجزائر يقدمون ألحانهم ورقصاتهم وأغانيهم الشعبية!

وهذا ليس جديدا! فالتكسب بالموسيقى سمة من سمات باريس.. والجديد الذى فاجأنى فى زيارتى الأخيرة للعاصمة هو الإعلان الذى وجدته معلقا داخل المحطات عن مسابقة مفتوحة للفنانين الهواة الذين يستطيعون أن يتقدموا لامتحان تشرف عليه لجنة من المحكمين المختصين لاختيار من تثبت كفاءتهم من المغنيين والعازفين.. وقد نظمت هذه المسابقة شركة مترو باريس!

وقد ساقنى الفضول للذهاب إلى المكان الذى أعلن أن المسابقة ستجرى فيه، فوجدت قاعة شبيهة بقاعة المسرح، أضيئت بأنوار مبهرة، ووضعت فى نهايتها منصة يحيط بها المحكمون ومعهم لجنة من العاملين فى المترو، بالإضافة إلى ممثلين لشركات الإنتاج وأجهزة الإعلام ومئات من الشباب المستفيدين لدخول المسابقة التى قدمت فيها أشكال وأنواع من موسيقات العالم القديمة والحديثة، الكلاسيكية والشعبية!

وهكذا استغلت شركة مترو باريس هذه الظاهرة وحولت موسيقى المترو إلى فن حقيقى تعطى فيه الشهادات وتساعد فى نشره شركات الإنتاج!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة