عشرات المتطوعين ينقلون رسائل شفوية ومقترحات للترضية
منذ اللحظة الأولى لإلقاء القبض على الخلية التى تم الكشف عنها لحساب حزب الله فى مصر و«رسائل الوساطة» بين مصر والحزب لم تتوقف.. هذا ما كشفت عنه مصادر دبلوماسية لـ«اليوم السابع» رفضت الكشف عن هويتها.
المصادر أكدت أن متطوعين كثر بالعشرات لهم مصالح مباشرة فى عدم تصعيد الموقف تباروا للقيام بدور الوسيط وحمل الرسائل الشفهية وغير الشفهية.
الجانب المصرى، منذ اللحظة الأولى، نفى احتمالات قبوله أى وساطة فى القضية التى يجرى بشأنها التحقيق فى نيابة أمن الدولة العليا مؤكدا أنها ستأخذ مسارها القانونى، المصادر قالت إن هذا حق مصر، فالشق الجنائى سيسير فى طريقة لكن بموازاته يوجد ملف سياسى تعمل عليه أجهزة سيادية بهدف تسوية المسألة بين حزب الله ومصر.
وذهبت إلى القول بأن فكرة الوساطة أمر مقبول من حيث المبدأ من الجانبين غير أن ثمة عقبة أمام إتمام الوساطة وإغلاق الملف السياسى.. هى: اختيار الشخص المناسب الذى سيقوم بالوساطة الذى ستقبل به مصر؟
والعلاقة بين مصر وحزب الله كانت جيدة إلى حد ما قبل العدوان الإسرائيلى على غزة، وكان اللواء عمر قناوى، مساعد مدير المخابرات قد التقى مسئولى الحزب فى لبنان فى العام الماضى، على نحو ما ذكرت تقارير صحفية. سوريا ورغم أنها عرضت على مصر القيام بالوساطة بينها وبين إيران، فإنها تحفظت على القيام بنفس الدور بين مصر وحزب الله على الرغم من علاقاتها القوية بالحزب، وهو ما بررته المصادر بأن الموقف مختلف، فحزب الله ليس دولة بل حركة مقاومة وموجه له اتهامات بالإرهاب، وأى وساطة فى هذا الوقت ربما تؤثر سلبا على جهود المصالحة بين مصر وسوريا، بعد أن خرجت سوريا من لعبة الوساطة الواضحة لم يبق أمام حزب الله إلا أن يختار شخصية لبنانية تكون مقربة من الجانبين، وهو ما وجده نصر الله فى شخصية نبيه برى، رئيس مجلس النواب اللبنانى ورئيس حركة أمل حليف حزب الله فى قوى 8 آذار، والذى يتمتع بعلاقات جيدة مع القاهرة. برى زار مصر فى أوج اشتعال الأزمة، وزيارته كانت تحمل رسائل من حزب الله لتسوية الخلاف بأقل الأضرار، وأشار المصدر فى هذا الصدد إلى أن برى من مصلحته تهدئة الموقف، حيث إن تلك القضية ربما تسهم فى خفض شعبية حزب الله فى الأنتخابات مما يؤثر على النتائج الانتخابية فى 7 يونيو المقبل.
حسن نصر الله نفسه، الأمين العام للحزب، سعى إلى احتواء الأزمة التى تسببت فيها تصريحاته، بل وقام بمغازلة الجيش المصرى صراحة فى خطابه قبل الأخير حين أشاد بأدائه ووطنيته هو والجيش السورى فى حرب أكتوبر المجيدة، أكثر من ذلك وبحسب المصادر ذاتها قدم لمصر عبر وسيط ورقة على بياض لتضع عليها الشروط التى ترضيها لغلق هذا الملف وإتمام المصالحة، وهو ما لم تمانع فيه مصر من حيث المبدأ، إلا أنه مازال هناك خلاف حول الشروط المصرية.
هذه الشروط كما قالت المصادر تضمنت إغلاق ملف قضية تنظيم حزب الله بمصر فى مقابل إعلان رسمى من الحزب وإيران بوقف أعمال الدعم العسكرى لقطاع غزة عبر الأراضى المصرية ومعبر رفح نهائيا، والتعهد بوقف أى نوع من أنواع الأنشطة التى تعتبرها القاهرة مساسا بالسيادة المصرية دون توضيح نوعية هذه الأنشطة، وهو ما اعتبره حزب الله جملة مطاطية وفى حاجة إلى توضيح.
المصادر ترى أنه بعد هدوء العاصفة الإعلامية المصرية على حزب الله والتى استمرت قرابة شهر أصبح الجو ملائما لكلا الطرفين للبحث فى تسوية الخلافات السياسية بينهما قبل تسويتها قانونيا.
اللافت أن مصر لم تعلن قرار الإحالة فى قضية حزب الله حتى الآن رغم التصريحات الإعلامية بأن التحقيقات انتهت فى القضية.
اللافت أيضا أن حزب الله أوقف كل حملاته الإعلامية على مصر، خاصة على موقعه الرسمى وقناة المنار الإعلامية، الذى اتخذ منهما وقت الأزمة قاعدة لإطلاق قذائفه ضد مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة