اندلاع الحرب الكلامية عبر الفضائيات والتصريحات الصحفية عقب هزيمة الزمالك أمام الإسماعيلى كانت المبرر الجديد كى يلطف الأهلى إخفاقه أمام جماهيره.. وربما تكون المرة الأولى فى تاريخ الأهلى العريق أن يشعر بالغبن والظلم ولا تجد حواراً إلا أنه مغلوب على أمره.. ونسيت حكومة الأهلى بقيادة حسن حمدى أن هناك ترهلا وضعفا وتفككا فى أوصال النادى الكبير ليس فى مجال كرة القدم فقط ولكن فى غالبية الألعاب الأخرى ولعل تفوق الزمالك فى كرة اليد والطائرة والسلة خير دليل على ذلك ناهينا عن تفوقه أيضاً فى مسابقات الناشئين.. ولأن الحوار الأهلاوى اتكأ على تبرير إخفاقه تحت رايات نظرية المؤامرة وبدأوا يحاولون كشف من يرتب ويخطط لإجهاض التفوق الأهلاوى فأخذ ذلك منهم جهداً كبيراً ولو أنهم فكروا وبحثوا بشكل عملى عن أسباب التدهور فى معظم الألعاب لكان ذلك أيسر سبيلاً لعودة انتصارات الأهلى الكبير ولأن الأغلبية دوماً هى المسئولة عن تطرف الأقلية فأنا أتهم الأهلى وإدارته بأنهم السبب الرئيسى فى أزمة معدلات الكراهية ضد فريق كرة القدم فى الفترات الأخيرة لأنه لم يستطع أن يصنع أو يجدد بدائل فى قوته الأساسية ألا وهى سيطرته على مفاتيح الإعلام المسموع والمرئى والمقروء.. فعلى سبيل المثال كانت قوة الأهلى الإعلامية تنطلق حملاتها فى جريدة الأهرام وقتما كانت هناك حالات وفاق وانسجام بين القائمين على صفحات الرياضة والإدارة الأهلاوية ولكن تلك القوى تفككت لأسباب متعددة فمنها من تغيرت ولاءاته إلى الفضائيات وآخرون شعروا بخيبة الأمل فى العلاقات القوية التى امتدت عبر سنوات وذهبت هباء وكان تصرف حسن حمدى رئيس الأهلى سلبياً.. ولم يعط اهتماماً لتلك القوى، ربما ألهته وشغلته الانتصارات الكروية تحت مظلة مانويل جوزيه، فى السنوات الخمس الأخيرة.
وجاءت أيضاً قناة الأهلى الفضائية؛ لتزيد حالة الاحتقان ضد الفضائيات الأخرى التى شعرت بمنافسة أو حالة احتكار الأهلى لمبارياته، عندما رفع شعار البث «الحصرى» لمبارياته؛ فأصبح الأهلى فى مرمى الخصومة ضد تلك الفضائيات، أو قل تحالفت تلك الفضائيات من أجل قتل فكرة المباريات الحصرية للأهلى، ونسيت تلك القناة الأهداف السامية التى خرجت من أجلها، بداية من زيادة شعبية الأهلى الكبير ومحاولات رأب الصدع فى الأماكن أو المحافظات التى تشعر بحالة ثأرية ضد النادى الكبير، فعلى سبيل المثال لم تجب قناة الأهلى فى أسباب كراهية جماهير الدراويش ضد الأهلى ولم يخرج الأهلى بكل مسئوليه لينفوا أو يعتذروا عن واقعة أن الأهلى رفض استضافة الإسماعيلى وقت التهجير فى نكسة 1967، وأزعم أن تلك الأزمة هى بيت القصيد لدى جماهير الإسماعيلى ولم تغازل تلك القناة الفضائية الأهلاوية جماهير الإسماعيلى، ولم تفتح حوارات معهم لتشرح لهم لماذا احترف معظم نجوم الدراويش داخل القلعة الحمراء، فليس من المنطق أن يرى الدراويش نجومه بركات وعماد النحاس وخالد بيبو وأحمد فتحى وسيد معوض ومحمد عبدالله وإسلام الشاطر ضمن صفوف الأهلى، دون أن نفك شفرة ما بين الاحتراف والهواية أو ما بين النظام الاحتكارى للاعب ونظرية سوق العرض والطلب.. ولذا فقد أصبحت قناة الأهلى عبئاً ثقيلاً وهماً جديداً لزيادة حالة الاحتقان ضد الأهلى الكبير.. وعموماً هناك أسباب كثيرة إذا تركها الأهلى فستبدأ شعبيته فى التآكل وسوف تتدهور نتائجه فى كل الألعاب.. وإذا كان هناك فصائل صغيرة تحاول التركيز وتجميع نفسها بعرقلة الأهلى ومسخ تاريخه الطويل والتركيز الدائم على تعرية بطولاته فكلها ستذهب أدراج الرياح إذا عاد الأهلى وعادت قوته بدءاً من تركيز رجال مجلس الإدارة بعد أن أصبحوا بعيدين كثيراً عن الأهلى بالطبع لانشغال غالبيتهم بأمور خارج الأهلى الكبير.