◄المعونة الأمريكية لمصر مستمرة ولن تنتهى وأمريكا تنوى توسيع اتفاقية الكويز قريباً
أكد أن تكلفة الصراع العربى الإسرائيلى تشكل عبئا على الاقتصاد العربى.. وأن وجود فرص سلام حقيقية سيرفع الدخل القومى للفرد.. وقال إن أمريكا لم تتأثر بشكل كبير بالأزمة العالمية.. وأن اقتصادها مازال هو الأقوى.. وأكد ضرورة أن تتخلى الدولة عن إدارة الصناعات الوطنية الفاشلة.. وأشار إلى ضرورة أن تعمل الدول العربية على إزالة الحدود بينها.. كل هذه القضايا وغيرها تحدث عنها رجل الأعمال شفيق جبر فى حواره لـ«اليوم السابع»:
هل هناك مردود إيجابى مباشر من زيارة أوباما على الاقتصاد المصرى؟
بدون شك، إذا وجد سلام حقيقى بالمنطقة العربية بين إسرائيل وفلسطين، وتوافق فى وجهات النظر بين الدولتين، وتحقيق استقرار فى أفغانستان، وقيام دولة عراقية حقيقية، سينجم عنه إيجابيات اقتصادية كبيرة جدا للجميع.
ولكن السلام لم يتم بعد حتى ننتظر جنى ثماره الاقتصادية؟
هذا ما جاء به أوباما، وألقى بيانه للإعلان عنه حتى يساعده العرب للبدء فيه، وعلينا أن نساعده فى ذلك، إذا أردنا جنى ثماره الاقتصادية.
وما فائدة السلام بين إسرائيل وفلسطين على الاقتصاد المصرى تحديدا؟
هناك دراسة حديثة صدرت منذ أيام لمجموعة فورسايت الاستراتيجية التى تعد من أكبر المراكز البحثية الدولية الرائدة فى آسيا ومقرها الهند تم فيه إجراء عملية حسابية مفصلة لرصد كلفة الصراعات فى الشرق الأوسط، وكيف يدفع ضريبتها الفرد العربى وكانت نتائجها رهيبة.
وكم تبلغ هذه الكلفة؟
الدراسة قدرتها حسابيا بـ1500 دولار سنويا كضريبة يدفعها كل فرد عربى من جراء الصراعات والحروب بالمنطقة.
وكيف يدفعها المواطن العربى؟
تحتسب من كل فرصة ضائعة يمكنها أن تصنع زيادة فى دخل الفرد العربى، فكل معبر للثقافات والحضارات ينغلق بفعل الحروب، يعد خسائر على العرب، وكل فرصة للمعرفة تضيعها الحروب على الشعوب المتصارعة هى خسائر اقتصادية فى الأصل.
هل تظن أن برنامج أوباما سينجح فى زيادة دخل الفرد؟
لو نجحنا فى إقرار السلام بالمنطقة بشكل حقيقى سيزيد دخل الفرد، وسيتمتع بفرص أفضل فى تحصيل الخبرات المختلفة فالصراع العربى الإسرائيلى فى المنطقة العربية له تأثير كبير على نسبة الدخل القومى لكل الدول العربية.
وما دخل الصراع فى الدخل القومى؟
الصراعات العربية تعطل الاستثمارات بين الدول، بالإضافة إلى النفقات الباهظة على الحروب التى تقتطع من الدخل القومى، فضلا عن ضياع العديد من الفرص الخاصة بتحصيل الخبرات والمهارات المختلفة نتيجة عدم الانفتاح على العالم الخارجى الذى تعجز عنه الشعوب المتحاربة.
ولكن هذا يعد بعيدا بعض الشىء عن الاقتصاد المصرى؟
ليس صحيحا، فالكل يعلم أن القرصنة الموجودة فى باب المندب أثرت بشكل مباشر فى حركة الاقتصاد وقللت من إيرادات قناة السويس بشكل ملحوظ، وهو ما أثر على انخفاض الدخل القومى المصرى بشكل كبير وجعل معدلات النمو تنخفض من أكثر من %7 إلى أقل من %4 فى أقل من عام .
ولكن معدلات النمو مازالت %4.2؟
أتوقع أنه بحلول نهاية العام الحالى ، تنخفض معدلات النمو إلى %3.
ولكن الصراع العربى الإسرائيلى صراع سياسى، والقرصنة عمليات إجرامية؟
أسباب تفشى ظاهرة القرصنة من قبل الصوماليين، أنها نتائج غياب الدولة المركزية هناك منذ سقوط نظام سياد برى عام 1991، حيث لا توجد القوة الحكومية التى يمكنها منع القرصنة، والسيطرة على الشواطئ وتوظيف الطاقات العاطلة، ويقال إن معظم القراصنة كانوا جنودا سابقين فى البحرية الصومالية أيام حكم الرئيس الصومالى السابق، فهل هذه ليست مشكلات سياسية.
هل تنادى بالانفتاح على العالم وإلغاء الحدود بين الدول؟
لو حدث اتفاق بين الدول العربية على ذلك، ولو ألغى العرب الحدود فيما بينهم، لاستطاعوا تكوين قوة مركزية هائلة كما فعل الأوروبيون لكن الصراعات العربية الداخلية تحول دون ذلك.
ولكنك تتطلع إلى إلغاء الحدود بين العرب وأمريكا فكيف ترى ذلك فى مصلحة العرب فى ظل الأزمة التى أطاحت بالاقتصاد الأمريكى؟
رغم وجود أزمة بالاقتصاد الأمريكى ،إلا أنه مازال الأقوى عالميا على الإطلاق ومن مصلحة أى دولة أن يكون لها علاقات تجارية أو استثمارية ناجحة مع أقوى اقتصاد فى العالم.
أظن أن قوة أمريكا اقتصاديا اهتزت أخيرا ولم تعد القوى العظمى كما كانت؟
ما زالت أمريكا رغم الكبوة الاقتصادية لها الغلبة فى الاقتصاد العالمى وهذا يتضح من لغة الأرقام فإجمالى اقتصاد العالم يمثل 54 تريليون دولار، تمثل منه أمريكا 14 تريليون دولار، وهى نسبة كبيرة تستحوذ عليها فى عز الأزمات.
تطلع أوباما إلى تحويل العلاقات المصرية إلى شراكة حقيقية فهل يعنى ذلك إلغاء المعونة الأمريكية؟
المعونة الأمريكية مستمرة لمصر، ولن تنتهى، وأظن أن أوباما يقصد بالشراكة إضافة أشكال أخرى من التعاون بين مصر وأمريكا.
وما هى هذه الأشكال؟
نحن نحتاج بشكل كبير التعاون الأمريكى فى برامج توطين الصناعات وبرامج دعم التكنولوجيا وصناعة مكونات الصناعة الأساسية بالإضافة إلى مجال البحث العلمى.
وهل يعنى ذلك تعديلا فى بعض الاتفاقيات المصرية الأمريكية؟
أى اتفاقيات؟
اتفاقية الكويز مثلا، ألا ترى أنها تحتاج تعديلا لتقليل نسبة المكون الإسرائيلى؟
بالعكس، فأمريكا تنوى توسيع اتفاقية التعاون فى الكويز خلال الفترة القادمة.
ألا ترى أن ذلك سيؤثر بالسلب على الصناعة النسيجية الوطنية؟
بالعكس هذا سيؤثر بالإيجاب على المصانع التى تعمل بنظام الكويز فى ارتفاع معدلات التصدير.
أنا أقصد المصانع الحكومية وليس الخاصة؟
ومن الذى قال أن تبقى هذه المصانع فى أيدى الحكومة لتديرها ،فإدارة الحكومة لمصانع النسيج، أثبتت فشلها من وقت طويل ومع ذلك مازالت مصر تتمسك بها.
هل تنادى أن تبيع الحكومة كل الشركات، ولا يبقى لها حق فى إدارة شىء؟
ومن قال أن تبيع الحكومة السمك المشوى والفاكهة، هل هذه أعمال حكومات، والأصل أن من يثبت فشله فى إدارة شىء يتركه لمن يعرف فن إدارته.