اللواء محمد النبوى إسماعيل أحد أهم وزراء الداخلية المصريين، حيث عاصر أحداثاً جساماً أثناء توليه مهمة الأمن، وهو من مواليد حى الدرب الأحمر الشعبى بالقاهرة، وتخرج من مدرسة الشرطة فى العام 1946، قبل أن تصبح كلية ثم أكاديمية الشرطة، وعمل فى الأمن العام ضابطاً بأقسام الشرطة المختلفة بالقاهرة، ثم انتقل للعمل فى المباحث الجنائية، ثم عمل فى جهاز مباحث أمن الدولة، قبل أن يتولى منصب مدير مباحث النقل والمواصلات.
عمل بمكتب وزير الداخلية قبل أن يتم تعينه نائبا للوزير فى فبراير من عام1977، وبعد ستة شهور من ذلك اختير وزيراً للداخلية، ثم نائبا لرئيس الوزراء، ثم وزيرا للحكم المحلى حتى العام 1982.
رغم أنه تعرض لمحاولة اغتيال فى 13 أغسطس 1987 عندما أطلقوا النار على شرفة منزله، ولجأوا إلى هذه الطريقة، نظرا للحراسة المشددة على المنزل بشارع جامعة الدول العربية، وفر الجناة بدون تحقيق أى نجاح.
وخلال شهر سبتمبر 1987 تمكنت قوات الأمن من الوصول إلى التنظيم، وقتل محمد كاظم أبرز عناصر التنظيم فى مواجهة الشرسة، وألقى القبض على يسرى عبد المنعم وهرب مجدى الصفتى زعيم التنظيم ومعه عبد الله حسين أبو العلا وجميعهم من الوجوه الجديدة على ساحة العنف فى مصر، وبلغ عدد المتهمين فى التنظيم 33 متهماً قدموا جميعاً للمحاكمة.
وبهذا أكدت المحكمة الحكم السابق الذى أصدرته محكمة أمن الدولة التى كانت عاقبت المتهمين فى 2 سبتمبر 1989 بالأشغال الشاقة المؤبدة غيابياً، وتأييد الحكم عليهم حضوريا.
قال اللواء النبوى اسماعيل نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية المصرى الأسبق، إن الأزهر لا ينتج متطرفين أو إرهابيين، مستشهداً فى ذلك بأن عدد المتهمين خريجى الأزهر فى التنظيمات الإرهابية لا يزيد عن بضع أشخاص لا يشكلون حتى نصف بالمائة من مجمل الذين أدينوا أو اتهموا فى تنظيمات وأنشطة إرهابية، مبرراً ذلك بأن الأزهر مدرسة عريقة فى التسامح، وفهم المقاصد الكلية للشريعة الإسلامية، خلافاً لهؤلاء الذين تلقوا معلوماتهم من مصادر غير موثوقة، ولا متخصصة فى العلوم الشرعية، وبالتالى "يمكن القول بكل بساطة إن الأزهر مؤسسة ضد التعصب والتطرف" على حد تعبيره.
وكشف النبوى إسماعيل عن تفاصيل جديدة حول اغتيال الرئيس المصرى السابق أنور السادات عام 1981، حيث أكد أنه كان يتوقع اغتيال السادات فى هذا اليوم، وأنه أبلغ السادات بذلك، وقدم له بعض القرائن التى تؤيد وجهة نظره، لكن السادات طمأنه بأن الأعمار بيد الله، وأشار النبوى إلى أن وزارة الداخلية كانت تمتلك شريط فيديو يصور أعضاء جماعة الجهاد، وهم يجهزون لعملية المنصة، وتحدث عن احتمالات وجود أصابع أجنبية وخارجية وراء الحادث، ربما تكشف الأيام المقبلة عن تفاصيلها.
وأضاف، "إننى أثناء حادث المنصة، كنت أدرك أن السادات سوف يغتال فى منصة العرض العسكرى من منطلق معلومات توافرت لدى، فضلاً عن الحسابات والرؤية الموضوعية، فقد سبق العرض العسكرى بعدة أسابيع أن أرسلت للرئيس الراحل شريط فيديو بالصوت والصورة لمجموعات إرهابية من تنظيم الجهاد كانت تفحص الأسلحة، وسأل أحدهم زميله: لمن ستكون الرصاصة الأولى، فأجابه بأنها ستكون فى صدر السادات".
وكشف أنه عشية حادث المنصة 5 أكتوبر 1981، أجرى اتصالا بالرئيس السادات وحذرته من طول الطريق من منزله إلى المنصة، واحتمال أن تقوم مجموعة إرهابية من الهاربين المطلوب ضبطهم بالصعود على مبنى وإطلاق الرصاص والقنابل أو تفجير الركب، لكن السادات طمأنه مؤكدا أن الهاربين سيحاولون الاختفاء، خاصة بعدما تناولهم فى خطابه، لكن النبوى كشف للسادات عن أن أحد مصادره السريين التقى عبود الزمر، وعلم منه نية تنظيم الجهاد فى القيام بعمل كبير بعد اكتشاف أمرهم. ويقول النبوى إن السادات أبدى انفعاله من هذا الأمر، لكنه قال: "يانبوى ماتخافش بكره يعدى على خير إن شاء الله، ويضيف النبوى أنه كرر تحذيره للرئيس، مؤكدا أن عبود الزمر لم يتم ضبطه حتى الآن، فأكد السادات له: لا تقلق وتصبح على خير.
ويروى النبوى حديثاً دار بينه وبين الدكتور فؤاد محيى الدين رئيس الوزراء عام 1981 قبل حادث المنصة بيوم واحد، ويقول إنه ركب سيارة فؤاد محيى الدين أثناء عودتهما من المطار، وسأله عن الوضع الدستورى فى حال اغتيال السادات فى ساحة العرض العسكرى غداً، وأن محيى الدين استمهله حتى يقرأ الدستور.
وحول وجود رصاصة أطُلقت على السادات من الخلف فى منصة العرض العسكرى، قال النبوى: "لقد سمعت شيئا من ذلك، لكنى لست متأكدا منه، لأننى لم أدخل غرفة العمليات، لكنى سمعت من الأطباء أن الرصاصة القاتلة انطلقت إلى صدره، واخترقت أحد النياشين الكبيرة ونفذت إلى صدره.
ويروى النبوى اللحظات الأخيرة بعد نقل السادات من المنصة إلى مستشفى المعادى، ويقول: توجهت للمستشفى، حيث كان نائب الرئيس حسنى مبارك يجلس فى غرفة مجاورة لغرفة العمليات، وقابلت الدكتور مصطفى المنيلاوى كبير أطباء مستشفى المعادى وكان خارجاً من غرفة العمليات، وسألته عن حالة السادات، فأكد خطورة الموقف وأنه فى حكم المنتهى، ثم أخبرنا كبير الجراحين الدكتور عبد المجيد لطفى إن السادات فى حكم الميت لكن لا يمكن الإعلان قبل توقف المخ، وإن السيدة جيهان السادات قالت: فهمت وعليكم الآن أن تشوفوا مصر.
ويختتم اللواء النبوى قائلاً، أذكر حين كنت وزيراً للداخلية سألنى صحفى أجنبى عقب ضبط تنظيم إرهابى، أنه لاحظ أنه بين التنظيمات التى يتم ضبطها، أن طلبة الجامعات الذين ضبطوا ليس بينهم طالب واحد من جامعة الأزهر.. وسألنى عن السبب، فأجبته: طلبة الأزهر يدرسون علوم الدين، ويتعمقون فيها، وإن من يفهم الدين الإسلامى الصحيح حق الفهم لا يمكن أن يكون إرهابياً.
النبوى إسماعيل.. توقع اغتيال السادات وفشلت الجماعات الإسلامية فى اغتياله
الإثنين، 15 يونيو 2009 03:51 م
اللواء محمد النبوى إسماعيل