يمكنك إضافة اسم عائلتك ضمن أجندة هذه الصفحة، اكتب إلى محمد الجالى على m.eljaly@youm7.com
◄«أمل دنقل» كان إماماً وخطيباً.. ثم تمرَّد على تقاليد القرية بعد أن وجد تناقضًا بين ما يقال فى المساجد وما يحدث فى الواقع
«لا تصالح.. فليس سوى أن تريد.. أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد.. وسواك.. المسوخ»
الكلمات السابقة من قصيدة «لا تصالح» لأمير شعراء الرفض «أمل دنقل» الذى منح عائلته شهرة من المحيط إلى الخليج.
عائلة «دنقل»، هى إحدى تفريعات عائلة حسين، التى تنتمى إلى «العقلية»، إحدى تفريعات قبيلة «الإمارة» المعروفة حسب المأثور أنها تنتسب لأحد أبناء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وهذه القبيلة القادمة من شبه الجزيرة العربية إبان الفتح الإسلامى لمصر، لا تتركز فى قرية القلعة التابعة لمركز «قِفط» بمحافظة قنا فحسب، بل تنتشر على اختلاف التعداد والعادات والتقاليد فى القاهرة والسويس وسوهاج وأسوان، وينتشر اسم «دنقل» فى التسلسل العائلى لدى أبنائها، فربما تجد اسم الجد أو الأب أو الابن «دنقل»، وهذا من وجهة نظرهم تخليد وحفاظ على هذا اللقب.
«دنقل الكبير»، أنجب فى عمره القصير، أحد عشر ولداً أشهرهم إبراهيم دنقل أحد علماء الأزهر الشريف فى نهاية القرن التاسع عشر، وحامد دنقل من كبار الأعيان والتجار فى الصعيد، ويعتبر الابن أحمد دنقل أول عمدة لقرية القلعة بعد فصل هذه القرية عن مدينة «قفط» نهاية القرن الـ 19، وقد نال العمدة أحمد «البكوية» من الخديو عباس حلمى الثانى ووسام الكمال من السلطان حسين كامل، وأصبح عضواً فى مجلس شورى القوانين لفترة فى الحقبة ذاتها، ومن أحفاد دنقل أيضا العمدة حسن بك دنقل الحاصل على وسام الإجلال من السلطان حسين كامل، وطبقت عليه قوانين تحديد الملكية فى الستينيات وكان قبلها عضوا بديوان مديرية قنا، وهو شقيق المرحوم أبوالوفا بك دنقل رجل المال والأعمال الشهير -وقتها - ومؤسس شركة أتوبيس الوجه القبلى، ويرجع إليه الفضل فى مدّ خطوط المواصلات إلى قرى الصعيد من أسوان وحتى القاهرة، مرورا بمحافظات مثل السويس والبحر الأحمر وذلك فى ثلاثينيات القرن الماضى، وكان عضوا بآخر مجلس نواب قبل الثورة وعضوا فى أول مجلس أمة بعد الثورة عام «957» وأُممت شركاته سنة 1964.
أنس دنقل، شقيق الشاعر الكبير الراحل أمل دنقل من قيادات آل دنقل، كان عضوًا فى مجلس الشعب، وله اهتمامات ثقافية، وهو «الأخ الأصغر» للشاعر الراحل، شهد معه سنوات الإبداع وسنوات المرض، سألناه: كيف تشكلت الموهبة الشعرية لدى الراحل «أمل دنقل»؟، فقال: «اسمح لى أن أتحدث عن الوالد أولاً، لأننى أعتقد أنه السبب الأساسى فى تكوين الحاسة الشعرية لأمل، حيث إن الوالد خريج كلية اللغة العربية جامعة الأزهر عام 1938 وبعدها حصل على العالمية وهى تساوى الدكتوراه حاليًا عام 1940، وتوافق ذلك مع ميلاد أمل ولذلك أطلق عليه اسمًا مركبًا هو «محمد أمل» تيمنًا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، و«أمل» لأن الوالد قد حصل على العالمية وأنهى تعليمه فى هذا الوقت، حيث كان شاعرًا ووفديًا كذلك وقصائده كانت ترجمة للظلم الواقع على المزارعين الصعايدة، والفساد، وكانت تنشر فى جريدة «المصرى» وقتها، وكذلك قصائد عن الجوع والفلاح المصرى، وعن الدعوة للجهاد ضد اليهود فى فلسطين، بالإضافة إلى قصائد غزل، وأصيب فى حادث سيارة عام 1946، وتم على إثره نقله من القاهرة حيث كان يعمل مدرسًا للغة العربية هناك إلى محافظة قنا، وكان «أمل» مرافقًا لوالده بالقاهرة وحصل على الشهادة الابتدائية منها وعاد مع والده إلى قنا وهو من مواليد محافظة قنا أصلاً، والوالد توفى عام 1950، وقتها كان «أمل» يبلغ من العمر عشرة أعوام وعمرى أنا كان عامًا واحدًا وكانت لنا شقيقة أكبر منى عمرها ثلاثة أعوام، وفى عام 1953 كتب أمل الشعر العمودى وهو طفل لم يتجاوز الـ13 عامًا, وتقرأ شعره فى هذه المرحلة وكأنه شاعر أزهرى كبير.
يتابع النائب أنس حديثه عن شقيقه الشاعر «أمل»: حرب1956 هى بداية ظهور صوت أمل الوطنى حيث كتب قصيدة بعنوان «القنال العائد» وكان يطبق فيها الاتجاهات الحديثة فى الشعر ووقتها كان عمره 16 عامًا، وبالمناسبة «أمل» من مواليد سنة 1940.
وعمن تأثر به الراحل أمل فى صباه، يقول أنس: «كان يلفت نظرى ونحن فى سن صغيرة أن أمل كان لديه مخزون من الورق كله قصاصات من مجلة «الإذاعة» لمحمود حسن إسماعيل يقصها ويحتفظ بها ضمن ورقه المهم، يعنى يمكن القول بأن الشاعر محمود حسن إسماعيل هو الأب الروحى لأمل وتأثر به تأثرًا كبيرًا، وبعد حرب 1956، بدأ حياته شاعرًا شديد «الكلاسيكية» وكان ينتمى للطرق الصوفية وكان يكتب الشعر الدينى ويخطب الجمعة.
سألناه: معنى ذلك أنه كان شديد التدين.. فلماذا لم يبق على حاله؟
أجاب: «أعتقد أنها نتيجة ظروف خلافات مع الأهل لأنه وجد تناقضًا بين الكلام فى المساجد والواقع فى الشارع، فأصبح هناك نوع من التمرد والثورة حتى على مستوى الأشكال القديمة للشعر».
سألناه: هل تتذكر واقعة معينة أحدثت نقلة نوعية فى تاريخ أمل الشعرى؟
أجاب: سنة 1959 كانت هناك مجلة اسمها «المساء» وكان يشرف على الصفحة الأدبية فيها شاعر سودانى اسمه «جيلى عبدالرحمن» وفى ذلك الوقت خصص نصف صفحة ونشر بها قصيدتين: الأولى لأمل بعنوان «أوجينى» عن حفر قناة السويس، والثانية لعبدالرحمن الأبنودى بعنوان «النعش طار» بصورتين لأمل والأبنودى وكتب تحتهما: انتظروا هذين الشاعرين سيصبحان من شعراء الغد، وأيضًا كتب تعريفًا لهما، ثم بعد ذلك بدأ ينشر فى صحيفة الأهرام فى الملحق الأدبى لها سنة 1961 وكان يشرف على الملحق الأدبى وقتها الدكتور لويس عوض.
سألناه: «أمل» كان أكثر انتماءً للمدينة أم للقرية؟
قال: «بصراحة.. احنا كنا عايشين مع بعض فى قنا فى المدينة لأن الوالد كان يعمل مدرسا فى قنا لأن القرى فى ذلك الوقت لم تكن بها «مدارس» وبعد وفاة الوالد استمرت إقامتنا بالمدينة، لكن «أمل» كان يعشق المدينة ولا يحب القرية ولا حتى «تفكيرالقرية»، ويمكن السبب فى ذلك رحيله للقاهرة حيث كان يعتبر القيم التى نعتبرها نحن «أصيلة» موجودة فى المدينة مثل القرية تمامًا، بل إنه كان يرد على من يروجون عن المدينة بأنها «مادية»، بقوله: «فإن القرية أيضًا بها أناس ماديون».
الجيل الحالى من عائلة «دنقل» منتشر على امتداد الجمهورية، وفى معظم المواقع القيادية مثل اللواء رفعت دنقل والمرحوم اللواء محمد أبوالوفا دنقل مساعدى وزير الداخلية، والعميد عبدالباسط دنقل بأمن الدولة والعميد رمضان دنقل مفتش أمن الدولة بالوادى الجديد وغيرهم العشرات والعشرات من ضباط وقيادات وزارة الداخلية فى جميع المواقع.
والعائلة أيضا مرتبطة بالعمل السياسى والشعبى، ويظهر ذلك من خلال أعضاء مجلسى الشعب والشورى مثل الدكتور أحمد دنقل عضو مجلس الشورى عن دائرة قنا فى نهاية الثمانينيات وحاليا المهندس عبدالفتاح دنقل عضو مجلس الشورى عن نفس الدائرة لمدة أربع دورات، وفى فرع السويس الحاج رمضان أبوالحسن دنقل عضو مجلس الشعب عن دائرة الأربعين فى برلمان 1990، وحتى برلمان 2000 لدورتين متتاليتين، وكان وكيلاً للجنة التعليم بمجلس الشعب وكان رئيسا لحى الجناين بالسويس وأمينا عاما للحزب الوطنى الديمقراطى فى المحافظة لفترة تقارب السنوات العشر، وقد رشحه الحزب الوطنى لعضوية مجلس الشعب عام 2005 ووصل لمرحلة الإعادة لكن لم يحالفه التوفيق، وكذلك النائب رفعت بشير عضو مجلس الشعب عن السويس فى دورات 1990 و2000 و2005، وهو زعيم المستقلين وعضو اللجنة العامة بمجلس الشعب وهو من قيادات وزارة البترول وزوج كريمة العمدة عبدالحليم دنقل.
وفى قنا كذلك الراحل الدكتور عصمت عبدالحليم دنقل وكيل وزارة الصحة بقنا سابقاً، والأستاذ الدكتور محمود دنقل رئيس نادى أعضاء هيئة تدريس جامعة جنوب الوادى، وأيضا المهندس خالد دنقل أحد قيادات وزارة البترول.
ترتبط عائلة دنقل بصلات نسب ومصاهرة مع أغلب العائلات الموجودة بالصعيد والسويس والقاهرة، والطريف، كما يحكى كبار العائلة أنه فى السابق كانت الأم هى التى تذهب وتختار «عروسة» لابنها فيقدمون لها الأكل فإذا لم ينل إعجابها أو لم يطعموها أصلاً، ترجع إلى ولدها مبدية عيوبا كثيرة على من يريد الارتباط بها فتفشل الزيجة والعكس.
وحتى عام 1967 لم يكن لدى العائلة تلميذة واحدة فى التعليم، وكانت هناك تلميذة وحيدة من عائلة أخرى فى مدرسة البراهمة بالقلعة، وكان الأستاذ «كمال حِجْزِى» يوصلها فى الصباح مثل الحارس وكانت بمثابة «هدى شعراوى» فى القرية فى ذلك الوقت، لذلك فتعليم البنات فى هذا الوقت كان أمرا غير مقنع، حتى تغير هذا الفكر مع قدوم المهاجرين من السويس بعد نكسة يونيو 67، حتى إن أهل البلدة فوجئوا بالفتيات يذهبن إلى المدارس ويتعلمن، مما اضطرهم إلى الاقتداء بالمهاجرين «السوايسة».
وواضح أن عائلة دنقل تهتم بالمناصب القيادية، فهى منذ 1850 لديها الشيخ محمود على حسين وهو ابن عم دنقل، ومع قدوم الإنجليز تحولت المشيخة إلى العمدية وأول بداية لها عام 1890 ممثلة فى العمدة أحمد دنقل.
لمعلوماتك...
◄من العائلة
- أحمد أبوالوفا دنقل، رجل أعمال.
- أسامة رمضان دنقل، رجل أعمال.
- م. حسن رفعت دنقل، رجل أعمال.
- العمدة عزت عبدالحليم دنقل، عضو جمعية منتجى القصب.
- يوسف دنقل، عضو مجلس محلى البحر الأحمر.
- مقدم خالد العمارى دنقل، بشرطة السياحة والآثار بالقاهرة.
- م. محمد أبوالوفا دنقل، مدير عام مبيعات بشركة أسمنت أسيوط.
- رمضان عطا دنقل، مدير بضرائب مبيعات البحر الأحمر.
- د. رجاء أبوالوفا دنقل، مدير عام التأمين الصحى بقنا.
- د. عبير أبوالوفا دنقل، أستاذة بكلية التربية بالغردقة.
- رائد أحمد دنقل، ضابط أمن دولة.
- عميد رمضان دنقل، مأمور قسم سيدى جابر
- رائد أحمد دنقل، ضابط أمن الدولة بإسنا.
- م.أبوالسعود دنقل، نائب رئيس شركة النصر للتعدين.
- مصطفى دنقل، وكيل النيابة الإدارية بقنا.
- عبدالحليم دنقل، عمدة وأزهرى مثقف ورجل صلح بين العائلات.
- مغربى الصغير دنقل، بالتربية والتعليم.
من قبيلة «الإمارة» التى يمتد نسبها إلى أحد أبناء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
آل دُنقٌل.. أمراء الشِّعر والسياسة وأصحاب المناصب القيادية
الخميس، 18 يونيو 2009 09:05 م
تصوير ياسر عبدالله
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة