إذا أراد اتحاد الكرة والسادة المسئولون عن الرياضة المصرية أن يعيدوا المنتخب المصرى إلى مساراته الصحيحة التى كانت بالأمس القريب مصدر سعادة المصريين بعد الانتصارات المدوية على المستوى الأفريقى فعلينا أن نفتح الملفات المسكوت عنها والتى تسببت فى حالة الغليان أو الصراع المكتوم والذى لا يفصح عنه أحد أو قل إن النوايا لم تعد خالصة بل باتت نوايا مشكوكا فيها بين أعضاء الجهاز الفنى جميعاً وتحولت إلى شلل أو جزر صغيرة داخل الجهاز الفنى.
أولاً.. جاءت تصريحات شوقى غريب المدرب العام للمنتخب قبل مباراتنا أمام زامبيا فى افتتاحية المباريات المؤهلة لتصفيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا صادمة حينما «قال» أنه يأمل أن يتولى قيادة المنتخب كمدير فنى ويقتنص كرسى حسن شحاتة وأزعم أو أؤكد أن هذا التصريح فتح شرخاً كبيراً فى جدار العلاقة بين المدير الفنى والمدرب العام، حتى أن باقى أفراد الجهاز الفنى لاحظوا ذلك فى تصرفات شحاتة قبل لقاء زامبيا ولم يتدخل أحد لفض هذا الخلاف وظل مسكوتاً عنه ومر عليه الجميع مرور الكرام وانتهز بعض الذين يعشقون الصيد فى الماء العكر هذا التصريح وظلوا يشعلون النيران حتى أن أحدهم صرح فى الغرف المغلقة أن هناك اتفاقا يدعمه هانى أبوريدة نائب رئيس اتحاد الكرة لكى يتولى شوقى غريب مسئولية الجهاز الفنى، وحلل أحد الخبثاء تصريحات المدرب العام بأنها لم تكن بغير قصد، ولكنه يعرف جيداً ما يقوله وإذا لم يكن مدعوماً ما كان قال تلك التصريحات الغريبة فى الوقت الصعب قبل لقاء زامبيا.. ولذا فعلى السادة المسئولين فتح هذا الملف وتعقبه سريعاً وعودة زرع الطمأنينة فى قلب حسن شحاتة.
ثانياً: الصراع الآخر المسكوت عنه فى الجهاز الفنى يتأتى فى حالة الزج دوماً بأسماء الصحفيين الملاكى الذى يعتمد عليهم كل فرد فى الجهاز الفنى فأصبح الجهاز المعاون للمدير الفنى يستقوى أمام المدير الفنى بمعرفته والتصاقه ببعض الصحفيين الذين ينفذون ما يريده فى الوقت الذى يراه.. حتى أن معظم جلسات الجهاز الفنى أصبحت لا سيرة ولا كلام إلا عن المشاحنات والمكايدات التى يحاول بعضهم البعض تكبيرها أمام شحاتة وذلك بالظهور الفج عن طريق التليفونات فإذا جلست مع الجهاز الفنى تشهد مباراة بين أعضاء الجهاز المعاون فى كثافة وكمية التليفونات من الصحفيين وتجد علو الأصوات بكشف كل اسم صحفى وحالة الفشخرة والزهو التى يظهر بها مدرب أو مساعد مدرب كى يؤكد لشحاتة أنه حصانة قوية له فى الصحافة لعلمهم وتأكدهم أن المدير الفنى لا يهتم كثيراً بهذا الشأن.. وأزعم أنه آن الآوان أن يفض زاهر ورفاقه فى مجلس اتحاد الكرة هذا الصراع الصغير وتلك الفشخرة الكاذبة ويؤكدوا أنه لا حصانة للمدير الفنى سوى التركيز فى نتائج المباريات القادمة.
ثالثا: أمامنا فرصة ذهبية فى كأس العالم للقارات وأزعم أن أقوى فرصة لكى تعيد لم الشتات بين الجهاز الفنى واللاعبين فى المباريات الثلاث أمام البرازيل وإيطاليا والولايات المتحدة.. لابد أن نحدد أهدافنا بوضوح.. ماذا نريد فى تلك المباريات، علينا أن نستثمر هذه اللقاءات لكى يركز شحاتة وجهازه المعاون على 14 لاعباً فقط يشاركون وينفذون الخطط وعلينا أيضاً أن نحل لغز استبعاد ميدو فالغريب والغير مفهوم حتى الآن أن عماد متعب قد استبعد للإصابة وكذلك عمرو زكى المستبعد لظروف خاصة به لم يوضحها أحد حتى الآن إذا كان هارباً أو مصاباً فكان الأولى والأصح أن نضم ميدو حتى لو كان بعيداً كما قال أحد أفراد الجهاز الفنى عن المباريات فكانت فرصة كأس العالم للقارات كافية أن يستعيد لياقته البدنية والذهنية.
وأزعم إذا خلصت النوايا وفتحنا كل الملفات المسكوت عليها فسوف ينعكس ذلك سريعاً على أداء اللاعبين لأننا مهما اختلفنا فنحن نملك قاعدة جيدة من اللاعبين على مستوى عال.. ينقصهم عودة الانسجام وكيفية ولادة طموح جديد لهم وذلك لا يتأتى إلا من داخل نفوس الجهاز الفنى عندما يعودون أسرة واحدة وطموح واحدة وهدف واحد.