مش عايز أبقى متشائم والناس كلها فرحانة، ومش عايز حد يقولى أنت عايز إيه، ما تسيب الناس فى فرحتها وما تنكدش عليها، والله أنا فرحان وهأموت من الفرحة أنا كمان، مش ممكن يعنى نفوز على إيطاليا ونطلّع روح البرازيل وأبقى زعلان يعنى.
فرحان، بس فى حاجة غريبة، لازم أعرفها، هو لازم يعنى اللاعيبه تقعد فى معسكر طويل عشان يلعبوا كده، لازم نحطهم فى «حضّانة» عشان يطلعوا اللى عندهم.
ناس كتير اتكلمت فى الموضوع ده، بس ما حدش مقدر خطورة الموضوع، يا جماعة المنطق ده ما ينفعش أبدًا، المشكلة كمان أن لاعبى المنتخب أصبح لديهم نفس القناعة، فى أغلب تصريحاتهم فى جنوب إفريقيا بيقولوا إننا فى التجمعات بنكسب وبنطلع كل اللى عندنا، وغير كده ما بنأديش بنفس المستوى، طيب، نعمل إيه يعنى؟ مش فاهم، نعملكوا معسكر قبل كل ماتش فى تصفيات المونديال تقعدوا فيه شهر مثلاً، نوقف الدورى ونخلى المحترفين يسيبوا أنديتهم عشان نعرف نلعب ونوصل كأس العالم.
المنطق نفسه غلط، حتى لو حصل قبل كده أكثر من مرة، ما ينفعش تبقى القاعدة العامة أننا «نلم» اللاعيبه كلها فى «حضّانة»، عشان نقعد نحفظ فيهم الخطط وطريقة اللعبة، فكرة المعسكر حلوة وجميلة، ماشى، اللاعيبه بيقربوا من بعض وبيحمسوا بعض، بيصلوا وبيخرجوا مع بعض، حلو بردو، بس إيه الحل يعنى؟، ما ينفعش نلعب كورة «بجد» غير لما نتجمع فى معسكر؟.
المشكلة بصراحة، ملهاش علاقة بالمعسكر ذاته، ولكن ليها علاقة بثقافة الالتزام، اللى لاعيبتنا المحليين ما بيعرفوهاش غير فى المعسكرات ديه، معلش يعنى، اللاعب المحلى هنا مع فريقه، بيخرج وقت ما هو عاوز ويرجع وقت ما هو عاوز، صعب أوى تسيطر عليه، لأنه ما عندوش ثقافة الاحتراف أو الالتزام اللى بتتحقق فى المعسكرات ديه.
اللاعب اللى بيخرج وقت ما هو عايز، ويرجع وقت ما هو عايز من معسكر فريقه، واللاعب اللى بيحتاج على الأقل يومين عشان يتأقلم ويدخل فى جو المعسكر، صعب أوى يعرف فى التجمع العادى اللى ما بيزيدش عن أربعة أو خمسة أيام أنه يلتزم باللى هايقوله المدرب، ويأديه بالطريقة المثالية.
بردو، جزء كبير أوى من نجاح اللاعبين فى المعسكرات، يرجع لثقافتنا كمصريين، إحنا شعب «عشرى»، بنحب اللمة، وما بنطلعش اللى عندنا غير لما نبقى مبسوطين ومستريحين ووسط ناس بنحبهم، لاعيبتنا عندهم نفس الثقافة، طبيعى أوى أن «اللمة» يكون ليها مفعول السحر فى أدائهم.
الحل، بجد، ومن غير أى مجاملات، أن المنظومة تتغير، لازم يبقى فيه احتراف فى الفكر، لازم اللاعب يتعود على الالتزام، مع ناديه، الأندية لازم تكون أكثر احترافية فى التعامل، واللاعيبة عليهم مسئولية كبيرة هما كمان، عشان ما يبقاش العالم كله فى وادى واحنا فى وادى.
كلمة أخيرة، واجب علينا الإشادة بالمعلم حسن شحاتة وباللاعيبة، مش عايزين ننتقص من حقهم، أو نقلل من إنجازهم، ويارب يستمروا على نفس الأداء فى تصفيات كأس العالم ونتأهل للمونديال.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة