أنواع الوباء المرضى معروفة، وحتى أى مستحدث منها قد يظهر مصل واق له أو ينتهى إلى لا شىء، لكن ما أخطر الوباء الذى يصيب العقل والفكر.
ومن الواضح للعيان أن الفيس بوك من نوعية الوباء العقلى والفكرى، فهو يوسع شقة الخلاف بين أبناء الوطن الواحد من خلال مواضيع تافهة تطرح، وتتم مناقشتها، ومجموعات تنسب إلى نفسها الثورية وهى مجموعة من الجبناء، وربما مجموعة من المحبطين..
وللأسف الشديد دون أن تدرى تصلك يوميا عشرات الرسائل على بريدك الإلكترونى، وما تحمله من أفكار لا تتماشى مع الحقيقة أو أرض الواقع، فخلقت جيلا من الجبناء أو المنزوين والمتقوقعين خلف شاشة حاسوبهم بسلبية شديدة وكأن الوطن ليس وطنهم، وأنه قد خيل إليهم أن الفيس بوك وسيلة التغيير لسوءات المجتمع وعوراته، دون المشاركة الحقيقية بإيجابية من خلال التفاعل مع الأحزاب الموجودة وأيضا جمعيات العمل الأهلى المدنى وتقويتها حتى تشكل قوى ضغط حقيقية على النظام القائم للاستجابة إلى متطلبات التغيير.
لو ظل الحال كما هو عليه فى أنفلونزا الفيس بوك دون تفاعل حقيقى من الشباب فى المشاركة فى مناقشة القرار وصنعه، فلن يكون لهم أى مستقبل، وسوف تظل أفكارهم وأحلامهم ومستقبلهم عرضة للضياع والسرقة، وساعتها أيها المريض بهذا الوباء لا تلم إلا نفسك.
سامى عبدالمجيد