إبراهيم ربيع

الرياضة.. والفوضى المنظمة

الخميس، 04 يونيو 2009 09:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الأسبوع الماضى مزدحمًا بالأحداث وكان عنيفا فى الفعل وردود الفعل.. والأخطر أنه قدم المصريين بهوية كروية لا بهوية وطنية.. هناك احتقان داخلى فى قضايا هامشية أو فرعية تحول إلى مشروع قومى لتغييب وعى شعب كامل تجاه قضايا رئيسية..

نسى الناس الأزمة المالية العالمية واهتموا بأزمة الزمالك المالية.. ولم يتوقفوا عند زيادة معدلات الفقر والبطالة وفكروا كثيرًا فى زيادة معدلات فقر الأندية الجماهيرية التى يديرها الأثرياء..

وركزوا فى صراع الكراهية بين الأهلى والزمالك والإسماعيلى ولم يكترثوا بصراع طبقى من نوع جديد توسعت فيه الطبقية لتشمل كل علاقات البشر ببعضهم البعض حتى داخل البيت الواحد والعمارة الواحدة والشارع الواحد حيث دخل الأفراد فى سباق لتحقيق مكاسب غير مشروعة فتحولت مصر إلى ملاعب صغيرة بلا حكام ولا مُراقبين ولا جهة منظمة نراها ونشكو لها وننتظر منها أن تتدخل وتعدل المسار لا أن تدير فى الخفاء فوضى منظمة.

قانون الفوضى المنظمة هو الذى شجع المنتخب الوطنى على اللعب مع سلطنة عمان بدعوى الاستعداد لمباراة الجزائر المهمة.. ولا توجد علاقة بين أجواء عمان وأجواء الجزائر ولا الفريق العمانى والفريق الجزائرى..وهو الذى شجع سمير زاهر على أن يترأس بعثة المنتخب فى مباراة ودية التى لو كانت فى مدغشقر مثلاً لما عين لها رئيساً للبعثة..

وهو الذى سهل له إخراج لسانه للمصريين الذين سألوا على مدار أسابيع طويلة عن الأسباب الوجيهة التى جعلت من هذه المباراة الودية خير إعداد للقاء الجزائر.. وفاجأنا فى «السلطنة» التى ذهب ليتسلطن فيها بإعلان الأسباب وهى ببساطة مجرد مجاملة رقيقة من د.فتحى سرور للأشقاء العمانيين..

وفى المجاملات السياسية لابد أن يظهر سمير زاهر الذى ترك نائبه هانى أبوريدة يدير شكلاً آخر من أشكال الفوضى المنظمة بدعوة مسئولى الأندية لاجتماع «فكاهى» حول قائمة الـ25.. وهو فكاهى لأنه لم يكن اجتماعًا مطلوبًا لمناقشة قضية وإنما لاتقاء شر الأهلى ووضعه وجهًا لوجه أمام الأندية حتى ينفذ اتحاد الكرة عمليًا فكرة الفوضى المنظمة بأسلوبه المتميز الذى يدير به أخطر لعبه شعبية والذى يرفع من خلاله شعار «وأنا مالى».

وتحولت المباراة الفاصلة بين الأهلى والإسماعيلى إلى فوضى حتى فى الكراهية.. وأصبحت الصحف والقنوات التليفزيونية منابر رسمية لنشر هذه الكراهية كرافد أساسى للفوضى المنظمة التى خطفت المنتخب الوطنى واحتجزته فى مكان مجهول، فلم نسمع عنه شيئًا قبل أن يتم الإفراج عنه ليذهب فى رحلة التعريف بالعلاقات الأخوية المصرية العمانية..

وحتى بعد أن رأيناه لم يشغلنا ولم يلفت انتباهنا، فظلت الأقلام التى تدعى الموضوعية والنزاهة والوطنية مشغولة بالمجلس القومى واللجنة الأوليمبية والمباراة الفاصلة، والعلاقة بين خطوبة محمد زيدان ومى عزالدين، وبين انضمام اللاعب للأهلى. وتتطور هذه الفوضى أحيانًا إلى الاستفزاز والسلوكيات الفجة والعبيطة، فنرى مخرجًا شهيرًا فى الاستفزاز والتعصب يرقص فى برنامج تليفزيونى يشاهده الملايين ردًا على متعصبين مثله فى الإسماعيلية استكثروا على الأهلى الفوز بالدورى رغم أنه الراعى الرئيسى لكل البطولات والألقاب ولا تعنيه التفاصيل، مثل التى اهتمت بالحكم ريشة الذى تسبب فى توبة مشجع مُثقف وكاتب متميز مثل بلال فضل، أحب وعشق الأهلى حتى فى السينما التى يقدمها، لكنه كره أن تأتيه بطولة على يد ريشة، وهو الذى تعود أن يركب الأهلى فوق الجميع بالشرع وبما يرضى الله.

وكان رد فعل الإسماعيلى مثل رد فعل صديقه وابن عمه الزمالك بعد الانتخابات الأخيرة.. علق كل شىء على شماعة ريشة بينما كانت الفوضى المنظمة قد حصلت على إجازة ووفرت له فرصة لأن يأخذ حقه بيده وجهًا لوجه لكنه فرط فيها ولم يصدقنا عندما قلنا له أن الخطر سوف يأتى من رأس فلافيو، وليس من جوزيه ولا اتحاد الكرة ولا الإعلام.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة