الحديث عن مباراتنا مع الجزائر يوم الأحد المقبل كثير، وحين فكرت فى الكتابة عن هذا اللقاء، لم أجد جديدًا أضيفه، كل شئ قد قيل، تفاصيل المباراة، وسيناريوهاتها وفنياتها قد قتلت بحثًا.
الأفكار تزاحمت فى رأسى وتدافعت وأخرجت كلمات مغلفة بالحب، أخرجت رسالة قصيرة من أخ ناصح ومشجع غير متعصب أوجهها للاعبينا الذين سيحملون على أعتاقهم آمالنا، وسيرسمون البسمة على شفاهنا يوم الأحد المقبل بإذن الله.
أقول لكل لاعب منهم.. تخيل أن ابتسامة 10 أشخاص وسعادتهم ترتبط بشئ تفعله، وأن حزنهم وشقاءهم يرتبط أيضًا بفعل تقوم به، وتخيل لو أن الدائرة اتسعت قليلاً وأصبح الـ10 أشخاص ألفًا أو ألفين، ثم اتسعت كثيرًا ليصبح العدد مليونا، ثم اتسعت واتسعت لتصبح مسئولاً عن ابتسامة شعب بأكمله.
لا شك أن المسئولية وقتها ستكون كبيرة، وأن التهاون لن يكون مقبولاً، وإذا كان بإمكانك إسعاد أكثر من 70 مليون شخص ورسم البسمة على شفاههم، ثم تخاذلت أو انشغلت بتفاهات فأنت لا تستحق الحياة، وإذا بذلت ما فى وسعك ثم فشلت فأنت بطل ونجم وتستحق الإشادة والاحترام.
مصر كلها تحلم، والحلم الآن فى أيديكم، أنتم لا تمثلون أنفسكم، ولا يحق لكم فى هذه المباراة أن تلعبوا لأنفسكم، لا يحق لعمرو زكى أن ينزل أرض الملعب وهو يفكر فى ويجان أو الزمالك أو ممدوح عباس أو مانشستر سيتى، ولا يحق لزيدان أن يُفكر ولو لدقيقة فى دورتموند أو فى الأهلى أو حتى فى «مى عز الدين».
لا يحق لمن يحمل آمال وأحلام شعب كامل أن ينشغل بقصة شعره أو بطريقة استلامه للكرة أو بسمسار أرسلته إحدى الشركات ليتابعه من المدرجات، ولا يحق له أن يفكر فى عرض احتراف وهو يلعب باسم مصر.
أقول لهم: إذا كانت ابتسامة المصريين أو بكاؤهم لا يعنيكم، وإذا كانت تستوى لديكم أن يبات شعب بأكمله حزينا فلا تعودوا من بليدة، لأن حزن المصريين سيلاحقكم.
وبعيداً عن هذه الرسالة الموجهة للاعبينا، أرى أن مباراة مصر الجزائر هى عنق الزجاجة فى هذه المجموعة، وسيترتب على نتيجتها بشكل كبير قرب الفريق الفائز من صدارة المجموعة، وحصوله على مفتاح باب الوصول إلى المونديال بعد سنوات من الغياب، فمشاركتنا آخر مرة كانت عام 1990.
واللقاء سيكون بكل المقاييس صعبا للغاية للمنتخب المصرى، خاصة أنه سيواجه فريقا منظما، و يضم بين صفوفه عناصر شابة، لذا يجب أن يكون حذراً، وكذلك الجهاز الفنى للمنتخب المصرى بقيادة حسن شحاتة،عليه مواجهة حماس وشباب الفريق الجزائرى بخبرة النجوم وتكتيك فنى جيد، من خلال قراءة طريقه لعب الأشقاء التى تعتمد على المهارة وسرعة تنقل الكرة من الدفاع للهجوم.
والمفروض أن يلعب فريقنا من أجل العبور إلى المونديال، لأنها محطة أكبر من كأس الأمم الأفريقية، يعنى أن يلعب الجميع تحت ضغط كأس العالم.. وأنا واثق من أننا قادرون على ذلك شرط أن يؤدى الجميع ما عليه، فالفوزعلى الجزائر ليس صعبا، فى حالة وجود الإصرار والعزيمة وعودة روح الفريق البطل والبحث عن مجد جديد بعد كأس أمم غانا الأفريقية الأخيرة، وفى المقابل فوز الفريق الجزائرى وارد أيضاً فى ظل رغبة الأشقاء فى استعادة بريقهم المفقود فى الفترة الأخيرة بالخروج من المنافسة الأفريقية وعدم التأهل للمونديال.
فاصل أخير
المنتخب الذى سيحتفظ جهازه الفنى ولاعبوه بالسيطرة على أعصابهم، وعدم فقدان تركيزهم أثناء سير اللقاء، سيكون هو الأقرب للفوز بالمباراة، التى من المتوقع أن تكون حافلة بالندية والقوة نظرا لأن المنتخبين يمثلان مدرستين عريقتين فى كرة القدم.
فى النهاية، أتمنى أن يسود اللقاء روح الود والأخوة بين الأشقاء فى منتخبى مصر والجزائر، وأن تكون المباراة نموذجاً فى الروح الرياضية، وتخرج المباراة بصورة تليق بنا وبالجزائر كأشقاء وليس كأعداء.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة