فى الخامس والعشرين من هذا الشهر، اختفت الأسطورة وانتهى كل شىء!، مات مايكل جاكسون أشهر مطرب استعراضى فى القرن العشرين، بعد حياة قصيرة حافلة بالمغامرات والمفاجآت المثيرة للحيرة والدهشة، للإعجاب، والاشمئزاز أحياناً، والرثاء أيضاً.
ظهر مايكل جاكسون فجأة، ونجح بسرعة البرق، أحبه الجمهور، جمهور واسع من الشباب والأطفال وحتى كبار السن، كانوا يستمعون إليه ويشاهدونه فى الحفلات وعلى شاشات التليفزيون، وكانوا يتابعون أخباره فى الصحف حائرين مندهشين لا يعرفون هل يصدقون أم يكذبون؟!.
استعراضاته الغنائية كانت تشد أنظار العالم كله، فهى تتميز بالإبهار والدقة والسيطرة على كل شىء، رقصاته كانت فى غاية المرونة، خطواته أسرع خطوات وأجمل خطوات راقصة قدمها مغنى فى هذا القرن.
ومع هذا الإبهار لم ينسَ أن يخاطب العواطف والعقول بمعالجته للأحداث الجارية والمشاكل التى تشغل العالم، الحرب، والفقر، والتميز العنصرى، هذه كانت أهم الموضوعات التى قدمها فى أغانيه واستعراضاته، لأنه كان يقوم فيها تجربته ومعاناته الشخصية، وفى جولة فنية سماها "عالم خطر" Dangerous World Town ربح 400 مليون دولار وتبرع بها للمؤسسات الخيرية.
ولد مايكل جاكسون فى 29 أغسطس سنة 1958 فى مدينة أنديانة الأمريكية لأسرة سوداء فقيرة، الأب والأم، وتسعة أطفال كان هو الطفل السابع بينهم، لكنه ورث من أبيه حب الموسيقى.
أبوه كان عازف جيتار يتنقل فى الملاهى الليلية، وكان قاسياً جداً، يسمى ابنه "ذو المنخار الضخم"، وسوف تظل هذه التسمية تعذب مايكل إلى اليوم الأخير فى حياته، التى لم يكف خلالها عن محاولة تجميل شكله وتغيير جلده.
عندما أصبح فى الحادية عشرة من عمره لفت الأنظار بموهبته المزدوجة فى الغناء والرقص، وهذا شجع والده على تكوين فرقة غنائية أصبح مايكل الصغير نجمها المتألق المدلل، فقد نجحت الفرقة نجاحاً باهراً.
وفى الثالثة عشرة من عمره بدأ يسجل ألبومات ينفرد فيها بالغناء، وقد نجحت ألبوماته الأربعة الأولى نجاحاً مدوياً، وأصبح بعدها واحداً من أشهر المغنين الاستعراضيين فى العالم، لأنه لم يكن مجرد صاحب صوت، ولم يكن مجرد راقص بارع، بل كان مخترع خطوات راقصة أصبحت علامة أساسية من علاماته فى الاستعراضات، التى كان يقدمها فيبهر بها الجميع، وعندما كان فى حوالى السادسة والعشرين من عمره سنة 1982 باع فى شهر واحد مليون ألبوم، وباع فى السنة عشرة ملايين، وبين سنة 1982 إلى سنة 1996 باع 35 مليون ألبوم فى أمريكا وحدها، و20 مليوناً فى الخارج، ووصل ما باعه فى العالم إلى حوالى 108 ملايين نسخة.
أصبح مايكل جاكسون غنياً جداً وهو فى الثلاثين من عمره، جنى أرباحاً ضخمة، لكنه أسرف فى كل شىء وأنفق أمواله على نزواته ومغامراته العجيبة.
غير لونه الأسود، وخضع لكثير من العمليات الجراحية لينضم إلى البيض، ويكون له شعر ناعم، وقد نجحت بعض هذه العمليات وفشل بعضها، لكنه ظل يواصل محاولاته حتى نجح أخيراً فى تغيير جلده وتغيير ملامح وجهه، ومع ذلك ظل يبحث عن شىء لا يعرفه.
لقد حصل على كل شىء، الشهرة العالمية، والمال، والحب فقد تزوج مرتين، وأنجب، لكنه لم يحصل على الشىء الذى ظل يبحث عنه. وقبل أسبوع مات مايكل جاكسون، اختفت الأسطورة، وبقيت الموسيقى!.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة