نفى الناشط القبطى مايكل منير، رئيس منظمة أقباط الولايات المتحدة الأمريكية والمتحدث الرسمى باسم المجلس القبطى الدولى، تلقيه أى أموال من جهات أمريكية أو إسرائيلية، وقال لـ«اليوم السابع»: أتحدى أن يثبت أحد أننا أخذنا أى أموال، مؤكدا أن كل التبرعات التى يحصلون عليها ذاتية من أعضاء المنظمة ولم تتعد 100 ألف دولار فى السنة، وهذا فى أمريكا ثمن سيارة، متوقعا أن يقل المبلغ هذا العام بسبب الأزمة المالية العالمية.
وعلق منير على وضع الكنيسة فى مصر بأنها فى موقف حرج بسبب علاقتها بالسلطة، فهى لا تستطيع أن تتحمل ما يفعله أقباط المهجر ولا هم يستطيعون قبول كل ما تفعله، ولذلك مستحيل أن يحدث تعامل بينهما.
واعتبر المطالبة بحقوق الأقباط لا تعد خيانة ولا عمالة ولا استقطابا، وأنه يذهب إلى الكونجرس متحدثا عن مشاكل الأقباط بشكل تشاورى، وفى العمل السياسى كل شىء متاح.
منير تحدث عن رؤيته لأوضاع الأقباط فى مصر، والاتهامات التى تواجه أقباط المهجر وتفاصيل أخرى فى الحوار التالى:
لا يوجد مصدر تمويل واضح لكم وهناك حديث عن علاقة مباشرة بـ«السى آى إيه» ولانشاط لمجلسكم حتى الآن؟
أولا.. مصدر تمويلنا معلن منذ يوم التأسيس وواضح من جميع الجهات المشاركة فيه، أى أنه تمويل ذاتى، وثانيا.. ليس لنا أى علاقة بالمخابرات الأمريكية من قريب أو بعيد، والمجلس لم يفعل شيئا يستدعى التمويل حتى الآن وكل الاجتماعات التى حدثت تمويلها ذاتى.
أما حكاية النشاط فنحن حتى الآن فى مرحلة الإنشاء ولكننا وضعنا خطة عمل السنة القادمة، سنركز فيها على حق بناء الكنائس، من خلال العمل على إصدار القانون الموحد لبناء دور العبادة، بالإضافة إلى التمثيل السياسى للأقباط وإصدار قانون ضد التمييز وفى صالح الحريات الدينية.
ما استراتيجيتكم للعمل داخل مصر وما حقيقة علاقتكم بالسلطات فى الداخل؟
استراتيجية المجلس منقسمة إلى جانبين، العمل فى الخارج وهو له طابع سياسى محدود، والعمل فى الداخل من خلال فتح قنوات اتصال بيننا وبين الحكومة المصرية، ووجودى فى مصر حاليا من أجل إمكانية دراسة هذا، فأنا على قناعة كاملة بأن حل مشكلة الأقباط يبدأ من مصر وليس من المهجر.
وأنا لا أتعامل منفردا مع الحكومة المصرية أو أى جهة، فقد شكل المجلس لجنة من رؤساء المنظمات الأعضاء فيه لاختيار ممثل رسمى للمجلس للتعامل مع الحكومة وليس الأمن.
أنتم ورقة ضغط تستخدمها الحكومات الغربية ضد مصر؟
غير صحيح لأنه ليس مطروحا على الأجندة الخاصة بنا التعاون مع إدارة حكومات بلاد المهجر لتنفيذ أهدافنا فى مصر، لا يمكن. فقط المصريون فى المهجر لهم مصالح خاصة فى البلاد التى يعيشون فيها، فالتواصل مع الحكومات الغربية فى دول المهجر مكسب للجالية المصرية كلها كما أن خلق وجود سياسى للمصريين هناك هو أمر مطلوب ويعود بالنفع على الجانبين.
هل ستطالبون بكوتة خاصة للأقباط بعد تخصيص مقاعد للمرأة؟
لا.. ولكننا سنتبنى القائمة النسبية بحيث يدخل الأقباط على قوائم مثلهم مثل المسلمين دون أى تمييز، حتى لو كان إيجابيا، لصالح أى فئة سواء الشباب أو المراة أو حتى الأقباط، وهذا الحل الأمثل لتقوية الأحزاب المصرية.
من القوى التى ستتعاونون معها خاصة فى ظل وجود تخوفات من التعامل معكم؟
طبعا هناك تخوف موجود لدى البعض ورفض موجود لدى البعض الآخر، لكن هناك أحزابا وقوى ذات طبيعة إسلامية نرفض التعامل معها ولكننا سنحاول الاعتماد على الأحزاب والقوى السياسية الليبرالية ومنظمات المجتمع المدنى، بالإضافة إلى ممثلين عن الحكومة المصرية، وسننسق مع الأحزاب ولكننا لن نكون أعضاء فيها.
هناك شبهات أمنية تلاحق أقباط المهجر واتهامات بالخيانة والعمالة؟
أرفض إطلاقا لفظ أقباط المهجر على جميع الأقباط فى الخارج، صحيح أن منهم من لهم دور سلبى، لكن الأغلبية لهم دور إيجابى، وجاء الوقت للتفرقه بينهم.
أما الاتهامات التى يتحدث عنها البعض، فظهرت بعد التعاون مع الحكومة المصرية، وأنا أتساءل ما هو البديل؟ أعتقد أن الحل الوحيد لحل مشكلات الأقباط فى مصر لن يأتى من الخارج فنحن أمام مشكلة مصرية.
لكنكم تستيعنون بحكومات وجهات أخرى لتحقيق مطالبكم ومن بين هذه الجهات إسرائيل على سبيل المثال؟
المطالبة بحقوق الأقباط فى مصر لا تعد خيانة ولا عمالة ولا استقطابا وأنا أذهب إلى الكونجرس لأتحدث عن مشكلات الأقباط ولكن بشكل تشاورى، وفى العمل السياسى كل شىء متاح، أما التعاون أو التعامل مع أى جهات فى إسرائيل فهذا لم يحدث أبدا وأتحدى من يثبت هذا، على الإطلاق لا يوجد أى تعاون حتى مع منظمات قبطية على علاقة بإسرائيل.
سبق أن أرسل أحد قادة أقباط المهجر خطابا لشارون يطالبه بالتدخل؟
تصرف فردى تم الرد عليه فى بيان رسمى موقع من جميع ممثلى أقباط المهجر الذين رفضوا هذا التصرف العشوائى.
وما حقيقة أنكم تحصلون على دعم مالى من اللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة؟
أمريكا هى البلد الوحيد الذى يحدد التبرعات والدعم المالى للمنظمات بشكل معلن وعلى الإنترنت، والنظام الأمريكى لا يتيح الفرصة الكافيه للمنظمات العاملة داخل الولايات المتحدة فى الحصول على دعم من المعونة أو الإدارة الأمريكية، وأتحدى أى أحد يثبت أننا أخذنا «قرشا واحدا» من أى جهة أمريكية كانت أو إسرائيلية، وكل التبراعات ذاتية أو من أعضاء المجلس، ولا تتعدى 100 ألف دولار فى السنة، وهذا فى أمريكا ثمن سيارة، وربما تقل هذا العام بسبب الأزمة العالمية.
الانقسامات الداخلية داخل المجلس أدت إلى تراجع دوره منذ تأسيسه؟
غير صحيح.. لا توجد أى خلافات داخل المجلس كما أشيع، هناك أزمة بسيطة حدثت مع منظمة تحت الإنشاء فى النمسا بسبب اعتراضها على دخول منظمة أخرى إلى المجلس وهو مجرد خلاف داخلى بين أقباط النمسا وبعضهم البعض، نحن بعيدون عنه، ولانقبل أن يملى علينا أحد من يشترك أو لا يشترك، لأن لدينا قواعد محددة، فهناك العديد من الفصائل تريد هدم المجلس بسبب الخلافات الشخصية التى هدفها البحث عن دور داخل التنظيمات، وراحو فى اطلاق الشائعات وهذا مجرد غباء شخصى بدخول أناس غير مؤهلين إلى العمل القبطى العام من أجل البحث عن الزعامة.
لماذا لا تتعاملون مع الكنيسة؟
مينفعش نتعامل مع الكنيسة.
هل أقباط المهجر يمدون الكنيسة بالفلوس؟
أقباط المهجر أعضاء فى كنائس المهجر التى بنوها بفلوسهم، فالجالية فى أى بلد مهجر محملة بتكاليف كثيرة، ممكن نقدم دعما فرديا فى مشاريع معينة، ولكن دعم الكنيسة يحتاج إلى أموال طائلة، وفى مصر من يستطيع تقديم الدعم للكنيسة بعيدا عن أقباط المهجر، ومن ناحية أخرى أنا لا أعرف حقيقة أموال الكنيسة وإن كانت تحتاج إلى تبرعات أم لا.
والكنيسة المصرية لا تتعامل مع أقباط المهجر، وليس لها أى سيطرة عليهم خاصة، كما أنها فى موقف حرج بسبب علاقتها بالسلطة فهى لا تستطيع أن تتحمل ما يفعله أقباط المهجر ولا هم يستطيعون قبول كل ما تفعله ولذلك مستحيل أن يحدث تعامل بيننا.
ما المكاسب التى ستعود على الحكومة من هذا الدور؟
التعامل مع 5 أساقفة فقط بصفتهم ممثلين للأقباط أسهل من التعامل مع الأقباط كلهم، الحكومة اختزلت كل الأقباط فى الكنيسة بصفتها الممثل الرسمى، على الرغم من أن دورها يجب أن يقتصر على الصلاة والوعظ فقط وهذا بالنسبة لها أسهل، ووافقت الكنيسة مرغمة على هذا لأنه لا بديل أمامها، ولابد من دعم القيادات العلمانية لخلق قيادات كثيرة بالمجالس المحلية ومجلس الشعب ومساعدة الأقباط، ولكن حاليا الوضع كله مقلوب.
لماذا تذهب إلى السفارة الأمريكية فى القاهرة فى كل زياراتك للقاهرة؟
أذهب إلى السفارة الأمريكية فى القاهرة كما أذهب إلى المصرية فى واشنطن فأنا لدى علاقات سياسية هنا وهناك ومعظمها لقاءات تشاورية.
وعلاقتى بالكونجرس أقوى من الجهة التنفيذية فى الإدارة الأمريكية، فأمريكا دولة مؤسسات لا تتأثر بوصول أحد من الحزب الجمهورى أو الديمقراطى إلى البيت الأبيض، وأوباما ليس الرجل الأول فى أمريكا ولا الرجل الأخير.
لماذا اعتذرت عن الحضور لمصر أثناء زيارة الرئيس أوباما؟
عشان كتر الكلام على الرغم أننى كنت مدعوا.
هل اختلفت إدارة أوباما فى التعامل مع مطالبكم عن الإصلاح عن إدارة بوش؟
على الرغم من براقة خطاب «أوباما» فهو فى حاجة إلى دعم مصر فى أشياء كما تحتاجه مصر أيضا، فهو لا يستطيع أن يأخذ خطوات فى المنطقة إلا بضمانات، ولايزال فى مرحلة انتظار، فالسياسية الخارجية لم تتغير حتى الآن ولكن بدأت مرحلة حوار بين الحكومات، وهذا فى حد ذاته إيجابى.
ولكن أيام بوش كان هناك ضغط شديد على مصر من أجل الإصلاح ومناصرة الأقباط فى مصر؟
كان مجرد ضغط إدارة ولفترة معينة فقط حتى أواخر 2005 وانتهى الأمر.
هل ترغب فى إصلاح يمكن أن يصل إلى التدخل العسكرى من قبل الولايات المتحدة؟
لا طبعا.. الإصلاح الذى نرغب فيه بزيادة الحقوق وتحفيزها لا التدخل العسكرى بالجيش والذى يعتبر مواجهة غير مطلوبة ونرفضها.
لماذا قابلت عمرو خالد فى لندن؟
قابلته من خلال صديق مشترك بيننا وتكلمنا حول دور الشباب المسلم والمسيحى فى تقوية الوحدة الوطنية ولكننا لم نتفق على أى تعاون.
هل هذا اللقاء له علاقة بقضية إبعاده الأخيرة؟
الإبعاد مرتبط بالحب والكره، والتى يلعب عليها النظام المصرى طوال الوقت.
لمعلوماتك...
◄ولد فى محافظة المنيا، اشتهر خلال السنوات الماضية كأحد أبرز نشطاء حقوق الإنسان والحريات العامة، سافر إلى أمريكا عام 1990، وأسس عام 1996 منظمة أقباط الولايات المتحدة التى يرأسها حتى الآن، انضم لعضوية الحزب الجمهورى فى عام 1998، ترشح لعضوية برلمان ولاية فيرجينيا عام 2005.