تلقت الإدارة العامة لمباحث الجيزة إخطارا من مستشفى بولاق الدكرور يفيد بوصول يحيى أحمد رفاعى تلميذ بالصف الثالث الابتدائى جثة هامدة، وبتحريات المباحث تبين أن الضحية توجه بصحبة أولاد عمته إلى مسجد التوحيد لأداء صلاة العشاء وأثناء قيامه بالوضوء، بعد أن قام بفتح حنفية المياه فوجئ به المصلون يسقط على الأرض قتيلا، وتبين أن صنبور المياه به كهرباء أدت إلى وفاته فى الحال، تم نقل الضحية إلى المستشفى لمحاولة إنقاذه إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة، تم تحرير محضر بالواقعة رقم 7972 لسنة 2009 وصرحت النيابة بدفن الجثة.
يقيم يحيى بالعقار رقم 2 شارع أحمد إبراهيم المتفرع من شارع أكتوبر بمنطقة بولاق الدكرور "وسط والده ووالدته وأشقائه الأربعة الأكبر منه سنا، وبالطابق السفلى للعقار المواجه لمنزله يوجد مسجد التوحيد الذى لقى فيه مصرعه.
والدة يحيى: " كنت موجودة بداخل المنزل سمعت صوت صراخ بالخارج، أسرعت باتجاه الصوت،أخبرونى أن ابنى صعق بالكهرباء وأنه تم نقله إلى المستشفى، وأثناء ذهابى إلى المستشفى أخبرنى الجيران أن يحيى فارق الحياة".
تستطرد الأم حديثها "يحيى كان شاطر فى المدرسة، لقد احتسبت ابنى عند الله شهيدًا، وربنا يعوضنى، بس أنا كل ما أطلبه أن يكون فى اهتمام أكثر بالمساجد، ولازم يكون فى جزاء وعقاب للمسئولين عن الإهمال فى المسجد، أنا عمرى ما هسامح المسئول عن المسجد، الذى كان بيده إنقاذ ابنى لكن كل اللى عمله إنه شاله من مكان الوضوء ووضعه فى وسط المسجد وتركه" وأضافت "يحيى كان يجلس بجوارى وعندما سمع آذان العشاء ذهب إلى الصلاة وقال لى "ياماما أنا هجرى عشان ألحق الحصان الأول- يقصد الثواب الأكبر- ودى كانت آخر كلمة يحيى قالها لى، حسبى الله ونعم الوكيل...." كلمات تمتمت بها الأم بلهجة مليئة بالبكاء والحسرة.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التى يصاب فيها أحد من أهالى المنطقة بماس كهربائى بنفس المسجد أثناء الوضوء وهو ما يؤكد عدم الاهتمام، فلقد أصيب مثلا كل من سامح سعيد (33 سنة)، محمد سيد (23 سنة) بماس كهربائى أنقذهما القدر منه، إلا أن المسئولين لم يحركوا ساكنا لمعالجة الأسلاك العارية، لكن فى تلك المرة لم تسلم الجرة.
الطفل أكرم (12 سنة) "ابن عمة" الضحية وكان أحد رفاقه أثناء الوضوء،أصيب معه أيضا بالماس الكهربائى بعد محاولته إنقاذ يحيى قال: "رحنا مع يحيى علشان نصلى العشاء ولما لقيته بيتكهرب حاولت أشده لكن أنا كمان اتكهربت، ولما جه المسئول عن المسجد أخذ يحيى ووضعه فى وسط المسجد ثم دخل الحمام ولم يفعل شىء.
هناك تردد اسم محمد بخيت عامل النظافة بمسجد التوحيد التابع لوزارة الأوقاف والذى تم تعيينه فى يوليو 2001 ، وبشهادة أهالى المنطقة منذ توليه مسئولية المسجد وهناك معاناة شديدة فى النظافة؛ مما أدى لوجود العديد من الحشرات والفئران بداخل المسجد، بالإضافة إلى الأسلاك العارية والتى أدت إلى إصابة عدد من المصلين أثناء الوضوء، كما أنه رفض المساعدات والتبرعات للمسجد من أى شخص، وحينما اعترض أهالى المنطقة ووجهوا له اللوم على إهماله كان يقول "اللى عايز يصلى فى الجامع يصلى واللى مش عجبوا يروح يصلى فى مكان تانى".
أما والد الطفل أحمد رفاعى ينوى التقدم ببلاغ إلى النائب العام ضد وزارة الأوقاف وكل من هو مسئول عن الإهمال فى المسجد الذى تسبب فى وفاة نجله، أكد أنه وكل أهالى المنطقة عرضوا على مسئول المسجد تبرعات عدة مرات لتنظيف المسجد الملىء بالحشرات وأسلاك الكهرباء العارية، ولكنه كان يرفض دائما بحجة أن المسجد تابع للأوقاف.
![](/images/issuehtm/images/youm/yhya197/1.jpg)
![](/images/issuehtm/images/youm/yhya197/2.jpg)
![](/images/issuehtm/images/youm/yhya197/5.jpg)
![](/images/issuehtm/images/youm/yhya197/6.jpg)
![](/images/issuehtm/images/youm/yhya197/8.jpg)
![](/images/issuehtm/images/youm/yhya197/9.jpg)
![](/images/issuehtm/images/youm/yhya197/10.jpg)
![](/images/issuehtm/images/youm/yhya197/11.jpg)
![](/images/issuehtm/images/youm/yhya197/12.jpg)