معادلة غريبة وعجيبة ومحيّرة، أنك تمتلك أفضل جيل من لاعبى الكرة المصرية، وتلعب فى أسهل مجموعة فى تاريخ مشاركاتك فى التصفيات، وتكون بطل أفريقيا مرتين متتاليتين، وفى النهاية ما تتأهلش لكأس العالم.
العقل والمنطق، وكل حاجة بتقول إن منتخب مصر لازم يبقى موجود فى كأس العالم المقبلة فى جنوب أفريقيا، ولكن إحنا حطينا نفسنا فى موقف صعب جدًا، والمسألة بقت بايخة ومحرجة.
عمومًا، كلها كام يوم ويبدأ العد التنازلى لمشوارنا فى تصفيات المونديال، يوم الأحد المقبل، هانلعب ثالث مبارياتنا فى المجموعة الثالثة، ومنها هاتكون البداية أو النهاية، مباراة رواندا مش هاتكون سهلة لأسباب.. أولها أن رواندا أثبتت فى مباراتيها السابقتين أمام الجزائر وزامبيا، أنها منتخب «رخم» كرويًا، ولاعبوها يمتازون بقدرات بدنية هائلة، ثانى سبب أن الجو فى مصر غير مُهيّأ لتحقيق أى انتصار، والمتربصون بالمنتخب لا يقل عددهم عن المؤيدين، وثالث سبب أن منتخبنا لا يجيد أمام الفرق الصغيرة وغير المعروفة، والأهم من كل ده إن مفيش معايير ولا مقاييس تقدر تحكم بيها على أداء اللاعبين فى منتخب مصر، ماتش فى السماء وماتش فى سابع أرض.
أى نتيجة غير الفوز على رواندا، تعنى رسميًا ضياع حلم التأهل للمونديال، وأى نتيجة غير الفوز هاتخلينا نفتح كل الملفات ونبدأ فى حساب علنى وقاس وشديد لكل من تسبب فى ضياع هذا الحلم، لأن ببساطة، فى ناس كتير أوى استمدت شرعيتها من نجاحات المنتخب فى 2006 و2008، واستمرت فى مناصبها بسبب هذه النجاحات وعيّشت الناس على أمل التأهل للمونديال، فى الوقت اللى هما كانوا من أسباب ابتعادنا عن هذا الحلم.
ملفات كثيرة جدًا، تنتظر السقوط الأكبر للمنتخب، حتى تُعرض على الرأى العام، مش تربص بحد، أو رغبة فى التهويل أو التضخيم، وليس بحثًا عن «فرقعة» إعلامية، إحنا فى غنى عنها، أكيد مش هانتكلم فى أعراض اللاعبين زى ما فى ناس عملت، ومش هنتهم الجهاز الفنى للمنتخب، إنه الأسوأ، ولن نحمله وحده السبب، لكن الأمر لازم يكون واضح، وكل واحد شارك فى هذا السقوط الذى لا نريده ولا نتمناه، لازم يتحاسب.
كل لاعب، دخل فى خلافات مع زمايله، واتهمهم بالغرور أو الأنانية أو أنهم مش عايزين يباصوا الكرة ليه داخل الملعب لازم يتحاسب، وكل لاعب ساب المنتخب يغرق وتفرغ للتحدث عن أزمته مع نادى «س» ولا «ص»، لازم برده يتحاسب.
كل شخص استغل رحلات المنتخب للتكسّب، وللعودة لمصر بشنط هدايا، لازم يتحاسب، وكل واحد حاول إقامة معسكرات فى أماكن غريبة ما نعرفش اختارها ليه، ولا إزاى لازم برده يتحاسب، الناس اللى شبعوا من وراء المنتخب وفى الآخر سابوه يغرق، لازم يتحاسبوا ولازم كل الناس تعرف خطاياهم.
كلمة أخيرة، وظيفتنا ننقل الحقيقة للناس، ونكشف الخبايا والتفاصيل للرأى العام، تأخير التطرق لبعض القضايا بيكون للمصلحة العامة، مش مجاملة لأحد، وعدم التحدث فى هذه الملفات فى الوقت السابق كان من أجل مصلحة المنتخب ليس أكثر.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة