أثبتت المعارك الكروية التى دارت عقب بطولة كأس القارات بجنوب أفريقيا أننا نعيش واقعاً مزيفاً لا يخضع للحقيقة أو المعايير الثابتة من قريب أو بعيد.. فرغم ظهور المنتخب المصرى بشكل مبهج أدخل السعادة على قلوب كل المصريين عقب اللقاء المفاجئ أمام البرازيل وحالة التألق غير المتوقعة وإحرازنا ثلاثة أهداف فى مرمى أبناء السامبا ثم عاود لاعبونا التألق مرة أخرى وتأكيد قدراتهم ومهاراتهم بالفوز المستحق على إيطاليا حاملة آخر كأس عالم بهدف الولد الهادئ حمص كابتن الدراويش، فإن كل هذا التألق انهار أمام الأمريكان فنال فريقنا هزيمة غير متوقعة أيضا بثلاثية نظيفة ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد حينما أطلت علينا أزمة العاهرات وتفشى هذا الخبر الكاذب سريعاً ليصبح حديث كل الفضائيات المصرية التى وجدت ضالتها بين تأكيد الخبر ورفضه ونفيه تماماً، وفتحت تلك الفضائيات المزاد العلنى لنفى هذا الخبر اللعين، وتأكيد أن اللاعبين ما هم إلا مجموعة من الملائكة لا يعرفون الرذيلة ولم يدوسوا فى وحلها أبداً وحكايتهم مع العاهرات ما هى إلا قصة مفتعلة وكاذبة.. الغريب أن السادة اللاعبين لم يكتفوا بدفاع الفضائيات عنهم ضد خطاب عمرو أديب فكتبوا مذكرة إلى رئيس الجمهورية شخصياً!! ونسى هؤلاء اللاعبون أو يبدو أنهم تناسوا أن هناك شخصاً يدعى حسن صقر رئيس المجلس الأعلى للرياضة وهناك أيضاً رئيس للوزراء اسمه د. أحمد نظيف.. وظل هؤلاء اللاعبون بقيادة كابتن الفريق أحمد حسن يقدمون كل ألوان المزايدة فى التضحيات التى يقدمونها فى سبيل هذا الوطن إلى السعادة البالغة التى يصدرونها إلى الشعب المصرى.
حتى أن كابتن المنتخب قال عبارة غريبة جداً لم يراجعه أحد من السادة المسئولين، حين قال «لنا 4 سنوات نسعد هذا الشعب».. ولا نبالغ حينما نقول إن عقول اللاعبين ذهبت حينما هددونا بالاعتزال وعدم المشاركة مع المنتخب الوطنى ووقتها قلت: يا إلهى إذا كان هؤلاء اللاعبون الذين نكن لهم كل حب وتقدير يمنون على الشعب المصرى بأنهم وراء سعادتهم. فماذا يقول لنا مثلاً عسكرى المرور الذى يقف فى عز لهيب الحر لينظم حركة المرور؟! وماذا يفعل بنا رجال الأمن العام الذين يؤمنون لنا الحياة بعيداً عن متاعب وغطرسة البلطجة والسرقة والنهب؟! ويبدو أن أحمد حسن ورفاقه قد اختزلوا هذا الوطن الكبير وكل فئاته وطوائفه بأنهم سر سعادته وفرحته وبهجته.. أرى أن ما قاله أحمد حسن سقطة كبرى فى حق جماهير الكرة المصرية التى دوماً السند الكبير لهؤلاء اللاعبين دونما أى فائدة تعود عليهم فهم الذين يزحفون خلف هذا المنتخب تاركين منازلهم وأولادهم ويتكلفون مشقة الذهاب إلى استاد القاهرة ومشقة شراء التذاكر وأزعم أنه آن الأوان أن يعتذر أحمد حسن عما قاله وصرح به فى لحظة عصبية لجماهير الكرة التى لا يصح أن نمن عليهم بأدائنا الجيد لكرة القدم.. وأرى أيضاً أن يقول هؤلاء اللاعبون من هم المتورطون فى فضيحة العاهرات لأنهم يعلمون جيداً أنهم الذين أساءوا لمصر وأساءوا أيضاً لأنفسهم ولكنهم تغاضوا ولم يقولوا الحقيقة ولم يشهدوا شهادة حق لوجه الله والوطن.
أما أكثر ما يزعجنى فى هذه الأزمة المفتعلة الحالة العصبية التى يعيشها الكابتن الكبير أحمد شوبير ضد جريدة الأهرام.. ولا أعلم هل هانت الأهرام الجريدة العتيقة التى تمثل الدولة لتهزها قناة فضائية.. وهل ضعفت الأهرام لهذا الحد أن يكذبها مذيع ويحاول إلصاق الاتهامات بها؟! أزعم أن جريدة الأهرام الشامخة تستطيع أن تتصدى لأى ألاعيب صغيرة ولكن على ما يبدو أن هناك أيادى خفية فى داخل الأهرام نفسها تريد أن تطيح بالصحفى الكبير أسامة إسماعيل لأنه لا يكتب إلا كلمة حق ولم يتهم يوماً أحداً من قريب أو بعيد، وقريباً جداً سيتم كشف الفضيحة بكل تفاصيلها وسوف يتم نشر الأسماء المتورطة سواء كان ممثلاً مهرجاً أو أحداً من رجال الإعلام.. وإنا لمنتظرون.