«هذه المدونة قد تحتوى على كلام مايعجبكش» هذا هو التحذير الذى يضعه المدون وائل عباس على الصفحة الرئيسية لمدونته «الوعى المصرى».
تلك التحذيرات صنعت خصيصاً بعد معارك إلكترونية ضارية على الشبكة بين زوار تلك المدونات ومؤسسيها لا يمكن تحديد أسباب معينة لها، ولكنها عادة تبدأ من تعليق لقارئ يبدى فيه اعتراضه على ما جاء فى «تدوينه» ويجر خلفه معارضين آخرين من جهة، وعلى الجهة الأخرى يحاول صاحب المدونة وأنصاره صد الهجوم ربما بهجوم أعنف، كلا الطرفين عادة لا يتمكن من الدفاع عن نفسه لأن القاعدة الأهم فى هذا النوع من الحروب هو «لا أسمع لا أرى، لكنى أتكلم» وبالتالى فإن مفهوم النقد اللاذع يتسع ليشمل شتائم، وتجريحا، وتعريضا بالأشخاص دون حدود، والأمر لا يقتصر على المدونات الإلكترونية بشكل خاص، إذ صارت السمة الأبرز فى أغلب المنتديات والمواقع الإلكترونية، والساحة مفتوحة للابتكار والتطوير.
مثلاً ضاق أحد زوار مدونة «الوعى المصرى» من تعرض تعليقاته للتجاهل أو الحذف، فما كان منه إلا أن أسس مدونة متخصصة فى الهجوم على وائل عباس صاحب المدونة وأسماها «مين وائل عباس» لا تخلو من نقد مركز باستخدام أقذع الألفاظ التى أقلها «الكاذب، واللص».
اليوميات الشخصية لصاحب المدونة أو حتى آرائه الخاصة فى الحياة وبعيداً عن الدين والسياسة قد تجر عليه وابلا من الشتائم لا نهاية له. أحد التدوينات الشهيرة على مدونة «منال وعلاء» تحكى فيها منال فى فقرات قليلة تجربة سيئة تعرضت خلالها للتحرش أثناء ركوبها الطائرة، وعلى يد جارها فى المقعد، التدوينة تمت زيارتها 142530 مرة، أما التعليقات فقد شملت صفحات طوال تضمن أغلبها هجوماً على كاتبة التدوينة تبدأ من أن الزوجين أصحاب المدونة «منحلين أخلاقياً، ولديهما شعور بالانحطاط والنقص، ومشوهين وخائنين للوطن والدين».
وللمواضيع الدينية نصيب أيضاً، فمثلاً مدونة القاعود لصاحبها محمود القاعود بعنوان «أنا وزكريا بطرس والزمن طويل» ويقول صاحبها إنها متخصصة فى الرد على «النصارى، انتصاراً لسيد الإنسانية صلى الله عليه وسلم». الشتائم فى المدونات أو المنتديات لا تقتصر فقط على المستخدمين فطبيعى جداً أن تجد مقالا هنا أو هناك يتناول المسئولين فى الدولة أو رموز معينة بشتائم من أجود الأنواع وأفظعها، ولا يسلم من ذلك أى مسئول بدءاً من رئيس الجمهورية حتى أصغر غفير فى مصر ستجد له مقالا أو موضوعا يتضمن آلاف الشتائم والألفاظ الجارحة التى يحاسب عليها القانون بالحبس مدى الحياة، وكثيراً ما يتم تجنيد بعض مستخدمى الإنترنت لخوض حروب كلامية وتشويه سمعة آخرين فى ظل التأثير الكبير للإنترنت فى الفترة الأخيرة.
أحد الغاضبين من مدونة إلكترونية يبرر لجوءه للشتائم بدلاً من الحوار الهادئ والعقلانى بقوله «أنا حزين جداً أنى أنزل للمستوى ده، بس طول ما فى بهايم مبيفهموش غير المفردات دى يبقى لازم أكلمهم كده علشان يفهموا» وهو رد على غرابته له منطقه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة