لا تسأل كثيرا ًعن حال مصر الآن، لا تتعب نفسك فى الجرى وراء الدراسات ومراكز البحوث الاجتماعية لكى تعرف الوضع العام الذى نعيش فيه، فقط طرطأ ودانك وفتح عنيك مع هؤلاء السائرين فى شوارع حياتنا، وركز مع تصريحات السادة المسئولين والمثقفين وما يكتبه الصحفيون فى الجرائد والمجلات، ستأتيك الشتائم والألفاظ الخارجة من حيث لا تدرى، ستطاردك العبارات الخادشة للحياء والتصريحات المنتهكة للكرامة فى كل مكان.. إنهم الشتامون ياسيدى، يسيطرون على البلد الآن بثقافتهم، بإرهابهم الجديد، بعنفهم الذى يبدأ لفظيا، ويتحول مع مرور الزمن إلى عنف لا يرضيه سوى الدم، تماما مثلما حدث مع إرهاب الجماعات الإسلامية، بدأ بدعوة لفظية تكفيرية وسرعان ما تحول إلى قنابل موقوتة نرفع أشلاء أطفالنا بعد انفجارها، وتماما مثلما يحدث كل يوم فى شوارعنا، يبدأ بلفظ يابن الكلب وينتهى بمعركة تتسيدها الأسلحة التى كانت بيضاء قبل أن تنهش فى لحوم المارة.. إنهم الشتامون ياسيدى يفسدون فرحتنا بالمشى فى الشوراع.. هل تلاحظ أنك تخشى فسحة الكورنيش مع ابنتك وزوجتك خوفا من لفظ خادش للحياء يطير هنا أو هناك؟، حتى مباريات الكرة أصبحنا نشاهدها مع الوضع التليفزيونى الصامت خوفا من أن تخترق الشتائم آذان أطفالنا الصغار، حتى الفضائيات الدينية نخشى أن نقلب التليفزيون عليها بالصدفة حتى لا يتهمنا أحدهم بالكفر أو بالزنا، لمجرد أننا شاهدنا نانسى عجرم تغنى فى التليفزيون، حتى الأغانى نفسها سيطروا عليها وأصبحنا نفلتر كلماتها قبل أن نقرر أن نسمعها مع أولادنا وبناتنا.. هذا بخلاف الخطب السياسية وتصريحات المسئولين، لم نعد نهوى الالتفات إليها خوفا من تصريح ينتقص من كرامتنا أو يتهمنا بعدم النضج.. إنهم الشتامون ياسيدى يزحفون على كل قطعة من حياتنا، أجبروا كل المحترمين على الهرب، كل من كنا ننشد فيهم الأمل فروا بجلدهم خوفا من أن تلوث هجمات الشتامين تاريخهم أو حياتهم..لم يعد الآن سوى نحن وهم.. هم بقاموس طويل يستحدث دوما قنابل لفظية خادشة للحياء، ونحن بآذان لا تملك سوى درع العفة الواقى.. فهل تنقذنا مقاومتنا منهم أم سنحتاج لقانون جديد كل مهمته ردع الشتامين فى مصر..؟!.
لمعلوماتك....
◄26 % نسبة دعاوى السب والقذف المرفوعة من قبل صحفيين على صحف فى الربع الأول من العام 2009 رصدها ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان
◄83 % من إجمالى دعاوى السب والقذف المرفوعة على صحف رفعها مصطفى بكرى رئيس تحرير الأسبوعرصدها ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان
◄ «طز».. كلمة من حرفين يستخدمها المصريون للتعبير عن عدم الاكتراث بشىء أو شخص ما، نالت الكلمة شهرة كبيرة خصوصاً بعد أن قالها مهدى عاكف المرشد العام للإخوان فى حوار صحفى يصف بها مصر، واعتذر عنها لاحقاً مشيراً إلى أنه أسىء فهمه.
◄الجانب المشرق للشتائم.. «الإنسان عندما يقوم بتوجيه السباب والشتائم، فإن ذلك يخفف من آثار الآلام والأوجاع البدنية التى تصيبه، لا تلك النفسية فقط، ورغم أن الشتائم لها وقع سيئ اجتماعياً، ويُنظر لها على أنها فعل مشين، فإن لها جانبها المشرق، وهو المتمثل بأنها قادرة على مساعدتنا على تنظيم أحاسيسنا، وهو تأثير مفيد بالفعل» نتائج دراسة حديثة أجرتها جامعة كيل البريطانية.
◄ «لن أفكر فى مصادرة جريدة، وأى شخص يجد أن هناك شتيمة له من جرائد المعارضة يتقدم للقضاء، والقضاء فى مصر حر ونزيه ولا نتدخل فيه على الإطلاق وأتحدى أى شخص يقول إننا تدخلنا فى أية قضية» من حديث للرئيس مبارك لصحيفة الشرق الأوسط، 23 اكتوبر 1984.
◄ ياسر بركات.. رئيس تحرير الموجز وأكثر الصحفيين المصريين ملاحقة أمام القضاء خلال الربع الأول من عام 2009 حيث مثل أمام القضاء فى خمس دعاوى، بينما حل عادل حمودة رئيس تحرير الفجر فى المرتبة الثانية متساويا مع محمد على إبراهيم رئيس تحرير الجمهورية بعدد ثلاث دعاوى قضائية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة