«دلاديل والشواذ جنسياً والحرامية والهبل والشيوعيين والنصابين والمهربين والذين يقبضون العمولات».. هذا جزء من قاموس الشتائم التى أطاحت بأقوى وزير للداخلية فى مصر، وهو المرحوم اللواء زكى بدر «1986 - 1990» رابع وزير داخلية فى حكومات الرئيس مبارك..بدر الذى كان يمتلك لسانا حادا استخدمه فى البداية لتقطيع شرف رموز المعارضة مبرراً ذلك للقيادة السياسية بأنهم وراء تزايد عمليات الإرهاب التى كانت تمثل شماعته عندما يخرج عن النص ويوجه السباب ضدهم، وهو ما جعل النظام وقتها يغض الطرف عن طول لسانه مشتبكاً مع الجميع بهذا اللسان الحاد، والذى بسببه دخل فى معركة بالأيدى والأحذية فى المعركة الشهيرة تحت قبة البرلمان مع النائب طلعت رسلان عام 1987 بعد وصله شتائم وجهها بدر ضد فؤاد سراج الدين وإحدى قريباته مما أثار غضب طلعت رسلان الذى قام بضرب وزير الداخلية على وجهه فرد عليه بدر بضرب رسلان بحذائه فى واقعة جعلت القيادة السياسية تطلب من المرحوم الدكتور عاطف صدقى رئيس الوزراء وقتها بضرورة التدخل لوقف تجاوزات وزير الداخلية وربط لسانه.
ولكن زكى بدر لم يلتفت كثيراً لنصائح رئيس الوزراء وظل يوجه الشتائم لكل معارض لسياسته الأمنية قاصراً هجومه فى البداية على قاده المعارضة حتى وقع فى المحظور وتجاوز الخطوط الحمراء فى لقائه بضباط المعهد الدبلوماسى فى المؤتمر الشهير بمدينة بنها، وهو المؤتمر الذى تطاول فيه زكى بدر بالسب والقذف بألفاظ تخدش الحياء ليس فقط ضد رموز المعارضة بل طال بلسانه الحاد عددا من رموز الدولة..
وقتها بدأ بوصلة الشتائم ضد جماعة الإخوان المسلمين ومرشدهم المرحوم الشيخ حسن البنا وابنه سيف الإسلام والمستشار مأمون الهضيبى، وكذلك زعماء المعارضة وعلى رأسهم المرحوم إبراهيم شكرى.. والمرحوم محمد حلمى مراد.. وخالد محيى الدين.. والصحفيون أحمد بهاء الدين ود. محمد السيد سعيد، ويوسف إدريس، وكذلك بعض قيادات المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، والمرحوم فتحى رضوان وآخرون.. كان من الممكن أن تمر هذه الشتائم مرور الكرام لولا أن بدأ بدر الجزء الثانى من وصلة السباب ضد زملائه من الوزراء وكبار قيادات الدولة وخص بالسباب كلاً من عاطف صدقى رئيس الوزراء.. ويوسف والى أمين عام الحزب الوطنى.. وصفوت الشريف وزير الإعلام، وحسب الله الكفراوى.. ومحمد عبدالوهاب.. ويسرى مصطفى.. ومحمد الرزاز.. وفاروق حسنى وزير الثقافة، ثم هاجم بنفس الألفاظ كمال حسن على رئيس الوزراء الأسبق، والدكتور عبدالرازق عبدالمجيد، والدكتور مصطفى السعيد وزيرى الاقتصاد السابقين، وأشار الوزير بألفاظ نابية للدكتور محمد على محجوب وزير الأوقاف وغالبية المحافظين، وكشف بدر عن خطته فى قتل 530 ألف مصرى، وأنه أصدر أوامره للعمد والمشايخ والخفراء بقتل ودفن كل من له لحية أو يرتدى جلبابا أبيض.
لقد استحق اللواء زكى بدر بعد هذا المؤتمر لقب «الشتام» واستحق أيضاً الإقالة من منصبه، وهو ما حدث بالفعل عقب سماع الرئيس مبارك لنص الشتائم وزيارة وفد من المعارضة وعلى رأسهم المرحومان فؤاد سراج الدين وإبراهيم شكرى للقصر الجمهورى وتسليم الرئيس شرائط الكاسيت المسجل عليه بذاءات اللواء زكى بدر.. فالقيادة السياسية ربما تقبل من وزير الداخلية استخدام العنف والاعتقالات ضد خصوم النظام ولكن لا تقبل أن يتحول وزيرها السيادى إلى شتام.
شتائمه طالت المعارضة والحكومة على السواء
اللواء زكى بدر.. شتّام بدرجة وزير داخلية.. الله يرحمه!
الخميس، 23 يوليو 2009 10:11 م
الوزير زكى بدر قائد لواء «الشتامين» فى تاريخ مصر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ايمان رضوان
الرجل المناسب في المكان المناسب