الدعوة لفتح حوار حر بمشاركة جميع الأطراف السياسية ظل دائماً المطلب الأبرز لدى قيادات المعارضة المصرية، الذين يشتكون من التهميش، ومن أن الفرصة لا تتاح لهم للمشاركة فى الحياة العامة بحرية، لكن الطريف أن هذا «الحوار» غير قائم فعلياً بين أطراف المعارضة وبعضهم البعض، وفى الحزب الواحد فى كثير من الأحيان، وفى السنوات الأخيرة برزت على ساحة الخلافات السياسية ثنائيات خاضت معارك منفردة أو وسط أنصار مع بعضها البعض شملت التنابذ بالألقاب، والانتماءات السياسية، ووصلت إلى استخدام العنف البدنى أيضاً، أشهرها (رجب هلال حميدة وأيمن نور)، و(رفعت السعيد وأبوالعز الحريرى)، و(ضياء الدين داوود وحمدين صباحى)، و(محمود أباظة، ونعمان جمعة).
فى حين أن الانشقاق الحالى فى حزب الغد يقوده موسى مصطفى موسى من جانب، وإيهاب الخولى على الجانب الآخر، إلا أن أيمن نور ورجب هلال حميدة مثلا فى السنوات الأخيرة، مثلا قطبى الصراع بين الجبهتين. وقاد حميدة حملة ضارية ضد جبهة أيمن نور بحزب الغد وصلت إلى ذروتها فى نوفمبر الماضى حينما تطورت الشتائم لتتحول إلى هجوم قامت به جبهة موسى مصطفى موسى بحرق مقر حزب الغد فى وسط القاهرة بالعبوات الحارقة «المولوتوف»، والبلطجية، واتهم حميده وأنصاره جبهة أيمن نور بالعمالة للأمريكان.
وفى حين يصف رفعت السعيد رئيس حزب التجمع نفسه فى حديث له بمجلة الأهرام العربى بأنه الأعلى سقفاً فى انتقاد الحكومة » لكن بعيداً عن الشتائم وفر السعيد شتائمه لآخرين من بينهم زملاؤه فى الحزب وعلى رأسهم أبوالعز الحريرى الذى بدأ خلال السنوات الأخيرة حملة ضد رئيس الحزب وصفه فيها بأنه السبب فى تخريب الحزب، فرد عليه الدكتور رفعت السعيد بدوره على الحريرى قائلا:ً «لا يقلقنى أبوالعز الحريرى ولا عشرة زيه». الإخوان المسلمين كان لهم نصيب وافر أيضاً من هجوم السعيد الذين يصفهم بأنهم إرهابيون، وفاشيون، ومخادعون ومزورون، وأنهم يكذبون كما يتنفسون، وبدورهم يصفه أعضاء الجماعة على مواقعهم الإلكترونية وفى تصريحاتهم بأنه ضئيل، وموهوم وكاذب ويسقط على الآخرين نواقصه الشخصية وبمناسبة الإخوان لا يمكن أن ننسى واقعة حوار المرشد الشهيرة التى شتم فيها مصر قائلا: «طظ» ولم يترك فرصة إلا وأهدى النظام من شتائم الخيانة ما يكفى.
الخلاف الحاد بين نعمان جمعة ومحمود أباظة كان مسار الاهتمام لأشهر طوال شهدت خلالها الساحة السياسية واحدة من أسوأ الصدامات التى تعرض لها حزب عريق بحجم الوفد، ففى يناير 2006 شهد حزب الوفد احداثا مؤسفة، تصاعد خلالها النزاع بين أعضاء الهيئة العليا والدكتور نعمان جمعة رئيس الحزب إلى حد تبادل الشتائم والتشاجر بين أنصار الجانبين.
ولم يسلم العربى الناصرى أيضاً من الخلافات العنيفة التى لم تخل من الاشتباكات البدنية واللفظية، ففى مارس 2007 شهد المؤتمر العام الرابع للحزب خلافات حادة بين الأعضاء وصلت إلى حد الاشتباك بالأيدى قادها من ناحية أنصار أحمد حسن الأمين العام للحزب نكاية فى أنصار سامح عاشور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة