ممدوح إسماعيل

يا أيتام الماركسية عودوا إلى جحوركم

السبت، 25 يوليو 2009 04:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الماركسيون الشيوعيون فى مصر كانوا يتمتعون فى ظل صنمهم الغابر "الاتحاد السوفيتى" بحماية خاصة فى كل دول العالم العربى، وقد رتعوا فى ظله وأفسدوا فى كثير من البلاد العربية.

وفى مصر خاصة، علا وارتفع شأنهم فى العهد الناصرى المتحالف مع صنمهم، لكن جاء السادات وغير بوصلة التحالف إلى أمريكا، فتراجع وجودهم، ثم جاءت انتكاستهم الكبرى بسقوط صنمهم الاتحاد السوفيتى وتفككه، فأصيبوا بشلل تام، فقد مات الأب والراعى فارتدى الكثير منهم أثواباً مختلفة، منهم من ارتدى ثوب الحكومة وأصبح كأنه الناطق باسمها، بعد أن كان المعارض الشهير، وأشهرهم صلاح عيسى، وآخرين ارتدوا ثوب الليبرالية والعلمانية وتغلغلوا بذلك فى مناصب كثيرة، وبعضهم أصبح المناصر الوحيد لمشاكل وافتراءات متطرفى أقباط المهجر.

الشاهد أن أيتام الماركسية أخفوا أمهم وأبيهم الماركسية فى جحر عميق، ولكن قلوبهم دائماً تتشوق إلى أمهم وأبيهم الماركسية، فيظهر كل حين وآخر على السطح الإعلامى فى مصر مجموعة من الماركسيين يقودون حملة ضد الإسلام وثوابت الإسلام، فى مرة يطالبون بإلغاء النص الدستورى أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، ومرة أخرى يهاجمون الحجاب ويناصرون وزير الثقافة عندما أهان الحجاب والمحجبات، وفى مرة أخرى يطعنون فى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين حملوا رسالة الإسلام وبلغوها عن الرسول الكريم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وفى مرة أخرى يطالبون بإلغاء خانة الديانة من البطاقة الشخصية. حقدهم لا ينتهى وهدفهم "مصر بلا إسلام، وفى كل مرة يستعينون بأصحاب الأهواء فى كل قضية كى يبرهنوا أنهم ليسوا وحدهم، فهم فى مرة يستعينون بمتطرفى الأقباط ومرة بالبهائيين ومرة بمتطرفى العلمانيين والليبراليين، ومرة بالشيعة، مستغلين حالة العداء الأمريكى للإسلام بعد 11 سبتمبر (التى قادها بوش وعصابته من المحافظين الجدد)، وعندما يواجه الماركسيون برد شعبى غاضب يولّون مدبرين ويرجعون إلى جحورهم يختفون ويستخفون من الناس، ثم بعد فترة يظهرون ويكررون حقدهم عندما تهدأ الأمور.

وقد نجحوا فى استغلال حالة العنف بين الدولة والجماعات الإسلامية فى التسعينيات، فى خلق حالة عداء لبعض المظاهر الإسلامية فى الإعلام والخطاب المصرى، والقفز إلى أماكن كثيرة ثقافية وإعلامية، وعندما لاح أول ضوء لوقف العنف فى بدايته عام 1993 (فى المبادرة التى قادها الشيخان الجليلان الشعرواى والغزالى رحمهما الله رحمة واسعة وأسكنهما فسيح جناته) سارعوا إلى دق طبول الحرب وتخويف الدولة، مما جعل الدولة تطوى صفحة المبادرة سريعاً كى يعود العنف على نيران الماركسيين الذين وقفوا يشاهدون مصر تشتعل وهم فرحين.

ومما تمكن منه أصحاب التاريخ الماركسى فى مصر المجلس الأعلى للثقافة وفيه ومنه أخذوا يتبادلون إعطاء أنفسهم جوائز الدولة، ومؤخراً انكشفت فضيحة أيتام الماركسية فى مصر عندما تم منح جائزة الدولة التقديرية لشخصين من حلفائهم، كتاباتهم كلها تطفح بالحقد والطعن فى دين الله العظيم "الإسلام"، فأحدهما سيد القمنى كتبت عنه سابقاً ولا يحتاج إلى تعليق، فهو لا يستحق، وأما الآخر فهو الدكتور حسن حنفى، ومما جاء فى كتبه التى نال عليها الجائزة، يقول فى كتابه "من العقيدة إلى الثورة" ج 4 ص 82 ما نصه "والكذب والإضلال والغواية وكل القبائح تجوز على الله ما دام الله لا يجب عليه شىء ."

وأيضاً ج 2 ص 46، 47 ما نصه "ويكشف أى دليل على إثبات وجود الله على وعى مزيف ."

وفى ص 7 من الكتاب نفسه ما نصه "فى المراحل الأولى كانت البراهين غير متميزة وغير منظرة، بل كانت تعتمد على الآيات القرآنية ."

وفى ج 5 ص 385 ما نصه "الله إذاً مشروع شخصى وحياة الفرد تحقيق لهذا المشروع ."

وفى الجزء 5 ص 431 ما نصه "كما أن الله والإنسان شىء واحد، فكذلك الله والطبيعة شىء واحد لا فرق بين الخالق والمخلوق فى أسطورة الخلق"، وفى الصفحة نفسها يقول "الله يخلق من ذاته إلهاً يكون هو نفسه مثل المسيح، والله جسم موجود وواقع مرئى"، ثم يقول "وتعويضاً عن سلطان الدنيا وملك الأرض يكون الإنسان الإله ملكاً على رأسه تاج"، ثم يقول "الإنسان الضائع يتحول إلى إله ."

وفى ص 67 ما نصه "وقد أصبح الشيطان فى وجداننا علة نفسر بها كل الشرور والآثام أقوى من الله ."

وفى ج 4 ص 256 ما نصه "وإذا بان أن الله كذات وكصفات هو الإنسان الكامل كان أول مضمون للإيمان هو الإيمان بالإنسان الكامل ."

ج 5 ص 248 ما نصه "وما المانع من أن يصير أهل الآخرة إلى جمود حتى لا يشاركوا الله فى الخلود ."

الكلام لا يحتاج إلى تعليق، فالرجل مادى لا يعترف بقدسية الله تبارك وتعالى، فلا مجال للحديث عنده عن الإيمان بالله أو الإسلام، ومع ذلك فاز بجائزة فى مصر بلد الإسلام التى ينص دستورها على أن الإسلام دين الدولة الرسمى، مصر بلد الأزهر والعلماء، مصر الإسلامية التى ضحى ملايين من شعبها المسلم على مدار التاريخ لحفظ الإسلام وحماية المسلمين.

ويبدو أن منح الجائزة لهؤلاء، أغرى أصدقاؤهم أن يطل بعض منهم على الشعب المصرى الذى 95% منه مسلمون، وذلك فى ندوة بعنوان "التربية الدينية فى التعليم مالها وما عليها" عقدت فى منتصف يوليو طالبوا فيها بإلغاء تعليم الدين الإسلامى فى المدارس، منهم شخص يدعى كمال مغيث انتقد مسابقات القرآن الكريم فى المدارس التى ترعاها الدولة التى دينها الإسلام ؟؟!!

وقال إنه لا ينبغى أن تنطلق كتب اللغة العربية من التراث الإسلامى ومن القرآن الكريم مباشرة، قائلا "التربية الدينية تقفل الدنيا، ومن المفترض أن يفتح العلم المدارك، وهذه المقررات فى المناهج خطر على العلم"، ألا شاهت وجوه الملحدين الحاقدين المعاندين للحق والخير، وشخص آخر اسمه عبد الحفيظ طايل قال إن وجود آيات قرآنية فى المناهج العلمية وعلى جدران المدارس والشعارات الدينية فى طابور الصباح والرحلات التى تبدأ بدعاء السفر، كلها تؤكد وجود غزوة بدوية وذهنية ناظمة لنشر هذه الثقافة طبعاً هو أعجبته ثقافة ماركس الذى جاء من المناطق الباردة التى لا يغير فيها الإنسان، فهو"ماركس" ديوث لا حمية له على دين أو عرض، وماركس اعتبر الدين أفيون الشعوب ودعا إلى الإلحاد والكفر بالله.

أما الإسلام العظيم المنزل من فوق سبع سموات الذى فيه عبادة الله وتوحيد الله وحده والنهى عن عبادة المال والشهوات والدنيا وفيه الطهارة والعفاف والأخلاق والنهى عن النجاسة الحسية والمعنوية، فهو لا يعجبه، كما لم يعجب أبو جهل وأبو لهب تبت أيديهم جميعاً.

وعلى منوالهم، سار جورج إسحق منسق حركة كفاية، وهنا لنا وقفة، فبالرغم أن سيد القمنى وحسن حنفى ينتسبان للإسلام وكتباتهما كلها طعن فى الإسلام، إلا أنه كان من الغريب اللافت أن يتداخل بالتأييد معهما متطرفو الأقباط مثل مجدى خليل وكمال غبريال وغيرهما، فماذا يريد هؤلاء؟ بالطبع هم يستغلون الموقف لإشاعة الطعن فى الإسلام، وهم بالطبع واهمون، ولكن ألا يدرك هؤلاء أنهم يلعبون بالنار وأنهم يلقون بنزيناً على النار كى تزداد اشتعالاً لمصلحة من؟ يتداخلون فى موقف لا يخصهم. لذا أطالبهم أن يبتعدوا أفضل لمصر لأن مصر ستبقى وستظل إسلامية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وأخيراً رغم الضعف والقيود التى تعصف بالمؤسسة الإسلامية فى مصر، إلا أن دار الإفتاء، عندما سئلت عن هؤلاء الذين يسبون ويطعنون فى الإسلام، وبالطبع هى ليست من الجماعات الإسلامية ولا التكفيرية، كما تقولون، وتحاولون التشويه دائما بكل ما تستطيعون، ألا شاهت وجوهكم، بل هى من الدولة التى تعيشون فيها ودينها الإسلام رغم أنفكم، قالت الفتوى بالنص "اطلعنا على الإيميل الوارد بتاريخ 9/7/2009 المقيد برقم 1262 لسنة 2009 والمتضمن: ما حكم الشرع فى منح جائزة مالية ووسام رفيع لشخص تهجم فى كتبه المنشورة الشائعة على نبى الإسلام ووصفه بالمزور، ووصف دين الإسلام بأنه دين مزور، وأن الوحى والنبوة اختراع اخترعه عبد المطلب لكى يتمكن من انتزاع الهيمنة على قريش ومكة من الأمويين، وأن عبد المطلب استعان باليهود لتمرير حكاية النبوة ـ على حد تعبيره ـ، فهل يجوز أن تقوم لجنة بمنح مثل هذا الشخص وساماً تقديريا تكريما له ورفعا من شأنه وترويجا لكلامه وأفكاره بين البشر وجائزة من أموال المسلمين، رغم علمها بما كتب فى كتبه على النحو السابق ذكره، وهى مطبوعة ومنشورة ومتداولة، وإذا كان ذلك غير جائز فمن الذى يضمن قيمة هذه الجائزة المهدرة من المال العام؟".

وجاء جواب دار الإفتاء المصرية ـ بعد تمهيد قرآنى يبين عظم مقام النبى ـ كالتالى "قد أجمع المسلمون أن من سب النبى صلى الله عليه وآله وسلم أو طعن فى دين الإسلام فهو خارج من ملة الإسلام والمسلمين، مستوجب للمؤاخذة فى الدنيا والعذاب فى الآخرة، كما نصت المادة "98"، ومن قانون العقوبات على تجريم كل من حقر أو ازدرى أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها، أو أضر بالوحدة الوطنية، أو السلام الاجتماعى. أما بخصوص ما ذكر فى واقعة السؤال: فإن هذه النصوص التى نقلها مقدم الفتوى ـ أيا كان قائلها ـ هى نصوص كفرية تخرج قائلها من ملة الإسلام إذا كان مسلما، وتعد من الجرائم التى نصت عليها المادة سالفة الذكر من قانون العقوبات، وإذا ثبت صدور مثل هذا الكلام الدنىء والباطل الممجوج من شخص معين فهو جدير بالتجريم لا بالتكريم، ويجب أن تتخذ ضده كافة الإجراءات القانونية العقابية التى تكف شره عن المجتمع والناس، وتجعله عبرة وأمثولة لغيره من السفهاء الذين سول لهم الشيطان أعمالهم وزين لهم باطلهم، قال تعالى "قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا"، واللجنة التى اختارت له الجائزة إن كانت تعلم بما قاله من المنشور فى كتبه الشائعة، فهى ضامنة لقيمة الجائزة التى أخذت من أموال المسلمين، والله سبحانه وتعالى أعلم" انتهى النص الحرفى للفتوى.

ومع هذه الفتوى الرسمية، نقول لكم بصوت عالٍ: أيها الماركسيون نعم لقد بدلتم ثيابكم الظاهرية، لكنكم ماركسيون قلوبكم وعقولكم شاهدة عليكم بكتاباتكم.

وصحيح أنكم لا تعلنون ماركسيتكم وأنكم تقولون إننا ليبراليون وعلمانيون كى تفتح لكم أبواب البنوك والشيكات الغربية من كل حاقد على الإسلام، وقد فتحت لكم، ولكن الحقيقة أنكم تستمدون العون من البشر ومن أصنام جديدة تضركم ولا تنفعكم، مهما كان عدد الشيكات المرسلة إليكم.

ولكن نحن المسلمون نستمد العون والقوة والمدد من الله خالق السموات والأرض، لا نريد دنيا نبتغى بها ومنها علواً وظلماً للناس، ولكن نبتغى الآخرة ورضا الله ورضوانه بالعمل والقول والكتابة الطيبة الصالحة التى تخدم الناس فى دينها ودنياها.

وأهمس فى أذن كل من يسير وراء هؤلاء الماركسيين، أن الإسلام عدل للجميع مسلمين وغير مسلمين، فالله الواحد الأحد ورسوله الأمين حرما الظلم وأمرا بالعدل.

لذلك أقول للماركسيين ومن يسير وراءهم عودوا إلى جحوركم، فمهما فعلتم وخططتم كى تصبح مصر بلا إسلام، فكل ذلك بفضل الله سيصبح أوهاماً لأن مؤامرتكم كلها أحلام.

والحق تبارك وتعالى يقول "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"، وهو القائل عز وجل "هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة