ستظل المؤسسة العسكرية المصرية هى الخلاص والحل دوما لأزمات ومشاكل كل أبناء المحروسة.. فناهيك عن أنها المحمية لمصر وحدودها والعامل المشترك الرسمى فى حلول الأزمات الطارئة.. غير أنها مؤسسة باعثة للاستثمارات، حتى باتت لا تكلف خزانة الدولة شيئا نظرا لحالة الاكتفاء الذاتى، سواء فى مجال الزراعة أو الصناعة، وحتى المشروعات الطبية العملاقة التى أصبحت دار الأمان والثقة لأى مريض، وذلك من خلال الرعاية الفائقة لجموع المستشفيات العسكرية.
وعندما دخلت تلك المؤسسة عالم كرة القدم جاءت بأجندة واضحة منذ ظهورها فى دورى الأضواء، لا أتحدث عن الالتزام والضبط والانضباط، ولكن أكتب عن قدرتها الفائقة أن تضبط بورصة اللاعبين التى كاد ارتفاع أسعارها يلتهم الأندية، ويهددها بالإفلاس، وباتت كلمة الأزمة المالية الخانقة هى المانشت الرئيسى لمعظم الأندية، ولكن قدمت هذه المؤسسة نموذجا جديدا لتسعير اللاعبين، ولم نقرأ أو نسمع يوما أن هناك لاعبا وصل سعره إلى رقم المليون جنيه، وأكدت تلك المؤسسة نجاحاتها فى هدوء كامل بعدما صعد حرس الحدود كأس مصر، وسرعان ما التقى مع الأهلى العريق فى كأس السوبر الأسبوع الماضى، وحقق فوزا مستحقا بأداء خططى ومهارى راق بعد إحرازه هدفين نظيفين، وأميز ما فى تلك التجربة أنها قدمت للمنتخب المصرى ثلاثة لاعبين على مستوى أداء عال، وهذا دوما بيت القصيد والمأمول المنتظر فى الأندية الكروية، ودورها فى ضخ الدماء فى شرايين منتخباتها الوطنية، علاوة على أنها قدمت مديرا فنيا يملك مقومات فنية وخططية عالية، واستطاع طارق العشرى أن يثبت أقدام فريق متجانس يبحث طوال الوقت عن الفوز بعيدا عن الضجيج الإعلامى أو المساندة الفضائية التى لا تكلف خاطرها سوى بشعبية الأندية الكبرى.. ولم نجدها مهمومة أو مشغولة بأن تقدم نموذج حرس الحدود وأسعار لاعبيه وطريقة إدارته ربما يسهم ويساعد ويساند الأندية الأخرى أن تحذو بتلك التجربة ربما تجد فيها حالة الخلاص من أزماتها المتكررة وعموما تحية خالصة لتلك التجربة.. وتحية لإدارة حرس الحدود، وتعظيم سلام للمدرب الخلوق الكفء طارق العشرى، وسلاما لكل اللاعبين، ولكن يبقى شىء مهم بعد الفوز بكأس مصر ثم السوبر.. هل يستطع حرس الحدود استكمال تلك المسيرة بعدما باتت فرق الدورى متربصة وستكون المنافسة شرسة فى كل مبارياته أم إن الخمول والكسل واللامبالاة ستصيب لاعبيه.. أزعم أن طارق العشرى أصبحت مهمته صعبة وعليه أن يولد طموح جديد للاعبيه خلال الفترة القادمة ليحافظوا على تلك المكاسب الجديدة ويضيفوا ألقابا جديدة تناسب وتوازى الدور الكبير الذى تلعبه المؤسسة العسكرية الكبرى.
يبدو أن المزاج العام للنجم الكبير محمد أبو تريكة قد تأثر بشكل ملموس بالأزمة الأخيرة التى خرجت من رحم إعلانات وأزمات وصراعات أصحاب المحمول فى مصر.. ولأن النجم الكبير لا يعرف صراعات ومافيا أصحاب المليارات فقد وقع صريعا فى تلك الأزمة التى تفوق إمكانيات شخصيته التى لا تعرف هذا الصراع العنيف، ويبدو أن حظوظ حسام البدرى المدير الفنى للأهلى قد تأثرت كثيرا بالحالة المزاجية لأبوتريكة، ناهيك عن أنه مسئول أمام إدارة الأهلى عن تكوين وتشكيل فريق كرة جديد بالأهلى معظم عناصره وافدون جدد ويحتاجون إلى فترة للدمج والانسجام، غير أنه من المعروف أن الأهلى قد طال أعلى منحنيات الفوز والانتصارات خلال السنوات الخمس الماضية، وعليه فإن انخفاض منحنى الأداء شىء وارد وطبيعى جدا، ولكن هل تتحمل جماهير الأهلى قليلاً ابنها حسام البدرى حتى يقدم فريقا يستطيع حصد البطولات، أم أن الجماهير ستضغط على الإدارة للتغير وذلك سيكون خطيئة كبرى.. فصبرا، واعطوا للبدرى فرصته كاملة حتى لا نخسر مدربا عظيما أراه مديرا فنيا للمنتخب الوطنى فى المستقبل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة