فاطمة خير

ريموت كونترول

إيران.. بين العربية والـBBC

الخميس، 09 يوليو 2009 03:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هى الضربة التى لم تتوقعها الحكومة الإيرانية، الضربة التى جاءت من وسائل الإعلام؛ لتفرض نفسها لاعباً رئيسياً فيما يحدث على أرض الشارع الإيرانى. مرةً أخرى وليست أخيرة، تبرز وسائل الإعلام مخالبها وتكشف عن أنيابها، التى لا تظهر إلا وقت الحاجة.

وبقدر ما جاءت ردود الأفعال فى الشارع الإيرانى، على نتائج الانتخابات الرئاسية، مفاجأة للجميع داخل إيران وخارجها بقدر ما جاءت التغطية التليفزيونية صادمة للحكم الإيرانى، للحد الذى دفعه إلى اتخاذ خطواته القمعية تجاه وسائل الإعلام بشكلٍ عام، وتجاه قناة «العربية» بشكل خاص، بإغلاق مكتبها فى إيران حتى إشعار آخر.

طبعاً لا يخفى على أحد، أن «العربية» مملوكة لرأس مال سعودى، وأنها حين الحاجة تنحاز إلى مصالح مموليها، وهى ليست المرة الأولى التى يواجه فيها مكتب القناة فى طهران مشاكل مع السلطات الإيرانية؛ إلا أنها الأكثر فجاجة فيما يتعلق بمنع الإعلاميين عن ممارسة عملهم، تغطيةً على ما يحدث من تجاوزات حيال المواطنين المتظاهرين.

الاضطرابات الجماهيرية القوية، والتى تعتبر الأقوى التى تلعب وسائل الاتصال الحديث دوراً فاعلاً فيها إلى أقصى مدى، تم توثيقها بالصوت والصورة، وثيقة إدانة أمام المجتمع الدولى، وشهادة تحمل الكثير من المصداقية حول نتائج الانتخابات الرئاسية، لكنها فتحت الجرح الذى لا يندمل لدى الحكومات بسبب الإعلاميين، وقد تكون سبباً فى إجراءات شبه قمعية لدى الإعلاميين فى البلدان التى لا تزال محرومة من الديمقراطية، لكنها تثبت مدى قوة الصورة الفضائية أمام جبروت الحكام.

«العربية» لم تستسلم أمام إغلاق مكتبها، وواظبت على متابعة الحدث، حتى إن كان عبر نقله بصورة تليفزيونية رديئة، إمعاناً فى تحدى الحظر على عملها، ومتابعةً للحدث الدولى الأكثر جذباً للأنظار، وطبعاً.. فى سبيل خدمة توجهات مموليها.

أما محطة الـ BBC، التى ترفع شعار الحياد أولاً وأخيراً، فتلعب هى الأخرى دوراً كبيراً فى استمرار المتابعة الإعلامية، برغم الحظر الإعلامى الشديد الذى يمنع القنوات التليفزيونية من التغطية، وبحرفية يصعب الحفاظ عليها فى ضوء الاضطراب غير المسبوق فى إيران، لكن وياللمصادفة، فإن الشبكة «البريطانية»، تلعب هى الأخرى دوراً كبيراً، يتماشى مع كون العلاقات البريطانية الإيرانية قد وصلت إلى مرحلة سيئة تفاقمت منذ بدء الأزمة، وقد لا يكون آخرها تبادل طرد الممثلين الدبلوماسيين.

ما لم تحسب السلطات الإيرانية حسابه، هو أن تخلق المحطات الفضائية رأياً عاماً عالمياً، يحرجها ويفتح عليها أبواباً كانت تظنها مغلقة، لكن المؤكد، أن الحكومات العربية، بمواقفها من هذه المحطات (التى كشفتها مواقف سابقة)، ستحسب لمواقف مشابهة قد تكون قادمة حسابها، وهو ما سيدفع ثمنه الإعلاميون أولاً.. والجمهور ثانياً.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة