هل يخشى طنطاوى وشنودة الاعتراف بفشل مجالس الصلح الوطنية خوفا من مخالفة السياسة العامة للدولة؟

الخميس، 09 يوليو 2009 03:49 م
هل يخشى طنطاوى وشنودة الاعتراف بفشل مجالس الصلح الوطنية خوفا من مخالفة السياسة العامة للدولة؟ طنطاوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حينما سأل وزير الهجرة الكندى شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوى حول علاقته بالبابا شنودة أجابه شيخ الأزهر بأن علاقتهما جيدة فلا يمر شهر دون أن يجرى بينهما اتصال هاتفى، وفى اللقاء الذى جمعهما فى مشيخة الأزهر بعد الرحلة العلاجية الأخيرة للبابا فى أمريكا، دعا البابا بأن يحفظ الله مصر من كل الفتن، وهو ما أمن عليه شيخ الأزهر، بدت العلاقة بينهما حميمية أكثر من الرسمية ولكن ما خفف من حرارة هذه الحميمية كان توابع حادثة دير أبوفانا والتى شهدت صراعا بين رهبان الدير وعربان المنطقة على مساحة من الأرض.

فى العلاقة بين الاثنين «البابا والشيخ» هناك كلمة سر دفينة هى التى تتحكم فى دفء اللقاء بينهما وكلمة السر هى «السياسة» فهى شعرة معاوية التى تربط بين الاثنين، فكلاهما يقيس درجة حرارة القرار السياسى قبل أن يتحدث أحدهما عن الآخر، أو يتحدث عن النسيج الوطنى والوحدة بين أبناء الوطن الواحد، وتكفى نظرة واحدة للقاءات التى جمعتهما على مدار الأعوام السابقة، وجميعها تراوحت بين الحميمية والشكل الرسمى، وكانت ذروتها عندما قال البابا إنه لن يدخل القدس إلا ويده فى يد شيخ الأزهر، وهو تعبير ساخن أوجدته الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى حينها وهو الأمر الذى تهاجمه القيادة السياسية بشكل صريح، بينما حرارة اللقاء كانت أقل درجة حينما اتفق الاثنان أيضا على رفض إلغاء تدريس الدين فى المدارس، أو حينما طالب كلاهما فى نفس الوقت بقانون دولى لتجريم ازدراء الأديان.

ولعل أصدق الأشياء التى لخصت وضع الاثنين بالنسبة للدولة، تمثلت فى الاقتراح الذى قدمه من قبل النائب طلعت السادات مطالبا بترشيح شيخ الأزهر والبابا شنودة لجائزة نوبل فى السلام، فالسادات دون أن يدرى وضح دور الاثنين وأهميتهما للمؤشر السياسى للدولة، فقد كان اقتراحه هذا تاليا لأزمة الهجوم على شيخ الأزهر بعد مصافحته للرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز العام الماضى.

ليس هذا فقط فالأمر يتضح أكثر فى جلسات الصلح التى تنعقد بعد كل حادثة طائفية، وتتم فيها عملية روتينية تبدأ بالحديث عن الوحدة وتنتهى بعملية التقبيل بين المشايخ والقساوسة، هذه المشاهد أصبحت مادة ثرية للتهكم ونقد كل من ينفون وجود احتقان طائفى فى مصر، لكن أحدا من الاثنين سواء شيخ الأزهر أو البابا لم يلتفت إلى هذه الانتقادات أو يعترف بها لمجرد فقط أن اعترافا مثل هذا لا يتوافق مع السياسة العامة للدولة.

لمعلوماتك...
47 عدد شيوخ الأزهر منذ استحداث المنصب عام 1690 إلى الآن








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة