قبل أن أخوض فى الكتابة عن الانتخابات بالهدايا.. والعطايا.. والأسماك، عايز أوضح إن اللى فازوا بالكراسى.. زى اللى فاتهم القطار يعنى الاثنين عايزين الكراسى، واحد خد كرسى، والثانى ضرب كرسى فى «الكلوب».. ومن العجب أن «الكلوب» بتاع المثل هو نفس الاسم الإنجليزى لكلمة نادى مع بعض التشكيل فى الحروف الانجليزية.. «club».. والله واحد بعد وضع ««ضمة» وشدة على حرف الـ L!.
كمان عايزين نكرر نفس العبارة التى يكتبها المخرج على بعض الأفلام المصرية، علشان ماحدش يزعل وهى: هذه القصة من خيال الكاتب.. وإذا انطبقت على أى شخصية عامة، أو خاصة.. فا.. دى مشكتلهم!.
الانتخابات فى الأندية شهدت كل أصناف الضغوط على الجمعيات العمومية.. فمن قضاء حاجة بعض «البؤساء» من الطبقة الوسطى اللى هى أعضاء الأندية العاملين.. إلى تعيين الابن أو البنت فى وظيفة ميرى.. بتراب الفلوس، أو المساعدة فى علاج على نفقة الدولة والعياذ بالله لمن يكتوى بنار المرض - عفاه الله - إلى مجاملة فى مدارس الألعاب التى أصبحت تضم آلافا من أبناء الأعضاء، بدون مستقبل رياضى واضح.. وكأن مجرد الممارسة للرياضة فى النادى بتاع الأعضاء.. منة من المرشحين أى والله منة!.
هناك هدايا أخرى للمحاسيب اللى عارفين يجمعوا الأصوات تبدأ من «لاب توب».. موبايل.. ودى طبعاً أجهزة ستستعمل فى المطبخ الانتخابى.. وتنزل.. وتنزل إلى بوتاجاز 3 أو 4 شعلة.. وانتهاء بمكواة بالبخار.. ومش تيفال علشان الملابس تتحرق ويبقى الصوت فى حاجة للمكواة أو للملابس كل 4 سنوات!.
كل ده ماشى.. لكن الدورة الحالية شهدت إضافات جديدة للعطايا.. منها «رسومات» هندسية للإنشاءات اللى هيضيفها المرشح المنتظر.. وعليها موافقات الوزير المعنى!!.
منها كمان رحلات.. لكن المرة دى مش لأماكن سياحية.. ولا لشواطئ عمومية.. لكن لمطاعم السمك الشهيرة.. باعتبار أن السمك والجمبرى وفواكه البحر أشياء لم تعد ترى بالعين المجردة للمواطن.. نعم المجردة من الأمانى، زى جيوب صاحبها المجردة من «الفكة».. وأى نوع من الفلوس اللى تخليك يا بنى آدم تروح محل سمك!.
كل ده سهل، لكن أن يخرج علينا المرشحون ليعلنوا أنهم أصحاب الفضل على «الأكيلة».. يعنى المعازيم.. وإن ده مش رشوة انتخابية.. ولا حاجة؟! فهذا هو مفترق طرق النهاية، التى أخشى أننا مقبلون عليها.
وإذا سألت المرشح لماذا الموافقات على المشاريع تأتى فى شهر الانتخابات؟.
يقول لك.. المهم إنها موجودة.. ولما تسأل.. كيف لمسئول أن يعطى مواطنا موافقات ويفتح له اعتمادات فى وقت يسمى فى كل النواميس «ريبة»؟!.
يقول المسئول لا فض فوه.. الدولة بتقدم كل شىء.. واحنا فى القطة الخمسية.. آه آسف الخطة الخمسية، كنا فى سبيلنا لإعطاء ميزانيات لهذا النادى أو ذاك!.
صحيح اللى اختشوا.. ماتوا وشبعوا موت.
طبعاً طلع كلام عن مساندة الحزب الوطنى لمرشحيه حتى فى انتخابات الأندية، وده وارد فى بلاد تشبه المحروسة.
لكن تقول إيه يا عم قارئ أنت وهو وهى لما تعرف إن المنافسين برضه حزب وطنى؟!.
طبعاً.. واحد هيقول لى قول انت بقى نعمل إيه؟!.
ها أقول له: لازم تعرف أن ربنا خلق الناس طبقات، وعلشان كده برضه الحزب الوطنى كان لازم يعترف بكلام ربنا.. ولا يعنى يعترضوا؟!.
يا عم قارئ.. أنت وهو وهى لازم تعرفوا أن فى الحزب ناس «بتاعة ربنا».. يعنى مقسمين الحزب طبقات.. فهناك عضو كلاس «A» يمكنه أن يدخل مجلس الشعب ورئاسة الأندية.. وبعضاً من الجمعيات الأهلية.
وعضو كلاس «B» يمكنه أن يقترب من أندية الأقاليم والملاجئ ويفتح شوية دور حضانة تبع الشئون الاجتماعية، لاستفادة الحبايب والمحاسيب والدراويش!.
وعضو كلاس «C».. ده لا يستطيع الابتعاد عن عضوية مراكز الشباب، والبحث عن زميل فى المحليات، وتحضير الميكروفونات والسرادقات للشرائح الأعلى.. ويمكنه أيضاً أن يصبح مريضاً بفيرس «C» المتسق مع مكانته الحزبية!.
علشان كده إذا أُكل السمك.. عرف السبب وبطل العجب.. وكل انتخابات.. وانتم طيبين أوى خالص وتعطوا أصواتكم لأى «كلاس» ولا تنسوا أن المرشح يأخذ حق المواطن ليحوله إلى «عطية» يعنى منحة مش عطية هانم.. أو الحاجة عطية.. ويقول لك ولى طبعاً: أوعى تخلط الرياضة بالسياسة أوى ى ى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة