جمال الشناوى

اليهود قادمون

الخميس، 13 أغسطس 2009 04:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعم اليهود قادمون.. حتى من الفضاء.. قريبا يستقبل العرب قناة فضائية تحلق فى سماواتنا المفتوحة لكل شىء لتواجه -كما يقول القائمون عليها- الفضائيات العربية.. التى تعادى السامية، وعملا بقواعد الديمقراطية وحرية الصحافة فلا نملك الاعتراض.

لكن ما نملك الاعتراض عليه هو وصول اليهود إلى قلب الوطن فى «ثياب الواعظين». شركة سياحية أمريكية تستحوذ على نسبة من السوق المصرية قررت أن تتوقف عن تشغيل المصريين فى مجال الإرشاد السياحى واستوردت عددا كبيرا من اليهود للقيام بهذه المهمة.. تخيل أن تراث أجدادنا وتاريخ أمتنا المصرية يسرده اليهود.. وبعيدا عن الأشخاص واعتراضى على الاستعانة بالعمالة الأجنبية فى كل مجالات العمل.. فلدى اليهود قناعات أنهم وحدهم من شيد الأهرامات.. وأن مهندسيهم القدماء هم من وضع تصميماتها.. الخطورة أن المرشدين اليهود لن يقولوا بغير ما يؤمنون به.

أحد المرشدين وقف فى مقدمة الأتوبيس السياحى المتجه إلى منطقة الأهرامات، قدم نفسه إلى السياح الأمريكان وبدأ فى الحديث عن الأهرامات ودورها فى وضع أسس الهندسة الأولى فى العالم، ولكن من بين ما قاله حسب رواية نقلت عن سائق الأتوبيس الذى يجيد الإنجليزية «إن التاريخ الحديث لم يحسم بعد الخلاف على أن اليهود هم من شيد الأهرامات.. فالمصريون يغضبون بمجرد فتح الموضوع معهم..لكن التاريخ الحقيقى ستكشفه معاهد البحث فى الآثار المصرية».. هذا ما قاله المرشد السياحى الذى يعمل فى شركة على الأراضى المصرية وفى قلب القاهرة.. ولم نسمع عن تحرك مسئول فى السياحية للدفاع عن محاولات التشويه المتعمد للتاريخ.. ومن أمام الأهرامات وفى حماية مسئولى وزارة السياحة.. وبالطبع سيعود السياح إلى بلادهم مؤمنين بما يروج له اليهود بأنهم بناة الأهرامات.. الجهة الوحيدة التى تحركت كانت نقابة المرشدين السياحيين، وجاء اعتراضها من منطلق الحفاظ على حق أعضائها فى العمل، والتصدى لمن يزاحمهم فى العمل.. لأن كليات السياحة والآثار تضخ سنويا إلى سوق العمل آلافا من المرشدين.. وبدلا من أن يجدوا فرصة ولو نادرة فى العمل فى الشركات السياحية.. ستكون الأبواب مغلقة أمامهم.

ورغم شرعية اعتراض نقابة المرشدين، وتحركها المحدود للدفاع عن حقوق أعضاء النقابة.. لم نجد مسئولا واحدا فى وزارة السياحة تحرك ليطلب من الشركات السياحية الأجنبية الاعتماد على المصريين خاصة فى مجال الإرشاد السياحى.. لأن هذه الوظيفة تشبه إلى حد كبير عمل المدرس.. فالسائح الذى يقطع آلاف الأميال يكون هدفه الرئيسى هو المعرفة.

هل يتحرك الوزير جرانة أم أن الشركات الأجنبية وخاصة الأمريكية لها حصانة حتى لو كانت تهدد تاريخ ومستقبل البلاد؟









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة